نقل صاروخ "ناسا" الجديد للمهمات القمرية إلى منصة الإطلاق

نقل صاروخ "ناسا" الجديد للمهمات القمرية إلى منصة الإطلاق

18 مارس 2022
يبلغ طول صاروخ "إس إل إس" 98 متراً (بول هينيسي/ الأناضول)
+ الخط -

بدأ الصاروخ الجديد لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، الخميس، أول انتقال له نحو منصة الإطلاق حيث سيخضع لجملة اختبارات، قبل إرساله في حال نجاحها إلى القمر، خلال الصيف المقبل.

وترك صاروخ "إس إل إس" مبنى التجميع في مركز كينيدي الفضائي في ولاية فلوريدا الأميركية قرابة الساعة 17:47 (21:47 بتوقيت غرينتش) الخميس، في رحلة مدتها 11 ساعة، للانضمام إلى منصة الانطلاق "39بي"، الواقعة على بعد 6 كيلومترات ونيّف من المركز.

تكاليف باهظة

مع الكبسولة الفضائية "أوريون" المعلقة على رأسه، يبلغ طول صاروخ "إس إل إس" 98 متراً، أي أنه أعلى من تمثال الحرية، لكنه أقل ارتفاعاً بقليل من صاروخ "ساتورن 5" الذي استُخدم في إرسال البشر إلى القمر خلال مهمات "أبولو" الذي بلغ طوله 110 أمتار.

غير أن "إس إل إس" ستنتج 39.1 ميغانيوتن من الضغط، أي أكثر بـ15 في المائة من "ساتورن 5"، ما سيجعله الصاروخ الأقوى في العالم حالياً.

وقال المسؤول الرفيع في وكالة "ناسا" توم ويتماير، هذا الأسبوع، إن "هذا رمز لبلدنا".

لكنّ تكلفة هذا "الرمز" باهظة، إذ سيكلف إطلاق العمليات الأربع الأولى ضمن برنامج "أرتيميس" للعودة إلى القمر 4.1 مليارات دولار أميركي، وفق ما كشف المفتش العام في وكالة الفضاء الأميركية بول مارتن أمام الكونغرس، خلال الشهر الحالي.

وفور بلوغ منطقة الانطلاق، أمام المهندسين ما يقرب من أسبوعين لإجراء جملة اختبارات، قبل القيام بتجربة عامة قبل الإطلاق.

وفي 3 إبريل/نيسان، سيملأ الفريق أكثر من 3 ملايين لتر من الوقود المبرّد في الصاروخ، وسيجري عداً عكسياً تجريبياً لكل مرحلة حتى اللحظات العشر الأخيرة، من دون تشغيل المحركات. بعدها سيُسحب الوقود من الصاروخ، لإجراء تجربة على عملية إطلاق غير مكتملة بطريقة آمنة.

نحو القمر وما بعده

حددت "ناسا" مايو/أيار المقبل موعداً تقريبياً أول لإطلاق مهمة "أرتيميس 1" القمرية غير المأهولة التي يجتمع فيها لأول مرة صاروخ "إس إل إس" وكبسولة "أوريون".

وسيضع "إس إل إس" في بادئ الأمر "أوريون" في المدار الأرضي المنخفض، قبل إجراء عملية "دخول في مدار انتقالي قمري" بفضل طبقته العليا.

هذه العملية ضرورية لإرسال "أوريون" على بعد أكثر من 450 ألف كيلومتر من الأرض وما يقرب من 64 ألف كيلومتر ما بعد القمر، أي إلى ما هو أبعد من أي مسافة تصل إليها أي مركبة فضائية مأهولة أخرى.

وخلال مهمتها الممتدة على 3 أسابيع، ستنشر "أوريون" 10 أقمار اصطناعية مسماة "كيوب ساتس" لا يتعدى حجمها علبة أحذية، ستجمع معلومات عن الفضاء السحيق. وستنتقل الكبسولة نحو الجزء المظلم من القمر بفضل أجهزة دفع مقدمة من وكالة الفضاء الأوروبية، قبل عودتها إلى الأرض. وستهبط على المياه في المحيط الهادئ، قبالة سواحل ولاية كاليفورنيا.

وسيتعين الانتظار حتى تسيير مهمة "أرتيميس 2" المرتقب في 2024، لتسجيل أول رحلة تجريبية مأهولة. وستدور الكبسولة عندها حول القمر من دون الهبوط على سطحه، فيما ستحمل مهمة "أرتيميس 3"، المرتقبة في 2025 على أقرب تقدير، أول امرأة وأول شخص من أصحاب البشرة الملونة ستطأ أقدامهما القمر في القطب الجنوبي لهذا الجسم الفضائي.

وتسعى "ناسا" لأن تختبر على القمر بعض التقنيات التي تنوي استخدامها خلال مهماتها الفضائية المستقبلية نحو المريخ في ثلاثينيات القرن الحالي.

"إس إل إس" مقابل "ستارشيب"

وضع "إس إل إس" في المدار من شأنه السماح له بالانضمام إلى فئة الصواريخ من الوزن "الثقيل جداً" التي تضم حتى الساعة "فالكون هافي" من "سبايس إكس"، وهو صاروخ أصغر من "إس إل إس".

وتطور الشركة المملوكة من إيلون ماسك صاروخاً آخر لاستكشاف أعماق الفضاء، هو "ستارشيب" القابل لإعادة الاستخدام بالكامل الذي قال الملياردير إنه سيكون جاهزاً لاستعماله في تجربة مدارية هذا العام.

وسيكون "ستارشيب" أكبر وأقوى من "إس إل إس"، إذ سيتمكن الصاروخ البالغ طوله 120 متراً من إصدار أكثر من 75 ميغانيوتن من الضغط. كما أن تكلفته ستكون أدنى من "إس إل إس".

وووفقاً لماسك، قد تُخفض كلفة الإطلاق إلى 10 ملايين دولار أميركي في غضون سنوات قليلة.

غير أن إجراء مقارنة مباشرة بين الصاروخين سيكون معقداً، لأن "إس إل إس" مصمم ليبلغ مباشرة وجهته النهائية، فيما تعتزم "سبايس إكس" وضع صاروخ "ستارشيب" في المدار ثم إعادة تموينه مع صاروخ "ستارشيب" آخر لتوسيع مداه وزيادة شحنته.

كما وقّعت وكالة الفضاء الأميركية عقداً مع "سبايس إكس"، لصنع نسخة من "ستارشيب" يمكن استخدامها كمركبة هبوط على القمر في مهمات "أرتيميس".

(فرانس برس)

المساهمون