الجهيناوي: تونس تحفظت على تصنيف حزب الله إرهابياً

الجهيناوي: تونس تحفظت على تصنيف حزب الله إرهابياً

24 نوفمبر 2017
+ الخط -
واجه وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، وابلاً من الأسئلة، خلال جلسة مناقشة موازنة الوزارة، اليوم الجمعة، في البرلمان التونسي، حول موقف تونس مما يحدث في المنطقة العربية.

وفي الوقت الذي اتهم فيه نواب المعارضة البرلمانية الجهيناوي بارتهان الموقف التونسي لتعليمات المملكة العربية السعودية، ومساندتها في تصنيف حزب الله منظمة إرهابية، أكد الأخير استقلالية الدبلوماسية التونسية عن أي ضغط إقليمي، مشدداً على أن تونس تحفظت أربع مرات على تصنيف حزب الله منظمة إرهابية.

ووجهت النائبة عن الجبهة الشعبية، مباركة عواينية، اتهاما صريحا لوزير الخارجية باتباع تعليمات السعودية والزج بالبلاد في سياسة المحاور. وذكرت عواينية التي ناصرها النائب عن مشروع تونس، صلاح البرقاوي، في موقفها، بأن صمت تونس إزاء تصنيف حزب الله منظمة إرهابية أمر غير مقبول، ولا سيما أن توطئة دستور البلاد تنص على مناصرة حركات التحرر الوطني والقضية الفلسطينية. وعرجت على اغتيال الشهيد محمد الزواري أمام منزله بالرصاص دون أن تتحرك الخارجية التونسية للرد على ذلك. وختمت عواينية مداخلتها بالدعوة لإعادة العلاقات مع سورية وتدارك هذا الخطأ، على حد تعبيرها.   

ورد الجهيناوي بأن السياسة الخارجية لا تبنى على الأيديولوجيات وإنما على مصلحة البلاد، وهي تصاغ باستقلالية تامة وفي إطار السيادة الوطنية، مضيفا أن البلاد لا تنتمي لأي محور وتقودها المصلحة الوطنية، وتصطف خلف كل ما يخدم أهدافها ولا تحدد مواقفها تبعا للعاطفة. 

وشرح وزير الشؤون الخارجية موقف البلاد، قائلا إن "تونس تحفظت أربع مرات في قضية حزب الله، وكانت أول مرة حين ترأست مجلس وزراء الخارجية العرب، وأكدت أنها في صف حزب الله في مكافحته للعدو الصهيوني، لكنها لا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني باعتباره جزءا من المنظومة السياسية داخل لبنان، غير أن ذلك لا يعني صكا على بياض لفائدته طالما أكدت دول عربية ضلوعه في عمليات ضد أمن دول عربية". وأردف أن "ما تقرره دول أخرى بشأنه أمر لا يعني البلاد، بيد أنها تصبح معنية إذا ما هدد طرف خارج المجموعة العربية أمن دول عربية". 

وشدد المتحدث على أن سياسة تونس هي النأي بالبلاد عن أي محاور، وأن علاقاتها متميزة بكل الأطراف، وهو ما يبرر التواصل اليومي والحركية الدبلوماسية الاستثنائية التي تشهدها تونس خلال هذه الفترة غير مسبوقة. مفسرا أن اجتماع الأحد تم وفق ميثاق الجامعة العربية، حيث دعت المملكة العربية السعودية لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية، وقد وافقت كل الدول باستثناء لبنان والعراق على بيان الجامعة العربية، الذي صنف حزب الله منظمة إرهابية، وفي حين تحفظت تونس سابقا، فإنها وافقت عليه نظرا لأن للبيان قيمة سياسية ليس أكثر، وأن القرارات لا تصدر إلا عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.

واسترسل الجهيناوي بأن تونس قد تحفظت سابقا في قمتي نواكشوط وعمان ولا تزال تلتزم بموقف رئيس الجمهورية، الذي أكد الوقوف إلى جانب حزب الله متى كان طرفا في المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني. 

وكرر الجهيناوي على مسامع النواب أن تونس ليست جزءا من أي محور يذكر وأنها تحدد مواقفها بكل استقلالية، مبرزا أنها استقبلت عددا هاما من قادة الدول وممثليها وبعثات دبلوماسية تقدر بالمئات، خلال الفترة الأخيرة، تقديرا للمجهودات التونسية وسياستها الخارجية الرصينة.

ولم تكن ردود الجهيناوي المقتضبة مرضية للنواب، إذ سجلت الجلسة العامة تشنجاً كبيراً واستنكاراً لنواب المعارضة البرلمانية، لمواقفه من حزب الله وامتناعه عن الرد على أسئلة أخرى متعلقة بالموقف من تطورات الوضع في سورية وغيرها من الملفات.