إعلام النظام السوري يمهّد لمجزرة كيميائي جديدة بدمشق وريفها

إعلام النظام السوري يمهّد لمجزرة كيميائي جديدة بدمشق وريفها

17 ابريل 2017
تحضيرات لقصف بالكيميائي (سمير الدوماني/فرانس برس)
+ الخط -




منذ يوم السبت الماضي، تنشر الصفحات الإخبارية التابعة للنظام السوري على مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً مؤكدة حول "ضرب الإرهابيين للكيميائي في دمشق وريفها خلال الساعات القادمة".

فقد كتبت صفحة "دمشق الآن" المؤيدة للنظام، والمختصة بنقل تحركات الجيش السوري ورصد معاركه و"انتصاراته"، إضافةً إلى "عدد القذائف والتفجيرات التي يرتكبها الإرهابيون"، على حسب تعبيرها، نشرت ما يلي: "مصادر استخباراتية عربية قالت، إن المجموعات المسلحة التابعة لجبهة النصرة تحضر لاستخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين في محيط دمشق خلال الساعات القادمة".

وأثار الخبر ضجة على صفحات السوريين. فبدأت الأخبار المشابهة تنتشر على الصفحات الداعمة للنظام السوري بشكل كثيف. فقامت صفحة "أخبار الهاون بدمشق" بنشر الخبر وتأكيده، ونشر "معلومات مهمة عن الإجراءات السريعة التي يمكن اتخاذها، في حال حدوث أي تسريب للغاز السام".

وتابعت صفحة "دمشق الآن" بنشر منشورات متتالية عن الضربة الكيميائية المرتقبة، لتتهم المعارضة بما سيحدث، فقالت: "مصادر إعلامية: المجموعات المسلحة تقوم بتوزيع الأقنعة الواقية من الغازات السامة على بعض أهالي الغوطة الشرقية". وكتبت أيضاً: "مصادر ترجح استخدام الغازات السامة من المجموعات المسلحة ضد المدنيين في عربين وعين ترما".

ونشرت صفحة "شبكة أخبار ياسمينة دمشق" تغريدة لمراسل قناة "الأورينت"، فراس كرم، حول تغطية مجازر النظام في الغوطة الشرقية، معلقين عليها "بنفس أسلوب كيميائي خان شيخون، دعوات من إعلاميّ الفورة لتغطية حدث كيميائي بغوطة دمشق، غداً هم على علم مسبق من مشغليهم".

ونشرت أيضاً صفحة "syrian window" التغريدة نفسها، وشددت على "احتمال حدوث مجزرة كيميائي قد يرتكبها الإرهابيون خلال الساعات القادمة".

 في ما بعد نشرت صفحة "دمشق الآن" ما يلي: "الجيش السوري يحضر مفاجأة لإبادة الإرهابيين إبادة كاملة في الغوطة الشرقية ابتداءً من عين ترما وعربين"، لتتضح الصورة أكثر، ولتبدو الأخبار المتعلقة باستخدام الكيميائي في الغوطة الشرقية تمهيداً لضربة مرتقبة، أو ذريعة لحملة شرسة على المعارضة السورية في الغوطة الشرقية.

وبعدها، قامت بعض من الصفحات التشبيحية كصفحة "شبكة عاجل المؤيدة" بالإعلان عن اختراق المعارضين للصفحات المؤيدة للنظام السوري، لتستبق أي خطوة وأي اتهام يجعل من صفحات النظام أول من نشر الخبر، فادعت "شبكة عاجل المؤيدة" أن "صفحة "دمشق الآن" مزورة، ويديرها معارضون ينشرون فيها أخباراً لدعم توجهاتهم، يرجى الحذر".

ونشرت صفحة "الحب في زمن الحرب" قائلةً: "أتمنى من الجميع عدم تداول الأخبار الكاذبة وعدم ترويج الإشاعات، موضوع الكيميائي هو مجرد مسلسل كمسلسل خان شيخون، وإن حصل وتم هذا المسلسل فسيكون في عربين وعين ترما بريف دمشق، وليس في دمشق، لذا لا تخافوا ولا تحزنوا، فالشام لها رجال يحمونها، وبإذن الله لن يحصل أي مكروه فيها، وحتى هذه اللحظة لا خوف عليكم ولا على دمشق، وكل ما يشاع هو تهويل وتطبيل وجعجعة ليس إلا، وبالنسبة لجماعة نصائح الإسعافات الأولية، يا ريت ترحمونا من بوستاتكون الفذة، في ناس مو متحملة ذكاءكم ونصائحكم".

وبعد التكذيب والبلبلة التي حرضت لها الصفحات المؤيدة للنظام، قام أحد أعضاء صفحة "دمشق الآن" بكتابة منشور، تم حذفه في ما بعد، مفاده أنّ "الصفحة تابعة للجيش السوري، واليوم وصلتهم من مصدر عسكري رفيع المستوى (على حد تعبيره)، تعليمات بالترويج لقصف الغوطة بالكيميائي من المسلحين. والحقيقة أن الجيش السوري يريد إبادة الغوطة بالكيميائي، بالتزامن مع المجريات التي تحدث في كفريا والفوعة، ليتهم المسلحين بذلك، وأكد أنه لا يهتم بما يجري بقدر اهتمامه بإيصال الحقيقة، ورسالته وتحذير المدنيين مما سيحدث".

هذه البلبلة التي طاولت صفحات النظام السوري منذ الصباح الباكر، لم تطاولْ الإعلام السوري الرسمي، ولكن تردد صدى الضربة القادمة للغوطة الشرقية، فنشرت "الإخبارية السورية" أخباراً تؤكد تحضير الجيش السوري للقضاء على الإرهابيين في عين ترما.

وما يثير القلق أكثر، التصريح الذي صدر عن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قبل أيام، حيث صرح: "لدينا معلومات بالتجهيز لضربات قرب دمشق، بهدف اتهام الحكومة السورية بتنفيذها".