بقايا "داعش" تربك أمن المناطق العراقية المحررة

بقايا "داعش" تربك أمن المناطق العراقية المحررة

16 مارس 2018
+ الخط -



عبرت قيادات أمنية عراقية وزعامات قبلية عن قلقها من الهجمات التي يشنها عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي في عدد من المدن والمناطق المحررة، وفيما أكدت قوات مكافحة الإرهاب العراقية أن التقاطعات السياسية هي التي تتسبب بهجمات "داعش" أحيانا، يقول زعماء قبليون إن المعارك في الصحراء صعبة بسبب الطبيعة الوعرة.

وأوضح قائد قوات مكافحة الإرهاب العراقية، الفريق الركن عبد الغني الأسدي، أن بقايا تنظيم "داعش" لا تزال قادرة على تنفيذ هجمات متفرقة في عدد من المحافظات العراقية، مبينا أن هذه العمليات تحدث عن طريق الغدر واستغلال فرص الغفلة المتوفرة في عدد من المناطق لا سيما محافظة كركوك (شمال العراق).

ولفت إلى وجود بعض المناطق التي تتيسر فيها البيئة الملائمة لعمل عناصر "داعش"، مؤكدا خلال مقابلة متلفزة أن التقاطعات السياسية تتسبب أحيانا بهجمات تحدث في كركوك ومناطق أخرى.

وأكد وجود بعض الجهات التي ضربت مصالحها، ما دفعها لمغازلة عناصر "داعش" من قريب أو بعيد، مبينا أن هذا الغزل لا يمكن أن يؤدي إلى نتيجة.

وأضاف أن "داعش" انتهى عسكرياً، وغادر مسرح العمليات ولم يتبق سوى ذيوله، لكنها غير قادرة على العودة بنا إلى المربع الأول"، مبينا أن خلايا التنظيم لا تزال تشن هجمات متفرقة في محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى والأنبار.

إلى ذلك، حذر الزعيم القبلي والقيادي في تجمع العشائر المناهضة لـ "داعش" فاضل العيساوي، من أن التنظيم بدأ يشن هجمات خطيرة توقع بين الحين والآخر ضحايا من المدنيين والعسكريين، مشددا على ضرورة تنفيذ عمليات عسكرية جدية لاجتثاث ما تبقى من فلول التنظيم في المناطق الصحراوية.

وأوضح أن أمن المدن والمناطق المحررة لا يمكن أن يكتمل إلا من خلال إنهاء تواجد عناصر تنظيم "داعش" في الصحراء، مؤكدا صعوبة خوض المعارك في المناطق الصحراوية الوعرة، والتي تجعل احتمال تعرض القوات العراقية للكمائن هناك أكبر.

يشار إلى أن محافظة الأنبار كانت قد شهدت أمس الخميس مقتل وإصابة 15 جنديا عراقيا بهجوم لتنظيم "داعش" الإرهابي قرب مدينة الرطبة غربي المحافظة، ما دفع القوات العراقية إلى إرسال تعزيزات للمنطقة للحيلولة دون تجدد الهجمات.

وفي السياق، يرى أستاذ الاستراتيجية في جامعة النهرين علي البدري أن الهجمات الأخيرة لعناصر "داعش" في أكثر من محافظة عراقية تدق ناقوس الخطر، مؤكدا لـ "العربي الجديد" أن التنظيم قد يصعد من وتيرة هجماته بهدف إرباك الأوضاع الأمنية قبل موعد الانتخابات البرلمانية المقرر أن تجري في مايو/أيار المقبل.
وأوضح أن هجمات "داعش" قليلة لكنها مؤثرة وتخلف في كل مرة قتلى وجرحى، مبينا أن الحرب ينبغي أن تكون في الصحراء الغربية هذه المرة لإنهاء الإرهاب في معاقله.