21 لوحة تحاكي الدمار والركام بمعرض تشكيلي في غزة

21 لوحة تحاكي الدمار والركام بمعرض تشكيلي في غزة

18 يوليو 2023
يتطرق "ليس مجرد ركام" إلى أثر عدوان الاحتلال عام 2021 (عبد الحكيم أبو رياش/ العربي الجديد)
+ الخط -

تنتقل الفنانة الفلسطينية مها الداية، من خلال مجموعة لوحات فنية تشكيلية، إلى المعنى الآخر لركام وحُطام وأنقاض البيوت التي قصفتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي، خلال عدوانه على قطاع غزّة، وتطرّق إلى الجانب المعنوي للبيت وأثر فقدانه.

وتُصور الداية من خلال لوحات مشروع "ليس مجرد ركام" المشاهد العامة للمباني التي قُصفت على رؤوس ساكنيها، لتتحول في غمضة عين من مكان آمن يسكنه الأمان والأحلام، إلى كومة من الركام والدمار.

وتضمن المعرض الفردي للفنانة الداية، والذي افتتح الثلاثاء في مقر محترف شبابيك في مدينة غزة، 21 لوحة تشكيلية، حملت كل واحدة منها قصة عائلة، فقدت بيتها الذي قامت بتشييده طوبة على طوبة، وبعرق، وكد، وجهد السنين.

وغلبت على اللوحات التشكيلية الألوان الداكنة، وفي مقدمتها اللون الرمادي، والذي يُعبر عملياً عن لون الرُكام، بينما يُعبر من الناحية المعنوية عن الحزن العميق على فقدان البيت، بما يُمثله من أمان، ودفء، واحتواء.

وتقول الفنانة مها الداية إنّها تهتم بعكس تفاصيل الحياة اليومية لقطاع غزة وأهله، عبر لوحاتها التشكيلية المتنوعة، إلى أن اتجهت لتصوير المباني المُهدمة، بفعل الحروب المتلاحقة على قطاع غزة، وخاصة حرب 2021، وهي الحرب الأكثر بشاعة، لما تضمنته من قصف للبيوت، والأبراج المدنية، والعمارات السكنية الآمنة.

وتبين الداية لـ"العربي الجديد" أنّ المشروع بما يحمله من لوحات فنية يعكس جانباً مهماً من جوانب الحياة، إذ تُمثل البيوت المهدمة، والتي تحولت إلى أكوام من الحطام والدمار، تحدياً كبيراً أمام الفلسطينيين في غزة المحاصرة، حيث يحمل البيت جميع معاني الأمان والخصوصية، والتي تضيع جميعها بغمضة عين.

وتسعى الداية إلى توثيق المباني المهدمة بأساليب فنية، حتى تدفع المُتلقي إلى رؤية تلك المباني من منظور آخر، بخلاف المنظور الإخباري الجامِد، والانتقال إلى رؤية الروح والحياة التي كانت تدب في المكان، والأمنيات التي كان يحملها أصحابه، قبل أن يتحول إلى كومة من الردم.

وتنطلق الداية من مسؤوليتها المجتمعية والوطنية، وترى أنه من الضروري أن يساهم كل شخص في عكس الواقع المرير الذي يعانيه أبناء الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال الإسرائيلي، وممارساته العدوانية المتواصلة بحق الفلسطينيين، وقد اختارت التعبير عن تلك الممارسات عبر ريشتها وألوانها ولوحاتها التشكيلية.

وتوثق اللوحات التشكيلية، والتي رُسمت بالألوان الزيتية، الأحداث التي مر فيها قطاع غزة، وتحديداً قصف المباني والأبراج السكنية الكبيرة، والتي تحمل معاناة مُضاعفة، خاصةً مع صعوبة إعادة بنائها بسبب الحصار وتأخر عمليات الإعمار.

سينما ودراما
التحديثات الحية

وبدأ العمل في مشروع "ليس مجرد ركام" بعد انتهاء حرب 2021، والتي تركت أثاراً نفسيةً على الداية، خاصة قصف برج الجوهرة القريب من منزلها، وتقول إن لوحاتها "تحمل تفاصيل المأساة"، كما تؤكد على "حق الناس بالعيش في أمان داخل بيوتهم التي تعبوا كثيراً لتشييدها".

وتعكس اللوحات التشكيلية التي اشتمل عليها المعرض صوراً لأطفال يلهون فوق الركام، وطفل يفتش داخل حقيبته التي تبقت له بعد قصف منزل أسرته، وآخرون يحملون ما تبقى لهم من ذكريات، بعد أن تحولت بيوتهم ومساكنهم الى رُكام.

ويُشكل بناء البيوت، والمنشآت السكنية في قطاع غزة، تحدياً كبيراً بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء، مُقارنة بالأوضاع الاقتصادية المُتردية، بفعل تواصل الحصار الإسرائيلي للعام السابع عشر على التوالي.

المساهمون