تونس: مخاوف من "نشاطات إرهابيين" على الحدود مع الجزائر

تونس: مخاوف من "نشاطات إرهابيين" على الحدود مع الجزائر

17 فبراير 2018
+ الخط -
تتزايد المخاوف في تونس من التحركات الأخيرة التي تقوم بها "عناصر خطيرة" على الحدود مع الجزائر وسط تحذيرات من محاولتها تحين الفرصة لشن هجمات داخل البلاد.

في هذا الصدد، أكد عقيد أركان جيش متقاعد من الجيش الوطني محمد صالح الحدري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، "وجود مخاوف من تحركات الإرهابيين على الحدود الجزائرية التونسية"، لافتاً إلى أن "تأمين الجبال من الألغام لا يعني عدم قدرة العناصر الإرهابية على إعادة زرعها مجدداً، وهو ما أثبتته التحركات الأخيرة التي أودت بحياة 5 جنود جزائريين، وبتر ساق الراعي التونسي، مساء أمس الجمعة".

وبيّن الحدري، أنّ "التحركات جدّية في المنطقة، فأغلب هذه العناصر قدمت من ليبيا عبر الجزائر من الجبال المتاخمة للقصرين، تمهيداً لدخول تونس، وهي تحاول جمع صفوفها مجدداً والتخطيط لشن هجمات"، مشدداً على أنّه "طالما أن الوضع غير مستقر في ليبيا فإن الإرهاب سيتغذى مجدداً وسيحاول أن يتحرك ويلملم صفوفه".

ولفت الحدري، في الوقت نفسه، إلى أنّ "معركة الجبال متواصلة لأن الإرهابيين يتحركون في هذا الفضاء بسهولة، ووسط تضاريس صعبة لا يمكن التفطن إليها"، موضحاً "أن الإرهابيين ليس لهم مواقع ثابتة ويتحركون من مكان إلى آخر فيقتربون من الحدود الجزائرية ثم التونسية، وبالتالي فإن الخطر الإرهابي متواصل رغم أن مخاطره تقلصت كثيراً، ولكن لا بد من مواصلة الجهد لكيلا تجد هذه العناصر الفرصة لشن عمليات نوعية".

بدوره، اعتبر العميد السابق في الحرس الوطن، علي زرمدين، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "الإرهاب متحرك بطبعه، وهناك ارتباط كبير بين الإرهابيين التونسيين والجزائريين من خلال كتيبة الفتح المتركزة في تبسة بالجزائر، وكتيبة عقبة بن نافع بتونس"، مبيناً أنّ "البلدين يواجهان فلول الإرهاب بعد أن تم القضاء على أهم القيادات في تونس".

وتابع أنّ "الإرهاب يعاضد بعضه البعض وهناك حركة دولية وإقليمية للإرهاب من خلال القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وزعمائها وقيادتها المركزية من الجزائريين، وكانوا في وقت ما من الليبيين مع صعود بعض التونسيين إلى مستوى القيادة من الدرجة الثانية، ولكن الارتباط الأكبر بقي مع القيادات الجزائرية التي تبقى العنصر الرئيسي".

وأوضح أنّ "حركة الإرهاب على المستوى الإقليمي متوسعة، وهي تبدأ من سيناء في مصر إلى كامل دول شمال أفريقيا، وتلعب ليبيا دوراً رئيسياً لأنها توفر الحاضنة للاستقطاب والسلاح والتحرك"، معتبراً أن على "غالبية هذه الدول أن تكثف التعاون الاستعلاماتي وتخلق حزاماً أوسع للقضاء على هذه العناصر".

وأشار، في هذا السياق، إلى أنّ "تونس والجزائر تتعاونان كثيراً وتتقدمان بخطوات هامة، ولكن التعاون يجب أن يكون أكبر وأوسع".

ونشرت وزارة الدفاع الأميركية، أمس، تقريراً عن نشاط الجماعات الإرهابية المتطرفة بأفريقيا، كشفت من خلاله تراجع نشاط التنظيمات الإرهابية من بينها "داعش" في تونس، ولكن التقرير لم يخف إمكانية تزايد الجماعات الإرهابية هناك.

وبين التقرير الذي نشره مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية التابع لـ"البنتاغون"، أن تونس تواجه بالأساس تهديد تنظيم "القاعدة في المغرب العربي"، وذلك في المنطقة الغربية وفي الشمال الغربي على حدودها مع الجزائر، موضحاً أن المخاطر التي تواجهها تونس تتمثل أساساً في عناصر إرهابية من بينها كتيبة "عقبة بن نافع"، وتنظيم "أنصار الشريعة" المتمركزة في جنوب تونس الكبرى.