العراق: قتلى وجرحى ونزوح من قرى شمال شرق بعقوبة

العراق: قتلى وجرحى ونزوح من قرى شمال شرق بعقوبة

02 يونيو 2019
+ الخط -
قال مسؤولون عراقيون في بغداد ومحافظة ديالى شرقي البلاد، إن هجوماً شنه مسلحون يرتدون زياً عسكرياً على عدة قرى شمال شرق بعقوبة، عاصمة محافظة ديالى المحلية، تسبب بمقتل وإصابة عدد من المواطنين، والتسبب بحركة نزوح جديدة للسكان إلى مناطق أخرى منذ فجر اليوم الأحد.

ووفقاً لمسؤول في وزارة الداخلية العراقية ببغداد، فإن مليشيات مسلحة استهدفت رجلاً ونجله وابن أخيه وقتلوهم داخل متجرهم في قرية أبو الخنازير، بعد يوم واحد من هجوم مماثل على قرية مجاورة تسبب بمقتل ثلاثة مواطنين وجرح آخرين بواسطة عبوة ناسفة، عدا عن هجمات بقذائف الهاون طاولت قرى أخرى، مؤكداً أن هناك خشية من أن تكون الهجمات بدوافع طائفية من مليشيات منفلتة، خاصة وأنها "وقعت في مناطق لا يمكن الوصول إليها من قبل "داعش" إلا بتخطي الجيش والشرطة العراقية".

من جهته، قال النائب في البرلمان العراقي عن محافظة ديالى، مضر الكروي، إنّ "ثلاثة مدنيين قتلوا في هجوم شنته مجموعة مسلحة قرب قرية أبو خنازير في أطراف ناحية أبي صيدا شمال شرق بعقوبة"، مبيناً، في بيان صحافي، أنّ "الهجوم نفذّته مجموعة ترتدي زياً عسكرياً استطاعت تجاوز الإجراءات الأمنية المشددة للقرية".

وأكد الكروي أنّ "الأهالي شرعوا بالنزوح من القرية خشية من الاستهداف"، متهماً "العصابات الخارجة عن القانون" بالوقوف وراء الهجمات التي تتعرض لها بعض القرى، والتي شهدت عودة النازحين إليها بعد استعادتها من تنظيم داعش". 

ومنعت قوة عسكرية أهالي البلدة من النزوح منها، الأمر الذي زاد من مخاوف الأهالي، وسط توقعات بهجمات أخرى. 

وقال مصدر أمني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوضع الأمني في البلدة مرتبك جدّاً. حاولت بعض العوائل الهرب من القرية، لكنّ قوات عسكرية منعتهم من ذلك"، مبيناً "لا يُعلم ما إذا كانت تلك القوات من الجيش أم مليشيات ترتدي زي الجيش". 

وأشار إلى أنّ "هناك إهمالا واضحا من قبل الجهات الأمنية في المحافظة لهذا الحراك الخطير، بينما تعيش القرية حالة رعب، ويناشد أهلها الحكومة المركزية بالتدخل وتوفير الحماية اللازمة لهم". 

يشار إلى أنّ مجلس المحافظة دعا الأجهزة الأمنية إلى التحرك واعتقال الجناة، محذّراً من "التهاون مع هذه الأعمال الإرهابية". 

وفي السياق، قالت النائبة عن كتلة المحور الوطني ناهدة الدايني، إن جريمة القتل التي ارتكبت في قرية أبو خنازير بمحافظة ديالى دفعت الأهالي لنزوح جماعي بدأت ملامحه واضحة، فيما أشارت إلى أن "سوء الأوضاع الأمنية بالمحافظة سيدفع كتلتها للانسحاب من تحالف البناء".

وذكرت الدايني، في تصريح صحافي، إن "جريمة قتل 3 مدنيين في وضح النهار يوم أمس في قرية أبو خنازير قرب ناحية أبي صيدا (25 كم شمال شرق بعقوبة) على مقربة من السيطرات الأمنية، ستدفع لنزوح جماعي في القرية وقرى أخرى في الوقت بدأت ملامحه واضحة في الساعات الماضية".

وأضافت أن "ديالى في خطر، وحان الوقت لقرارات جريئة من قبل القائد العام للقوات المسلحة من ناحية تغيرات القيادات وتغير التشكيلات الماسكة للقواطع الساخنة، بسبب تكرار الخروقات التي يدفع ثمنها الأبرياء"، مبينة أن "العودة للوراء مرفوضة".

وأشارت إلى أن "وجود كتلة المحور الوطني في تحالف البناء كان مرهوناً بتصحيح الأوضاع في ديالى، وخاصة الأمنية، لكن ما يحدث الآن أمر بالغ الخطورة، وهو ما قد يدفعنا إلى اتخاذ قرار الانسحاب منه إذا لم يكن هنالك أي موقف إزاء أحداث قرية أبو خنازير الأخيرة".