"نتفليكس": مزيدٌ من الرداءة لا ينتهي

"نتفليكس": مزيدٌ من الرداءة لا ينتهي

01 نوفمبر 2023
بِنيسيو دلْ تورو: جهدٌ غير نافع في تقديم جديد (جايزون لافِريس/FilmMagic)
+ الخط -

 

تمنح "نتفليكس" خياراتٍ، تتناقض مستوياتها السينمائية المختلفة. الحرب الإسرائيلية الجديدة على قطاع غزّة، منذ "طوفان الأقصى" (7 أكتوبر/تشرين الأول 2023)، تؤكّد المؤكّد، فالمتابعة اليومية للحرب تتطلّب، بين حين وآخر، فسحة لراحة، تتمثّل باختيار أفلامٍ أجنبية، لتسلية وتمضية وقتٍ من دون تفكير وقلق وتساؤلات، لن تكون الإجابات عنها سهلة، أو قريبة المنال.

الأفلام المختارة تلك 3، مُنتجة كلّها عام 2023، وبثّها على شاشة المنصّة الأميركية حاصلٌ منذ أشهر قليلة. لكنْ، لا "إبداع" في اشتغالاتها السينمائية، وهذا بدوره يطرح سؤال الجودة التي تعتمدها المنصّة في غالبية أفلامها الروائية الطويلة التي تُنتجها، أو التي تشتري حقوق عرضها، وهذا عَكْس غالبية أفلامها الوثائقية، المشغولة بحِرفية وجدّية، وبعمقٍ فنّي وبصري وتوثيقي.

رداءة أفلامٍ أجنبية ظاهرة في مفاصل البناء والسرد الدراميين، كما في بنية كلّ حكاية، تبدوان (البنية والحكاية معاً) فارغة من أي جديد أو تجديد، وركيكة في أداء ممثلين وممثلات، لبعضهم أفلامٌ أهمّ وأعمق، وتمثيل أجمل وأصدق.

مثلٌ أول: بِنيسيو دلْ تورو في Reptile لغرانت سينغر. مشهودٌ له بأداء يتجاوز الحِرفية إلى الأبعد منها في صُنع شخصية، حقيقية أو متخيّلة، وتخيّلها مُستلّ من وقائع وعيش وانفعالات، غالباً؛ كما في كيفية إظهار المُخبّأ فيها، باشتغال رائع في نظرة وملمح وحركة، على الأقلّ. في فيلم سينغر (مُشاركٌ هو في كتابة السيناريو والإنتاج التنفيذي أيضاً)، لا جديد في تمثيله، كأنّه يُكرِّر ما يُتقنه، ويجهد في إقناع المُشاهد بأنْ لا تكرار بل حِرفة. قصة رجال شرطة يُحقّقون في جريمة قتل، فتتكشّف حقائق عن فسادٍ وجرائم وعلاقات مشبوهة، بشكلٍ معتاد للغاية في أفلام شبيهة به.

مثلٌ ثانٍ: غايل غارسيا بِرنَل في "الأم" لنيكي كارو. هو أيضاً مشهودٌ له بأداء متنوّع المستويات، لكنّ في بعضها جماليات تُزيل كلّ حدّ فاصل بين التمثيل والواقع. في الفيلم نفسه، هناك جوزف فينيس، الذي يتمتع بحضور تمثيلي لافت للانتباه، أحياناً، من دون أنْ يلفت أداؤه هنا لأي شيء. أمّا جينيفر لوبيز، مؤدّية دور الأم، فمحافظة على نمطٍ شبه ثابت في التمثيل (نمط عادي للغاية)، مع أنّها تُصبح بإدارة كارو قاتلة مأجورة بعد سنين من الخدمة العسكرية، تضطر إلى خروج غير آمن من مخبأها لإنقاذ ابنتها، المسلوبة منها بعد ساعات فقط على ولادتها.

الأسوأ من هذين الفيلمين يتمثّل بـ"خيانة مشتعلة" (Burning Betrayal) للبرازيلي دييغو فْرايْتس: حب واستعداد لزواج، واكتشاف الخطيبة خيانة حبيبها لها منذ عامين، فيُفتح ما يُفترض به أنْ يكون الـ"جحيم". صداقة مغشوشة، وفساد مشوب بأفعال جُرمية، ولحظات جنسية مُكرّرة، تُفرض بالقوّة في سياقٍ غير ملائم لها، غالباً. والأبشع، مللٌ يُصاحِب مسار أحداثٍ باهتة، ومطاردات عقيمة، وتسطيح قاتل في كلّ شيء.

المساهمون