مستوطنون يحاولون اقتحام قصرة مجدداً

مستوطنون يحاولون اقتحام قصرة مجدداً

08 ديسمبر 2017
+ الخط -

شهدت بلدة قصرة، جنوب نابلس، في الضفة الغربية، توافداً كبيراً، اليوم الجمعة، لقطعان المستوطنين من عدة اتجاهات في حافلات كبيرة، وبرفقة قوات عسكرية كبيرة انتشرت بشكل مكثف في محيط القرية، وكان لافتا أيضا خلال الاقتحام، وجود وزير الزراعة الإسرائيلي ونواب في الكنيست من ضمن المستوطنين القادمين لاقتحام المغارة في منطقة رأس النخل، وفق ما أكدته مصادر محلية لـ"العربي الجديد".

رئيس بلدية قصرة، محمد عوض، قال لـ"العربي الجديد": إن قطعان المستوطنين من مستعمرتي "ييش قوديش" و"مجدوليم" بالإضافة لمستوطنين من مستعمرات أخرى، اقتحموا القرية، ووصلوا إلى المغارة التي اعتبروها مزارا مباركا قرروا من جديد أن يأتوا إليه لأداء طقوس دينية فيه.

أهالي البلدة أدركوا ما يرمي إليه المستوطنون من خلال الاقتحامات المتكررة خلال الأسبوع الماضي، وكي لا يتكرر مشهد المقامات الدينية في عورتا وكفل حارس وقبر يوسف التي يقتحمها المستوطنون للصلاة فيها، أقدمت مجموعة من الشبان، ليلة أمس، على تحطيم المغارة وإزالة معالمها، بحسب ما ذكره أهالي البلدة لـ"العربي الجديد".

ويسعى الأهالي في البلدة إلى تغيير كافة معالم رأس النخل في الجبل، كي لا يتسنى للمستوطنين أن يجدوا المغارة المباركة التي ادعوها من جديد، خوفا من أن تصبح مزارا يتحول في ما بعد إلى بؤرة استيطانية تكبر وتصبح مستعمرة يسكنها المستوطنون ويدّعون أنها لهم، كما فعلوا في كافة المستوطنات عبر طرقهم في تزوير التاريخ وتغييره.

وأدى المئات من الأهالي، اليوم، صلاة الجمعة في منطقة قريبة جدا من أرض رأس النخيل، وذلك بعد أن دعت بلدية قصرة وفعالياتها إليها، حيث كانوا على علم باقتحام المستوطنين، عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي والتحريض الذي ينفذه الصهاينة ضد قصرة وأهلها.

وأشار عوض إلى أن مواجهات اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال، أطلق خلالها الأخير قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة، ما أدى إلى إصابة أربعين مواطنا بالاختناق، فيما بقيت قوات الاحتلال متواجدة في محيط القرية ومدخلها الرئيس.

ولفت إلى أن قصرة تعاني من المستوطنات الإسرائيلية التي تحيط بها، وهما مستعمرتي "ييش قوديش" و"مجدوليم" بالإضافة إلى بؤرتين استيطانيتين "إحيا" و"كيدا"، مشيرا إلى أن هاتين البؤرتين في توسع مستمر على حساب أراضي الأهالي والمزارعين في قصرة، علما أن مستوطني هذه المستعمرات يقتحمون القرية بشكل مستمر ويحاولون تخريب أراضي المزارعين من خلال حرق الأراضي وتقطيع أشجار الزيتون وسرقة ثمارها.

فجر الخميس الماضي، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي بلدة قصرة، وشنت حملة شرسة ضد منازل الأهالي، حيث اقتحمتها وفتشتها بشكل دقيق، واعتقلت 20 شابا، إذ يقول عوض إن هذه الاعتقالات تأتي على خلفية تصدي الشبان للمستوطنين، في محاولة منها لردع الشبان عن التصدي للاقتحامات.

تمثّل قصرة نموذجاً ومثالاً للقرى الفلسطينية التي تعاني من غول الاستيطان المستشري في الأراضي الفلسطينية. وعن وقوف أهالي القرية وتصديهم لهجمات المستوطنين، يقول عوض: "إن أهالي البلدة يضربون مثلا في البطولة والشجاعة، فعند سماع خبر اقتحام المستوطنين للقرية، تجد المئات من الشبان يهرعون إلى المنطقة المستهدفة ليحموها بحجارتهم وصدورهم العارية، مقابل المستوطنين المدججين بالسلاح، وحماتهم جنود الاحتلال".