ميانمار: اعتقال صحافيين وخنق الإعلام مع تصاعد الاحتجاجات

ميانمار: اعتقال صحافيين وخنق الإعلام مع تصاعد الاحتجاجات ضد الانقلاب

19 مارس 2021
224 عملية قتل مرتبطة بفترة ما بعد الانقلاب في الأول من فبراير/شباط (فرانس برس)
+ الخط -

ذكرت وسائل إعلام اليوم الجمعة أن السلطات في ميانمار ألقت القبض على اثنين من الصحافيين، أحدهما مراسل لـ"هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي).

وأكدت شبكة "بي بي سي" أن صحافيَاً بورمياً، من فرعها المحلي في رانغون، "مفقود" بعدما اقتاده رجال مجهولو الهوية اليوم الجمعة. وكتبت الشبكة البريطانية على حسابها على "تويتر": "نحن قلقون جداً بشأن مراسلنا أونغ ثورا الذي اقتاده رجال مجهولو الهوية".

وقال مسؤول في جهة لتقديم خدمات الجنائز، لوكالة "رويترز"، إن قوات الأمن في ميانمار قتلت بالرصاص ثمانية محتجين اليوم الجمعة. وذكرت وسائل إعلام وشاهد أن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين في بلدة أونجبان وسط البلاد، ثم فتحت النار في وقت لاحق.

ووفقاً لوكالة "أسوشيتد برس"، فإن السلطات في ميانمار تكثف الجهود لخنق انتشار المعلومات حول الاحتجاجات المتزايدة ضد الانقلاب العسكري الشهر الماضي.

وأفادت "جمعية المساعدة المستقلة للسجناء السياسيين" بأنها تحققت حتى يوم الخميس من 224 عملية قتل مرتبطة بفترة ما بعد الانقلاب، أكثر من نصفهم في يانغون، كبرى مدن البلاد. وقالت إن 2258 شخصاً اعتقلوا أو وجهت إليهم تهم، ولا يزال 1938 معتقلاً أو هاربين من الاعتقال.

وألقي القبض على المتحدث باسم "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" كي تو، يوم الخميس، حسبما أفاد النائب المنتخب من حزبه فيو زيا تاو، في منشور على "فيسبوك".

وكان كي تو مصدراً رئيسياً للمعلومات في الأيام الأولى التي أعقبت انقلاب 1 فبراير/شباط.

ولم تنشر أي صحيفة مملوكة للقطاع الخاص الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ ثماني سنوات، بعد الحظر والتعليق الطوعي. كما منعت الحكومة العسكرية خمس مؤسسات إخبارية محلية على الأقل من نشر معلومات على أي منصة أو مادة مطبوعة أو من خلال البث أو عبر الإنترنت، لكن تم تجاهل أوامرها في الغالب. وقُبض على نحو 40 صحافياً، ولا يزال نصفهم تقريباً رهن الاحتجاز، بمن في ذلك تين زاو من وكالة "أسوشيتد برس".

كما فرضت قيود على الإنترنت بعد فترة وجيزة من الانقلاب. بدأت القيود بإغلاق غير فعال إلى حد كبير لمنصات التواصل الاجتماعي، بما فيها "فيسبوك" و"تويتر"، وتبع ذلك تعليق الوصول إلى الإنترنت عبر الهاتف المحمول من الساعة 1 بعد منتصف الليل حتى الساعة 9 صباحاً، وتصاعد منذ يوم الأحد الماضي إلى توقف على مدار الساعة. وتظل خدمة "واي فاي" متاحة، على الرغم من أنها متقطعة.

وقُيد تدفق المعلومات بشكل أكبر في ست بلدات في يانغون التي تخضع للأحكام العرفية منذ يوم الاثنين. التنقل من وإلى تلك الأحياء صعب، وقد أفاد بعض السكان بانقطاع التيار الكهربائي عنهم. وأدى عنف الشرطة إلى تدمير تلك الأحياء يوم الأحد، فيما قُتل عشرات المحتجين.

وفي واحدة من أقوى البيانات الصادرة عن دولة في جنوب شرق آسيا، حث الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، اليوم الجمعة، على وقف العنف في ميانمار، وطلب من القادة الآخرين عقد قمة إقليمية بشأن الأزمة.

قال ويدودو في خطاب متلفز "إندونيسيا تحث على وقف استخدام العنف في ميانمار على الفور، لتجنب مزيد من الضحايا. يجب أن تكون سلامة ورفاهية الناس أولوية قصوى. كما تحث إندونيسيا على إجراء الحوار والمصالحة على الفور، لاستعادة الديمقراطية والسلام والاستقرار في ميانمار".

أضاف ويدودو، زعيم أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا، أنه سيتحدث على الفور مع بروناي، الرئيس الحالي لرابطة دول جنوب شرق آسيا، لعقد اجتماع لزعماء الدول العشر الأعضاء فيها.

(رويترز، أسوشيتد برس، العربي الجديد)

المساهمون