Tones and I... أغانٍ متفرقة تُدعى ألبوماً

Tones and I... أغانٍ متفرقة تُدعى ألبوماً

25 يوليو 2021
نجحت جماهيرياً ولم تلقَ ترحيب النقاد (Getty)
+ الخط -

منذ أصدرت توني واتسن أغنية Dance Monkey، والجميع ينتظر ألبومها الأول؛ فالفتاة التي تشتهر باسم Tones and I، والتي تخطت ثاني أغنياتها عتبة المليار مشاهدة على "يوتيوب" أثارت حالة غريبة من الجدل، ليختلف حولها النقاد الموسيقيون؛ إذ رأى البعض أنّ Tones and I نموذج حي على هشاشة المعايير الإنتاجية والتسويقية في موسيقى البوب، وذلك حين سبحت عكس التيار لتصوغ أفضل أغنية عصرية، بالاعتماد على موسيقى الـ EDM (الإلكترونيك دانس ميوزك).

في المقابل، رأى البعض الآخر أنّ تقييم Tones and I مبالغ فيه بشكل غير مسبوق، مشيرين إلى أنّ أغنيتها الأنجح Dance Monkey هي أغنية ضعيفة، لم تلقَ النجاح التجاري سوى بسبب طرافتها وقدرة السوشيال ميديا على رفع منتجات فنية ضعيفة إلى الواجهة.

هذا الجدل جعل ألبوم Tones and I الأول، Welcome To The Madhouse، واحداً من أكثر الألبومات المرتقبة في سنة 2021، وقد سبقته مجموعة من الأحكام المسبقة، التي تنبأت بفشله بسبب محاولة يائسة للتماشي مع الأساليب السائدة في موسيقى البوب، أو بإمكانية اختزاله بنكتة جديدة، يمكنها أن تصبح النغمة الجديدة لمعظم مقاطع الفيديو الطريفة على "تيك توك" أو "إنستغرام".

هذا التوقع تم تعزيزه من خلال أغنية Won't Sleep، التي صدرت منفردة قبل شهرين من طرح الألبوم؛ إذ بدا واضحاً فيها أنّ الاتجاه الذي تسير فيه Tones and I يمكن تعقبه بالفعل. إلّا أنّ الألبوم الذي تم إصداره الأسبوع الماضي، بـ 14 أغنية، لم يكن متوافقاً مع ذلك، بقدر ما بدا يحمل تأثيرات مختلفة من نجوم بوب معاصرين، أبرزهن بيلي آيليش، ليبدو واضحاً أنّ واتسن -التي لم تبلغ بعد سن الثامنة عشرة من عمرها- ليست قادرة في هذه المرحلة على رسم ملامح خاصة لهويتها الموسيقية، بقدر ما تمكّنت من مزج وتأليف وأداء أغانٍ متفرقة، قد يعرف بعضها طريق النجاح.

رغم اهتمام  Tones and I بخلق هوية بصرية مميزة للألبوم، ومحاولتها إضفاء لمسة فنية مختلفة عن السائد من خلال اختيارها موضوعات الأغاني في الإصدار، الذي يضمر بعض الإثارة في عنوانه؛ فإنّ المشكلة الرئيسية في العمل هي تذبذب مستوى الأغاني فيه، فبعضها يبدو مميزاً للغاية، بإيقاعات راقصة وسلسة، تتمكن من المكوث لوقت طويل في الدماغ، كما هو الحال في أولى أغنيات الألبوم Won't Sleep، وفي Welcome To The Madhouse.

في الأغنيتين، تنجح Tones and I بإثارة الانتباه مجدداً من خلال مواضيع غريبة عن الذعر والعوالم الأخرى الغامضة التي يعيشها المراهقون. لكن، على العكس من أغنية Dance Monkey؛ فإنّ الأغنيتين تفتقدان لحس الطرافة العالي الذي كان أهم عناصر نجاحها.

ومن ناحية أخرى، فإنّ عدداً من أغاني الألبوم يبدو ضعيفاً للغاية، ما يشير بشكل واضح إلى أنّ تجربة Tones and I ما زالت تفتقد للنضج، منها أغنية Child's Play، التي تعاني من رتابة في الإيقاع، لا يكسرها سوى قدرات توني واتسن الصوتية، التي تتلاعب بإبداع بالطبقات الصوتية المتعددة التي تملكها، لكنّها رغم ذلك تخفق في توظيفها بالشكل الأفضل.

ربما يكون سبب فشل Tones and I في صياغة ألبوم يتوافق مع مستوى توقعات معجبيها هو اللافت، فهو على عكس التوقعات المسبقة، لم يكن مقترناً بمحاولة واتسن للتماشي مع التيارات الموسيقية السائدة وعلى عدم قدرتها على مجاراتها، وإنّما السبب متعلق بإصرارها في معظم الأغاني على اللعب بذات المساحة التي خلقتها لنفسها في انحرافها الهامشي الخاص.

من دون أن تستفيد بشكل كبير من التجارب التي حاولت محاكاتها، ولم تضف إليها سوى بعض الكليشيهات الضعيفة، ما جعلها تفتقد لأهم عناصر نجاحها، أي الطرافة. قد تكون أغنية Lonely هي الاستثناء الوحيد، فقد تم صوغها بهذه العقلية لكنّها قادرة على تحقيق النجاح.

المساهمون