"نتفليكس" تتوسّع في كوريا الجنوبية بعد نجاح إنتاجاتها

"نتفليكس" تتوسّع في كوريا الجنوبية بعد نجاح إنتاجاتها

20 يونيو 2023
تتزايد الدعوات للحكومة الكورية لدعم المشاريع الممولة محلياً (ماريو تاما/ Getty)
+ الخط -

يزور الرئيس التنفيذي المشارك في "نتفليكس"، تيد ساراندوس، كوريا الجنوبية هذا الأسبوع، بعدما حقّقت صناعة الترفيه في هذا البلد شهرةً عالميةً عبر أعمالٍ مثل "لعبة الحبار" و"ذا غلوري"، وإن أدّى ذلك إلى مخاوف متزايدة حول تأثيرات المنصة على السوق المحلية.

وأنتجت كوريا الجنوبية عدداً من أشهر الأعمال المعروضة على "نتفليكس"، الأمر الذي دفع بالشركة الأميركية لاستثمار 2.5 مليار دولار في صناعة الأفلام والمسلسلات الكورية.

ومن المتوقع أن يصل ساراندوس إلى سيول، اليوم الثلاثاء، حيث من المتوقع أن يلتقي طلاب السينما خلال زيارته الأولى كمدير تنفيذي مشارك، وفق ما أوردته وكالة رويترز. كذلك، من المفترض أن يلتقي رئيس الوزراء هان دوك سو، يوم الخميس المقبل، لمناقشة سوق منصات البث.

وبينما تحظى البرامج الكورية بشعبية كبيرة على "نتفليكس" (60٪ من المستخدمين حول العالم شاهدوا عملاً كورياً واحداً على الأقل خلال العام الماضي)، تتزايد الدعوات للحكومة لدعم المشاريع الممولة محلياً وتأمين حقوق المحتوى.

أعلنت الحكومة الكورية، الأسبوع الماضي، عن خطط لتقديم 500 مليار وون (390.09 مليون دولار) لمساعدة منصات البث المحلية على التنافس مع المنافسين العالميين مثل "نتفليكس" في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج.

وفي تصريح لـ"رويترز"، قال مدير الشؤون العامة في منصة البث الكورية الجنوبية، واتشا، هيو سونغ: "ستزدهر صناعة الإعلام والمحتوى عندما يتنافس العديد من المنصات بدلاً من هيمنة مجموعة صغيرة منها، الأمر الذي سيفيد المبدعين والمستهلكين على حد سواء".

وصدّرت كوريا الجنوبية محتوى بقيمة 13 مليار دولار في عام 2022، يتضمّن ذلك ألعاب الفيديو والموسيقى والأعمال التلفزيونية والسينمائية، وفقاً لمعهد البحوث الاقتصادية الكوري، متجاوزةً بذلك صادرات السيارات الكهربائية والبطاريات القابلة لإعادة الشحن.

يعدّ "تأثير نتفليكس"، وهو مصطلح يعبّر عن ظاهرة النجومية الفورية التي تطاول الممثلين والمخرجين فور عرض أعمالهم على المنصة، جزءاً من قصة النجاح الكورية الجنوبية.

ورحب الرئيس الكوري، يون سوك يول، باستثمار"نتفليكس"، البالغ 2.5 مليار دولار، باعتباره "فرصة كبيرة" لكل من كوريا الجنوبية والشركة الأميركية. مع ذلك، فإنّ حضور المنصة في كوريا الجنوبية يضع عقباتٍ كبيرة أمام المنصات المحلية مثل "واتشا" و"وايف" و"تفينغ".

خلال العام الماضي، أعلنت الشركة الأميركية عن أرباح تشغيلية بلغت 14.28 مليار وون (11.5 مليون دولار) في كوريا الجنوبية، في تناقض مع منصة تفينغ المحلية، التي بلغت قيمة خسائرها التشغيلية 199 مليار وون (قرابة 93 مليون دولار).

كذلك، استحوذت "نتفليكس" على 38.2% من حصة السوق في كوريا الجنوبية العام الماضي، فيما لم تتجاوز حصة "تفينغ" 13.1%.

على عكس الاتحاد الأوروبي، لا تملك كوريا الجنوبية قوانين تفرض على منصات البث الأجنبية إنتاج المحتوى المحلي أو الاستثمار فيه.

وقد دفع ذلك بعض السياسيين الكوريين إلى دعوة "نتفليكس" لمكافأة المبدعين بشكل أفضل، عندما تنجح مشاريعهم.

وقالت "نتفليكس" إنّها تهدف إلى تعويض المبدعين المحليين بشكل عادل في مرحلة الإنتاج الأولية، بغض النظر عن مدى نجاح عروضهم.

وتتضارب آراء صانعي المحتوى الذين عملوا مع "نتفليكس"، ففيما يعتبر البعض أنّ المنصة استغلتهم، يرى آخرون أنّها أتاحت لهم فرصاً جديدة.

كان مبتكر "لعبة الحبار"، هوانغ دونغ هيوك، قد أكّد في مقابلات مختلفة عام 2021 أنّ المسلسل رُفض من جهات متعدّدة قبل أن تنتجه "نتفليكس".

بدوره، قال المخرج أديتيا تايي، المقيم في لندن، والذي أنتجت له المنصة الأميركية وثائقياً بعنوان "كينغ أوف كلونز" إنّ "نتفليكس تغيّر الشروط، وتوسّع مساحة الحركة لصناع الأفلام الآسيويين".

من جهته، قال الأستاذ في جامعة سييونغ، ليم يونغ سو، لـ"رويترز"، إنّ "نتفليكس منحت المنتجين الكوريين الجنوبيين المزيد من الفرص، لكنّ الحكومة يمكنها فعل المزيد للمساعدة، مثل تأمين حقوق الملكية الفكرية للمبدعين"، مضيفاً: "تحتاج الحكومة إلى وضع نظام لضمان إمكانية إعادة الأرباح الزائدة إلى المنتجين الكوريين الجنوبيين".

المساهمون