"مهرجان طرابلس للأفلام" يحتفل بدورته الـ10

"مهرجان طرابلس للأفلام" يحتفل بدورته الـ10

27 سبتمبر 2023
هادي زكاك: شرارة حياة وسط صراع مع الموت (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -

 

احتفالٌ بمرور 10 أعوام/ دورات لـ"مهرجان طرابلس للأفلام"، جرت وقائعه في صالة "بيت الفن" في "المينا"، في المدينة الشمالية اللبنانية، مساء 24 سبتمبر/ أيلول 2023. شريطٌ يستعيد أبرز وقائع الدورة الأولى (2014)، وكلمة لمؤسّس المهرجان ومديره الياس خلاط، وتكريم مؤسّسات وأفرادٍ لمواكبتهم إياه منذ انطلاقته، أو بعدها بقليل، بمنح المؤسّسات والأفراد ميداليات تكريمية، تعبيراً عن امتنانٍ لأفعالهم إزاء إصرارٍ على إيجاد متنفّس، ثقافي وفني، في مدينةٍ غارقةٍ بفقر وحروبٍ وتهميش.

إلى التكريم واستعادة بعض الماضي، هناك كتيِّب عن سيرة "مهرجان طرابلس للأفلام"، يُشارك فيه نقّاد وعاملون/عاملات في السينما والصحافة والثقافة، يروون في نصوصهم شيئاً من علاقاتهم/علاقاتهنّ بالمهرجان والمدينة. كلمة لخلاط، واستعادة تاريخية لمطيعة الحلاق (المنسّقة الإعلامية للمهرجان)، ونصوص لأمير رمسيس (مخرج سينمائي مصري) وسوسن الأبطح (صحافية وأستاذة جامعية لبنانية) وعُلا الشيخ (ناقدة سينمائية فلسطينية) والزميل نديم جرجوره (ناقد سينمائي لبناني) وهادي زكاك (مخرج وأستاذ جامعي وباحث). بالإضافة إلى 3 لوائح: أولى بأسماء مؤسّسات وأفراد يموّلون ويدعمون، وثانية بأسماء لجان تحكيم مسابقات الدورات الـ10، وثالثة بأسماء الحائزين على "جائزة إنجاز الحياة": المخرجان اللبنانيان الراحلان جورج نصر ورنده الشهّال (ابنا طرابلس)، واللبناني منير معاصري (ممثل ومخرج وكاتب وأستاذ جامعي).

يكتب خلاط أنّ "الرحلة صعبة لكنها مجزية"، وبفضل داعمين/مموّلين، تُصبح الرحلة "أسهل". إنّها "رحلة مشوّقة" يُعاش فيها "مخاض الفن السابع في طرابلس والجوار". من جهتها، تستعيد الحلاق البدايات: عام 2014، مع شعار "إعادة ثقافة السينما إلى الناس"، يبدأ المهرجان في "ظروفٍ استثنائية"، عشية "بدء تطبيق الخطة الأمنية للمؤسّسة العسكرية، إثر 21 جولة أمنية" تعانيها المدينة في أكثر من عامين. منذ انطلاقه، يُثبت المهرجان "قدرته على التطور والتنظيم المتقن والمدروس، وفقاً للمعايير الدولية المتبعة في أهمّ مهرجانات السينما"، ليكون "فعالية ثقافية ومهنية متخصّصة بصناعة السينما، في محاولة لإعادة السينما إلى الناس، وإحياء ثقافة السينما". في نصّه، يذكر رمسيس أنّه مع كلّ عام تُنظَّم فيه دورة جديدة "بإمكانيات أقلّ من محدودة، وخيارات وطموحات تتجاوز تلك الإمكانيات، في بلدٍ يعاني الكوارث، ما يجعل أكبر الكيانات تهتزّ وتتوقّف للتفكير في جدوى المواصلة"، إذاً، مع كلّ عام "يزداد تقديري لإيمان فريق المهرجان ومتطوّعيه بأهمية هذا الحدث لمدينتهم". الأبطح تكتب أنّ الأعوام الـ10 غير سهلةٍ، "لكنّ الإنجازات تؤكّد أنّ التضحيات مستحقة، وأنّ عرق الجبين لن يذهب سدى". الشيخ تعتبر أنّ في المدن التي "تُقرّر أنْ تكون السينما جزءاً منها" حكاياتٌ في كواليسها "لا تقلّ جمالاً عن الأفلام التي تُعرض"، و"وجوه سينمائية تحضر، وتريد أنْ تُعلن دعمها". الزميل جرجوره يكتب أنّ الاحتفال بالدورة الـ10 "مناسبة يُفترض بها أنْ تكون لحظة احتفال بتجربةٍ تستحق المتابعة والنقاش، وأنْ تكون أيضاً منطلقاً جديداً/تجديدياً لاختبار سينمائي، يرغب كثيرون وكثيرات في استمراره". أخيراً، يرى زكاك أنّ المهرجان "باقٍ حيّاً"، وأنّ مؤسّسه وفريق العمل المتواضع غير مستسلمين: فريقٌ "مندفع للتأكيد باستمرار على هذه الشرارة من الحياة وسط الصراع مع الموت".

المساهمون