منع مشاركة كلمة المرور قد يضر "نتفليكس"
مع بداية انتشارها الشعبي عام 2007، شجعت منصة نتفليكس لمشاهدة الأفلام والمسلسلات مشاركة كلمات المرور بين المشتركين كوسيلة للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المشاهدين، لكن اليوم يبدو أن الشركة تتجه نحو قرارات أكثر حزماً تجاه هذه الممارسة. فهل هذا قرار صائب؟
قبل بضعة أسابيع، أصدرت "نتفليكس" تقرير أرباحها، وأعلنت عن أكبر خسارة في عدد المشتركين، إذ فقدت المنصة أكثر من 200 ألف مشترك، ما أدى إلى انخفاض قيمة أسهمها بأكثر من 70 في المائة.
مشاركة كلمة مرور "نتفليكس" عند مفترق طرق
هذه المرة، وبهدف زيادة عدد المشتركين مجدداً، تلوح "نتفليكس" باتخاذ إجراءات صارمة ضد مشاركة كلمات مرور الحساب الواحد. ففي تقريرها الأخير، تقول الشركة إن 100 مليون أسرة تستمتع بخدمة "نتفليكس" باستخدام كلمة مرور شخص آخر، من خارج الأسرة.
وبالتالي، قد تبدأ "نتفليكس" في فرض رسوم إضافية على المشتركين شهرياً إذا استخدموا الحساب خارج منازلهم.
قد تأتي خطة "نتفليكس" بنتائج عكسية
ويقول موقع "بي جي آر" التقني إنه في حال لجأت المنصة إلى هذا القرار، فإن ذلك قد يأتي بنتائج سلبية، إذ أشار استطلاع من شركة "ألوما إنسايتس" للأبحاث الإعلامية إلى أن 13 في المائة من المستجوبين قالوا إنهم سيلغون اشتراكهم في "نتفليكس" مباشرةً إذا تم تحصيل 3 دولارات إضافية لمشاركة كلمة المرور.
ويوضح محلل "ألوما إنساستس"، مايكل غريسون: "قيل للمشتركين منذ سنوات، ضمنياً وصريحاً، إن مشاركة كلمات المرور مع الآخرين خارج المنزل أمر مقبول.. إزالة هذا الامتياز في هذا الوقت مع ارتفاع أسعار الوقود والطعام والضروريات الأخرى بشكل كبير جداً قد تؤدي بالفعل إلى إبعاد بعض المشتركين المخلصين".
خطة منع مشاركة كلمات السر قد تكون تدريجية
ومن الواضح أن "نتفليكس" تحاول تحقيق توازن دقيق. من ناحية تريد زيادة الإيرادات وقاعدة المشتركين، ومن ناحية أخرى تريد تجنب تنفير المشتركين الحاليين، وهو ما يبدو صعباً، إذ رفعت "نتفليكس" الأسعار بالفعل هذا العام، فارتفعت الباقة الأساسية فقط من 8.99 دولارات أميركية إلى 9.99 دولارات أميركية، لكن ارتفعت الباقات الأخرى بحوالي دولارين.
وحفاظاً على المشتركين، يفترض بالمسؤولين في الشركة عدم اتخاذ إجراءات صارمة بشأن مشاركة كلمات المرور بعد وقت قصير من زيادة الأسعار، وفق ما يرى مراقبون تقنيون، وهو ما يجعلها أمام موقف مرتبك حول الطريقة الأفضل لرفع إيراداتها مجدداً، أمام منافسة تزداد شراسة مع المنصات الأخرى التي باتت تنافسها على الإنتاجات والنجوم والمشتركين.
