العراق: "داعش" يستغل مناطق أطراف ديالى لإعادة انتشاره

العراق: "داعش" يستغل مناطق أطراف ديالى لإعادة انتشاره

21 مارس 2018
+ الخط -

تحولت المناطق النائية في أطراف محافظة ديالى، شمال شرق بغداد، إلى أوكار لبقايا تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي استطاع أن يتحصن فيها متخذاً منها مقراً لتحركاته، الأمر الذي بدأ يشكل تهديداً على عدد من المحافظات العراقية، في وقت حذّر فيه مراقبون من خطورة إهمال هذا الملف. 

وتعد منطقة جبال حمرين والمناطق القريبة منها، في محافظة ديالى، من أكثر المناطق التي تحولت إلى مركز لأوكار التنظيم، وسط عجز حكومي عن القضاء عليها. 

وقال مصدر عسكري لـ"العربي الجديد"، إنّ "عناصر داعش الفارين من كركوك والموصل وصلاح الدين وديالى اتخذوا من مناطق جبال حمرين والمناطق الفاصلة بين ديالى وصلاح الدين، مركزا لأوكارهم، وقد أعاد التنظيم ترتيب عناصره، وهو يتحرك من خلالها لتنفيذ أعمال العنف". 

وأوضح أنّ "المعلومات الاستخبارية تؤكد أنّ تلك المناطق أصبحت من أكثر المناطق التي يحتمي بها التنظيم، وأنّه استغل طبيعتها الجغرافية الوعرة ليقيم فيها أوكاره وجيوبه، التي أصبحت مستعصية على القوات الأمنية"، مبينا أنّ "الخطر يتفاقم في تلك المناطق". 

وأشار إلى أنّ "قيادة العمليات لديها العلم الكامل بتنامي هذا الخطر، لكنّ التحرك العسكري يحتاج إلى تهيئة وإعداد لمعركة طويلة، الأمر الذي يستدعي وجود قوات إضافية كافية لإنجاح عملية التطهير". 

ولوحظ في الفترة الأخيرة نشاط لعمليات العنف التي نفذها عناصر "داعش" في محافظات ديالى وكركوك، في وقت يطالب فيه مسؤولون بضرورة تأمين غطاء جوي مستمر لمناطق تواجد "داعش". 

وقال عضو لجنة الأمن في مجلس محافظة ديالى، عبد الخالق العزاوي، في تصريح صحافي، إنّ "المعلومات المتوفرة لدينا تؤكد عودة خلايا داعش بين ديالى وصلاح الدين"، مبينا أنّ "عودة داعش لتلك المناطق لها تأثير سلبي على أمن القرى المحررة". 

ودعا إلى "توفير غطاء جوي مستمر لتلك المناطق، من أجل ضرب أي تجمع للتنظيم، وشل حركته التي بدت واضحة في الأيام الأخيرة".

ويؤكد مراقبون أمنيون أنّ هناك إهمالا حكوميا لموضوع بقايا "داعش". 

وقال العميد الركن في الجيش العراقي السابق، حازم الدوري، لـ"العربي الجديد": "المناطق التي نشط فيها التنظيم وأعاد ترتيب صفوفه وأوكاره فيها، هي مناطق بعيدة عن يد القوات الأمنية"، مبينا أنّ "القوات تتجنب دخول تلك المناطق بسبب طبيعتها الجغرافية الصعبة وبعدها، الأمر الذي استغله التنظيم لإعادة بناء أوكاره". 

وحذر من "خطورة استمرار إهمال هذا الملف، وضرورة التعجيل بوضع خطة شاملة وتهيئة قوات كافية للسيطرة عليها وتطهيرها".