هل تجد القنوات العربية في المنصات حبل خلاص؟

هل تجد القنوات العربية في المنصات حبل خلاص؟

03 سبتمبر 2021
السباق اليوم على من يفوز بإنتاج مسلسلات درامية عربية (الصبّاح للإنتاج)
+ الخط -

تحتفل محطة "إم بي سي" السعودية غداً السبت بالذكرى الثلاثين لتأسيسها، في حفل ضخم يقام في بلغاريا. المحطة بدأت أولى خطواتها في عالم الفضائيات، قبل ثلاثين عاماً، في العاصمة البريطانية لندن، واستطاعت أن تتقدم بسرعة البرق، لفرادة في برامجها، وحضورها في العالم العربي.

لكن الواضح أنّ المجموعة السعودية تشهد مجموعة من التحديات، ليس أقلها ما تواجهه اليوم من تخبط في القرارات التي شهدت تغييراً واسعاً مع "الانتفاضة" السعودية نحو الانفتاح وعالم الترفيه عام 2018، وتوجهها نحو حصر عالم الإعلام والفنون في المؤسسات، التي تحمل الهوية السعودية، داخل المملكة فقط.

عملت "إم بي سي"، طوال ثلاثين عاماً، في إطار مشهد ترفيهي حقق نجاحات كثيرة، لكن أمام التحول السياسي والإلكتروني الذي يباغت العالم يوماً بعد يوم، وجدت أنّ بإمكانها التحوّل إلى عالم منصات بثّ المحتوى الترفيهي، متسلحة بخيار وحيد هو الدراما العربية، وفتحت أكثر من جبهة حرب ضد المنافسين، حتى إنها استغلت الإنتاج التركي للدراما، وأصبحت شريكة له في صناعة الدراما المستجدة (العربي المشترك)، وهي تمتلك اليوم مجموعة من المسلسلات الحصرية التي تحقق أعلى نسبة مشاهدة في العالم العربي، عبر المنصة التابعة لها "شاهد".

في قراءة سريعة، حققت منصة "شاهد" أعلى نسبة ايرادات عربية بين عامي 2019 و2020، خصوصاً مع دخول مرحلة جائحة "كوفيد-19"، وارتفاع الطلب على الاشتراكات، بنسبة تجاوزت الـ 30 في المائة من عدد المشتركين الأوائل. وبرز الإقبال خصوصاً على الأعمال المعروفة بأنها إنتاجات "شاهد" الأصلية، التي تعرض حصرياً على المنصة، ولا مجال لقرصنة الأعمال المصرية عبر عقد أبرمته "شاهد" لحذف أي محتوى تملكه حصراً عن أي محطة وحتى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

نجوم وفن
التحديثات الحية

وتسعى محطات عربية أخرى للعبور قريباً نحو عالم المنصّات، ومنها بعض المحطات السورية التي بدأت بإعداد خطط خاصة لإنشاء مجموعات من المنصات الإلكترونية الخاصة بالإنتاج الدرامي، وبعض مؤسسي هذه المنصات يعملون من العاصمة اللبنانية بيروت، بسبب الظروف الأمنية والاقتصادية في سورية، ويوظفون في سبيل ذلك مجموعة من الكتّاب والمخرجين السوريين، لإتمام عدد من المسلسلات القصيرة التي ستبصر النور لاحقاً، وتنفَّذ ما بين بيروت ودمشق.

أما الشاشات اللبنانية، فلا يزال حضورها في عالم المنصات خجولاً، خالياً من الإنتاجات الجديدة أو الخاصة، بينما تنشط على متابعة معظم الأحداث السياسية والأمنية التي تنقل مباشرة عبر الصفحات البديلة، من دون خطة هادفة للعبور إلى عالم الإنتاج الحصري والخاص، فيما تعمل بعض المجموعات على تأسيس منصّات خاصة، ومنها "فيو" التي تحاول التنافس على إنتاج بعض الأعمال الخاصة بالدراما، بغية حجز مكان لها على الخريطة، خصوصاً أنّ العائدات المالية تعتبر جيدة، وهي لمصلحة المنتج بالدرجة الأولى.

هل تحلّ المنصّات الخاصة مكان الشاشات والمحطات التلفزيونية؟ سؤال يطرح بإلحاح اليوم مع اتساع نسبة تحول المشاهد العربي إلى المنصة، لكن الواقع العربي عموماً سيلزمه المزيد من الوقت كي يدخل التجربة بقوة، متأثراً بالظروف السياسية والمصالح التي تفرضها سياسات بعض الدول وخططها في هذا المجال.

المساهمون