الحوثيون يقيلون مسؤولاً صحافياً لنشره تغريدة "أول إصابة كورونا"

الحوثيون يقيلون مسؤولاً صحافياً لنشره تغريدة "أول إصابة كورونا" في اليمن

03 ابريل 2020
نفى الحوثيون أي إصابات بالفيروس (محمد حويس/ فرانس برس)
+ الخط -
أصدرت وزارة الإعلام في حكومة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، أمس الخميس، قراراً بإيقاف الصحافي محمد عبد القدوس الشرعي الذي يعمل نائباً لرئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" (نسخة صنعاء) ونائباً لرئيس التحرير وقائماً بأعماله، منذ تفاقم وضع الأخير الصحي قبل أشهر.

جاء قرار وزير الإعلام الحوثي، ضيف الله الشامي، عقب ساعات من نشر الصحافي خبراً غير مؤكدٍ عن تسجيل اليمن أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد على موقع "تويتر"، بناء على معلومة مندوب الوكالة في وزارة الصحة في صنعاء، وهي المعلومة التي قال القرار إنها غير صحيحة وتخالف مسؤوليته الإعلامية.

وكان عبد القدوس قد غرد عصر الخميس: "يؤسفنا أن نعلن خبر تسجيل أول حالة كورونا في اليمن"، ثم حذف ما كتب، ونشر تغريدة أخرى بعد أقل من نصف ساعة يقول فيها إن مندوب الوكالة في الصحة فهم المعلومة خطأ وأن الحالة مجرّد اشتباه وهي لسيدة قادمة من العمرة في السعودية. 

لاقت التغريدة الأولى انتشاراً واسعاً، خاصة مع ترقّب وسائل الإعلام المحلية والدولية لوضع اليمن الذي لم يسجّل أي إصابة بالفيروس إلى الآن، صاحبتها حالة من الهلع الشديد على وسائل التواصل الاجتماعي والشارع اليمني؛ فالوضع الصحي في البلد يقترب من الكارثي من جراء الحرب السعودية الإماراتية عليه المستمرة منذ خمس سنوات.

وتناقلت المواقع الإلكترونية الخبر، وشن الناشطون الحوثيون والمستقلّون هجوماً على الصحافي، مطالبين باتخاذ الإجراءات القانونية ضدّه كونه غير جدير بالثقة والمسؤولية التي تقع على عاتقه. في المقابل، اتهمهم خصومهم السياسيون بالتستّر على وجود حالات إصابة ووفيات منذ أسابيع، وهي فرضية أقرب إلى المكايدات السياسية منها إلى الحقيقة.

تلك الهجمة والانتشار الكبير للخبر دفعا وزير إعلام الحوثيين إلى نفي الإشاعة عبر حسابه على "تويتر"، قائلاً إن "الحديث عن وجود حالة إصابة بالكورونا غير صحيح"، موجّهاً الجميع بتحري المصداقية، ومضيفاً "هناك جهات خاصة ومسؤولة فيما لو ظهرت حالة مؤكدة لا سمح الله فمن واجبنا الإعلان عنها"، بينما أعلن الناطق باسم اللجنة الفنية المشتركة لمكافحة كورونا، عبد الحكيم الكحلاني، في تصريح صحافي عاجل، أن "الحالة هي اشتباه ولم تتأكد إصابتها وبهذا يبقى اليمن خالياً تماماً من الوباء".

عقب ذلك غرّد الصحافي: "على الرغم من أن صفحتي هي صفحة خاصة بآرائي الشخصية، إلا أنني وبحكم موقعي الرسمي أعترف وأقر بأنني أخطأت بالتسرع في نقل الخبر المغلوط عن مراسل الوكالة، وعليه: أعلن تحملي للمسؤولية الكاملة إزاء تسرعي في نشر الخبر المغلوط، وأطلب إحالتي للتحقيق. وتقديم استقالتي".

جدير بالذكر أن سيّدة يمنية في الـ 35 من العمر كانت قادمة من السعودية وتظهر عليها بعض أعراض الإصابة بفيروس "كوفيد ــ 19"، ما جعل وزارة الصحة في صنعاء تدعو بعض وسائل الإعلام للحضور لعقد مؤتمر صحافي لإعلان أول إصابة في اليمن، حال تأكيد الفحص الدقيق ذلك. في الأثناء كان مندوب الوكالة حاضراً في الوزارة، فأبلغ الناشر بالخبر قبل تأكيده، ويبدو أن السعي وراء السبق الصحافي دفعه لنشره، قبل أن يكشف الفحص أن ذلك مجرّد اشتباه.