نيويورك خارج الدروب المطروقة في معرض للرسام إدوارد هوبر

نيويورك خارج الدروب المطروقة في معرض للرسام إدوارد هوبر

02 نوفمبر 2022
"إيرلي صنداي مورنينغ" من بين الأعمال المعروضة (فرانسيس جي. ماير/ Getty)
+ الخط -

استكشف الرسّام الأميركي إدوارد هوبر نيويورك بريشته، كما لم يفعل أحد قبله، فكان له عن المدينة التي احتضنته 6 عقود نتاج غزير يجمعه اليوم معرض في متحف ويتني.

ومن بين الأعمال المعروضة "إيرلي صنداي مورنينغ" (1930)، و"روم إن نيويورك" (1932)، و"نيويورك موفي" (1939) و"مورنينغ صن" (1952)، إضافة إلى أعمال زيتية تظهر أسقفاً وجسوراً، ومسودات لأعمال هوبر ووثائق من حياته.

وفي المجموع، يتألف المعرض الممتد حتى مارس/ آذار 2023، في مانهاتن، من أكثر من مئتي عمل من صندوق ويتني، وإعارات من مجموعات عامة وخاصة.

خارج الدروب المطروقة

وبعيداً من الصور المعهودة لناطحات السحاب في هذه المدينة المتنوعة جداً والرئة الاقتصادية العالمية، يتجلى خصوصاً بُعد نيويورك الإنساني بريشة هوبر.

وقالت مفوضة المعرض كيم كوناتي، في بيان نشره المتحف، إن "هوبر أمضى جلّ حياته هنا، على مرمى حجر من متحف ويتني"، و"عرف الشوارع نفسها، وكان شاهداً على الحلقة الدائمة من الهدم وإعادة الإعمار، كما يحصل حالياً في نيويورك المتجددة دوماً".

وأضافت كوناتي: "نجح هوبر في تصوير مدينة في تغيّر دائم وثابتة في الوقت نفسه، كما لم تفعل سوى قلة سواه بهذه الطريقة المؤثرة"، مشيرة إلى وجود "رابط خاص محفور في الزمن صاغته مخيلته بوضوح".

كان هوبر يفضل الأماكن المغمورة وحتى المجهولة تماماً، خارج الدروب المطروقة، بعيداً من ناطحات السحاب في مانهاتن والمعالم الأشهر كجسر بروكلين أو مبنى إمباير ستايت. وقال يوماً ممازحاً: "لم أكن يوماً مهتماً بالمناظر العمودية"، بل كان يحب الابتعاد عن الضوضاء.

الوحدة

منذ 1913 حتى وفاته سنة 1967 عاش هوبر مع زوجته جوزفين نيفيسون هوبر، وهي أيضاً فنانة وعارضة كان يستلهم منها في لوحاته، في الشقة نفسها في ميدان واشنطن سكوير في غرينيتش فيلدج جنوب مانهاتن.

وبعدما كان رساماً مستقلاً، أصبح أحد أشهر الفنانين في البلاد.

ولم يتوقف الرسام، المولود سنة 1882 في مدينة نياك الصغيرة على ضفاف نهر هادسن شمال نيويورك، عن استكشاف الحدود المتداخلة بين الحياة العامة والخاصة، وشكلت النوافذ عنصراً دائماً في عمله، وكانت تتيح إظهار الجزء الخارجي والداخلي على السواء من أي مبنى. ووصف هذه التجربة بأنها "إحساس بصري مشترك".

وأوضحت المتخصصة في الإنارة المسرحية، جنيفر تيبتون، في تصريحات أوردها متحف ويتني، أن الإضاءة الخاصة التي أظهرها الرسام في أعماله يمكن أن تتسبب بإحساس "مخيف وقاتم جداً"، وصولاً حتى إلى الشعور بـ"الفراغ".

وبعض القطع التي يتضمنها المعرض مصدرها مجموعة أعمال كانت عائدة للقس المعمداني أرثاير سانبورن الذي عاش في ستينيات القرن العشرين، قرب منزل طفولة هوبر في نياك.

وفي تحقيق نشرته صحيفة نيويورك تايمز في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تساءلت كيف تمكن قسيس من جمع ما يصل إلى 300 عمل للفنان. وقبل وفاة سانبورن سنة 2007، قال، من دون تقديم أدلة، إنه حصل على هذه الأعمال كهدية من الزوجين هوبر أو جمعها من شقة الفنان بعد وفاته.

(فرانس برس)

المساهمون