أحزاب تونسية ترفض تعيين الصادق القربي في منصب رفيع

أحزاب تونسية ترفض تعيين الصادق القربي في منصب رفيع

15 يناير 2018
+ الخط -
أثار تعيين الصادق القربي، الوزير الأسبق في نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، مديرا عاما لديوان الأسرة والعمران البشري التابع لوزارة الصحة، موجة غضب واحتجاج في صفوف الأحزاب الحاكمة، إذ طالبت قيادات من حزبي "نداء تونس" و"النهضة" رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، بالتراجع عن القرار.

ورافق خبر تعيين القربي موجة غضب في صفوف قياديين من حزب "النهضة"، الذين اعتبروا أن الشاهد فرض القربي على وزير الصحة المنتمي للحزب، عماد الحمامي، وشددت كوادر نهضوية على أن رئيس الحكومة "بعث برسالة استفزاز للوزير وللحزب في آن واحد".

وقالت قياديون من حزب "النهضة" في مجلس الشورى وفي المكتب التنفيذي، وأعضاء في البرلمان، إنهم كانوا "ضحايا الصادق القربي زمن الاستبداد، حينما شغل وظيفة وزير التعليم في حكم الرئيس المخلوع بن علي، وقد عانوا من ممارساته وتصرفاته وتنكيله بالمربين والمعلمين، وبسياسته الظالمة القائمة على الإقصاء والطرد والتنكيل، وبالخصوص المعلمين المنتمين إلى أحزاب المعارضة، سواء من اليسار أو من الأحزاب الإسلامية"، كما اعتبروا أن "القربي يشتبه في ارتكابه تجاوزات إدارية ومالية، وممارسة التحرش"، على حد تعبيرهم.

وعلّق نائب رئيس مجلس الشورى، مختار اللموشي، على التعيين قائلا إن "من أسوأ وأفسد التعيينات، وأكبر مؤشر على الوقاحة والمجاهرة بإعادة الفساد هو تعيين رئيس الحكومة للصادق القربي بوزارة الصحة"، فيما عبرت النائبة ليلى الوسلاتي بوصلاح، التي تشتغل بالتعليم وعضو بلجنة التربية والثقافة والشباب بالبرلمان التونسي، عن صدمتها لخبر تعيين القربي على رأس ديوان الأسرة، قائلة "هذا الخبر أشد من نبأ الموت يا سيدي رئيس الحكومة"، على حد تعبيرها.

وبعثت النائبة جميلة دبش كسيكسي، عضو البرلمان التونسي عن حزب "النهضة" ونائبة رئيس لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية وعضو لجنة المرأة والأسرة، برسالة إلى كل من الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، ورئيس الحكومة ووزير الصحة، تعبر عن صدمتها وامتعاضها وحزنها من تعيين القربي، قالت فيها "لقد كانت صدمة كبيرة تعيين أحد عتاة التحرش الجنسي والفساد الأخلاقي والمالي على رأس مؤسسة عمومية، في اختراق فاضح لمقتضيات قانون القضاء على العنف ضد المرأة الذي صادق عليه البرلمان مؤخرا"، على حد توصيفها.

وأضافت كسيكسي "القانون الذي جرم التحرش يصبح بمقتضى هذا القرار الفضيحة مجرد حبر على ورق"، متسائلة "هل هانت نساء الديوان ومن ورائهن نساء تونس إلى هذا الحد؟ أين الكفاءات الشبابية؟".

وطالبت بالتراجع عن هذا القرار قائلة: "السيد رئيس الجمهورية، نهيب بك لمنع هذه الفضيحة في العواشر متاع الثورة. السيد رئيس الحكومة، لم تكن هذه انتظاراتنا من رئيس الحرب على الفساد والرئيس الشاب الذي ضاقت عليه تونس ولم يجد في شبابها من يضطلع بالمهمة. السيد وزير الصحة أصبنا بخيبة كبيرة وكنا ننتظر منك حماية الصحة النفسية والسلامة الجسدية لنساء وأطفال تونس من مسؤول يزخر تاريخه بما لا أقدر على استعراضه حياء وترفعا"، على حد تعبيرها.

من جانبه، تبرأ حزب "نداء تونس" من التعيين، داعيا رئيس الحكومة إلى التراجع عنه، حيث قال المتحدث باسمه، المنجي الحرباوي، إن تعيين القربي تشوبه مخالفات قانونية تقتضي المراجعة، ولفت إلى أن "القربي لا ينتمي إلى حزب نداء تونس، ولم يقترح الحزب تعيينه لا من قريب ولا من بعيد".