50 مليون دولار لصحافي أميركي احتجز في سورية 

50 مليون دولار لصحافي أميركي احتجز في سورية 

03 يناير 2024
اعتقل كيفن دوز في 2012 (إكس)
+ الخط -

أصدرت المحكمة الجزائية في الولايات المتحدة حكماً بتعويض الصحافي الأميركي، كيفن دوز، بمبلغ 50 مليون دولار أميركي، بعد أنّ تقدم بدعوى ضد النظام السوري لاعتقاله وتعذيبه على مدار أربعة أعوام.

وذكرت شركة المحاماة والدفاع الأميركية "ميلر آند شوفالييه" أن دوز احتُجز في زنزانة بلا نوافذ، وتعرّض للتعذيب المتكرر على يد المخابرات العسكرية التابعة للنظام السوري، و"نتيجة لسوء معاملته، أصيب دوز بارتجاج في المخ، وتلف دائم في الأعصاب، وأمراض جسدية أخرى، تسببت في معاناة عميقة ودائمة".

وجاء في الحكم أن "طبيعة أفعال النظام السوري تستحق الشجب وأشد الإدانة".

50 مليون دولار من "صندوق ضحايا الإرهاب"

قالت الشركة إنّ دوز مؤهل لتلقي مبلغ التعويض المالي من "صندوق ضحايا الإرهاب" الذي ترعاه الحكومة الأميركية، وأنشأته وموّلته بواسطة عائدات العقوبات.

ويقدم الصندوق تعويضات للمطالبين المؤهلين الذين لديهم أحكام ضد الدول التي تصنفها الولايات المتحدة كـ"راعية للإرهاب" أو كانوا رهائن محتجزين في سفارة الولايات المتحدة في إيران من عام 1979 إلى عام 1981 وأزواجهم وأطفالهم، أو الممثلين الشخصيين لهؤلاء الأشخاص المتوفين.

وعُزّز الصندوق لاحقاً بقوانين إضافية مثل قانون "الحصانات السيادية الأجنبية" لعام 1996. والدول الراعية للإرهاب بموجب التصنيفات الأميركية لعام 1996 هي إيران، كوريا الشمالية، كوبا، وسورية، وسابقاً ليبيا والعراق والسودان.

ويقدر أن الصندوق، الذي نال منه دوز 50 مليون دولار، يحوي أموالاً مصادرة من أرصدة هذه الدول تقدر بـ2.7 مليار دولار.

حبس تحت الأرض من دون ضوء النهار

اعتقلت قوات النظام السوري الصحافي الأميركي في إحدى نقاط التفتيش في 2012، بعد أن دخل إلى شمال غربي سورية قادماً من ليبيا مع مجموعة من الصحافيين والمسعفين، ليتم نقله بعدها إلى سجن في دمشق ليخضع للتحقيق والتعذيب، إلى أن أطلق سراحه في إبريل/نيسان 2016 بمساعدة من روسيا.

لكن ما يزال هناك صحافي أميركي آخر مفقود في سورية هو أوستن تايس، الذي خدم سابقاً في مشاة البحرية الأميركية، وتنكر سورية وجوده لديها.

وذكر دوز أنه بعد إلقاء القبض عليه قيّده عناصر الأمن التابعون للنظام السوري من رأسه ويديه مع الجراح البريطاني عباس خان، حيث كان الاثنان في زنزانتين متجاورتين تحت الأرض لا يدخلهما ضوء النهار في مركز احتجاز يتبع للمخابرات العسكرية المعروف باسم "فرع فلسطين".

واتفق كل من دوز وخان على أن يخبر من يخرج أولاً من السجن عن قصة الآخر، حيث كان النظام ينكر أنه كان يحتجزهما. وحصل خان على فرصة ليخبر العالم الخارجي عن كيفن دوز حين حضرت عائلة خان إلى دمشق، وسمح لها النظام برؤيته في يوليو/تموز 2013، والذي أخبر والدته عن دوز الموجود في الزنزانة المجاورة وحثها على تنبيه المسؤولين الأميركيين، لكن هيئة محلفين بريطانية أعلنت في أكتوبر/تشرين الأول 2014 أن خان نفسه "قُتل في السجن عمداً من دون أي مبرر قانوني".

وقال مستشار دوز القانوني التابع لشركة المحاماة إنه "يجب محاسبة البلدان التي تنتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان، وضحايا التعذيب الشجعان مثل كيفن دوز يسلطون الضوء على هذه الفظائع ليطلع عليها العالم، ويواصل كيفن النضال في أعقاب هذه المأساة" معتبراً أن هذا الحكم "سيكون بمثابة رمز آخر للتقدم في الكفاح المستمر لفضح ومعاقبة الدول التي ترتكب هذه الجرائم الشنيعة".

وكان دوز قد رفع الدعوى في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2021 ضد حكومة النظام السوري في المحكمة الجزئية الأميركية في العاصمة واشنطن.

المساهمون