هدية من كوريا الجنوبية لمستشفى في طهران تستفز الإيرانيين

هدية من كوريا الجنوبية لمستشفى في طهران تستفز الإيرانيين

03 نوفمبر 2021
وصف إيرانيون الهدية الكورية الجنوبية بـ"المهينة" (سفارة كوريا الجنوبية في طهران/تويتر)
+ الخط -

أعلنت سفارة كوريا الجنوبية في العاصمة الإيرانية طهران إهداء ألفي كمامة لأحد مستشفيات المدينة، مساهمة منها في الوقاية من فيروس كورونا، ما أثار غضب الإيرانيين على منصات التواصل الاجتماعي، ودفع وزارة الخارجية الإيرانية إلى وصف الخطوة بـ"النكتة".

يوم الأحد الماضي، نشر الحساب الرسمي للسفارة الكورية الجنوبية على "تويتر" تغريدة، أعلن فيها زيارة سفير كوريا الجنوبية لمستشفى "آتيه" الخاص غربي طهران لإهدائه ألفي كمامة. وأرفق النبأ بصورتين، بينها واحدة أظهرت علبة الكمامات.

مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي من الإيرانيين اعتبروا هذه الخطوة إهانة، لافتين إلى أن قيمة الكمامات لا تتجاوز المائتي دولار أميركي. وما أثار غضب الإيرانيين أكثر، أن كوريا الجنوبية ترفض الإفراج عن 7 مليارات دولار أميركي من الأرصدة الإيرانية، وهي عوائد صادرات النفط إليها، بحجة العقوبات والضغوط الأميركية.  

وغرّد رواد شبكات التواصل الإيرانية: "لا حاجة لنا بكماماتكم. أعيدوا الأموال التي سرقتموها منا". 

ووصف مغرد يحمل اسم رابين شور سلوك السفير الكوري الجنوبي بـ"الوقح"، قائلاً إن "من الوقاحة أن تسرق كوريا الجنوبية 7 مليارات دولار من أموالنا، ثم يقوم سفيرها بدعاية إعلامية رخيصة من خلال إهداء علبة من الكمامات إلى المستشفى، تباً لهذا المستشفى الذي قبل الهدية". 

وانتقد المغرد حسين ملك مديري مستشفى "آتيه" بشدة، لتسلّمهم الكمامات ومنح فرصة الدعاية للسفارة الكورية الجنوبية، داعياً الإيرانيين إلى صبّ جام غضبهم على المستشفى.

وكتب المغرد إبراهيم كريمي: "لو كنت مسؤولاً في مستشفى (آتيه) لكنت رميت الكمامات في وجه السفير، لا التقطت صوراً تذكارية معه". ودعا وزارة الخارجية الإيرانية إلى الرد بشدة على "هذا العمل الوقح".

مغرد إيراني آخر كانت له وجهة نظر مختلفة، إذ حمّل الإدارة الأميركية مسؤولية احتجاز الأموال الإيرانية بالدرجة الأولى، قائلاً إن توجيه الشتائم إلى كوريا الجنوبية "أمر سهل، وسيول حتى إن أرادت لا تستطيع إعادة الأرصدة الإيرانية المجمدة. شئنا أو أبينا، الطرق المالية والبنكية كلها تنتهي إلى واشنطن".

وغرد مستخدم اسمه علي: "صعب جداً علينا أن تسرق كوريا الجنوبية 7 مليارات دولار من أموالنا ثم تتصدق بكمامات قيمتها 100 دولار". 

والمغرد مهدي قاسم زادة اعترض على تصرف سفير كوريا الجنوبية، وقال إن "ذلك يؤكد لنا أن الطريق الوحيد أمامنا هو الاتكال على قدراتنا الداخلية والسعي لإحباط العقوبات" الأميركية. 

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، قد وصف الخطوة الكورية الجنوبية بـ"النكتة"، خلال مؤتمره الصحافي الاثنين الماضي، قائلاً إن "الشعب الكوري الجنوبي قد لا يرضى بما فعلته حكومة بلاده تجاه إيران". 

أما صحيفة "جوان" الإيرانية المحافظة، فهاجمت كوريا الجنوبية ومسؤولي مستشفى "آتيه" الذين قبلوا "الهدية" والتقطوا صوراً مع السفير الكوري الجنوبي، مشيرة في تقرير لها إلى أنها "تحتجز 7 مليارات دولار من أموال الإيرانيين، لكنها تمارس النفاق من خلال إهداء الكمامات، ثم إن إيرانيين جهلة يساعدونه (السفير) على ممارسة هذه الإهانة".

واعتبرت الصحيفة أن هذا الإجراء "يشبه مؤامرة، وله تأثير تخريبي على سمعة شعب أكثر من أي إجراء آخر"، داعية إلى معاقبة السفير.

وتصدياً لهذا الغضب والانتقادات، شددت سفارة سيول الاثنين على أن "الصداقة بين إيران وكوريا الجنوبية عمرها 60 عاماً"، مشيرة إلى أنها "قدمت 27 مليون دولار أميركي لإيران لدعم اللاجئين الأفغان فيها، ونحو 8 ملايين دولار أميركي لمساعدتها في مكافحة وباء كورونا، بما يشمل مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا ومليون كمامة وطواقم لفحص الفيروس". 

المساهمون