مسلسل نزيف التراب: فلسطين في مقاومتها اليومية

مسلسل نزيف التراب: فلسطين في مقاومتها اليومية

17 مارس 2024
خلال تصوير المسلسل (العربي 2)
+ الخط -
اظهر الملخص
- "نزيف التراب" دراما رمضانية تعرض على "العربي 2"، تجسد حياة الريف الفلسطيني وتحدياته ضد الاستيطان، بإخراج بشار النجّار وكتابة أسامة ملحس، تدور في "تل الصبر" وتمتد لنابلس وجنين مع التركيز على الصمود والتكاتف.
- تسلط الضوء على قصة "بلال"، الأسير الناجي من محاولة اغتيال، وتناول جرائم المستوطنين والدعم العربي للقضية الفلسطينية، مؤكدة على أهمية النضال الوطني.
- بشار النجّار يؤكد على أهمية عرض العمل لنقل الحكاية الفلسطينية عربياً، مشيراً إلى تطور الدراما الفلسطينية ودورها في تعزيز الوعي والتضامن مع القضية الفلسطينية.

"نزيف التراب" هو عنوان الدراما الرمضانية الفلسطينية، التي تُعرض على شاشة تلفزيون "العربي 2" خلال شهر رمضان، للمخرج بشار النجّار والكاتب أسامة ملحس، وبمشاركة مجموعة من الممثلين الفلسطينيين، ما يعدّ تتويجاً لنجاحات المخرج الفلسطيني الشاب، خصوصاً بعد مسلسله "أم الياسمين"، في الموسم الرمضاني الماضي.
ولفت النجار، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن أحداث مسلسل "نزيف التراب" تدور في قرية فلسطينية افتراضية تُدعى "تل الصبر"، وهي بالمجمل تجسّد الحالة التي يعيشها الريف الفلسطيني، خصوصاً لناحية توسّع الاستيطان، و"اعتداءات المستوطنين على البشر والحجر والشجر، والاقتحامات المتكررة لجيش الاحتلال، وما يتخللها من تنكيل بحق سكان البلاد، من اعتقال ودهم منازل وغيرها".
ولم تقتصر الحكاية على "تل الصبر"، بل يسير الخط الدرامي بالتوازي في أكثر من جغرافيا فلسطينية، خصوصاً في البلدة القديمة لمدينة نابلس، وفي جنين وطولكرم، ما يجعل منه أشبه بصورة بانورامية عن واقع الضفة الغربية هذه الأيام، وتحديداً شمالها، حيث صُوّرت الأحداث في قرى: عصيرة الشمالية، وبيت إيبا، وبيت وزن قرب نابلس، إضافة إلى أحياء مدينة نابلس القديمة. ويشيد المخرج بالتعاون الكبير لأهالي القرى، معتبراً أن التكاتف المجتمعي كان من أهم عوامل نجاح العمل. علماً أن التصوير انطلق بعد شهر من بداية حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.


يحرص النجار على أن يكون كامل فريق عمله فلسطينياً، ويمثل كامل جغرافيا الوطن، من فنانين وتقنيّين. ومن أبرز الفنانين: حسين نخلة، ومنيرة زريقي، وأسامة ملحس، وأمجد غانم، ونجاح أبو الهيجاء، وسعيد سعادة، وطاهر باكير، إلى جانب نخبة متميزة من الفنانين الشباب.
وكشف النجّار عن أن قوات الاحتلال اقتحمت لأكثر من مرة القرى التي يتم التصوير فيها، ما أجّل العمل، "كما أن الفنانين غير المقيمين في مدينة نابلس أو شمال الضفة الغربية، كانوا يواجهون صعوبات في الوصول إلى أماكن التصوير، بسبب ارتفاع وتيرة الحصار المفروض على المدن، وتقطيع أوصالها منذ السابع من أكتوبر، أكثر مما كانت عليه، مع الإجراءات التعسفية على الحواجز العسكرية المستحدثة، ما دفع بعضهم إلى القدوم قبل مواعيد التصوير بيوم أو يومين".
وكشف النجار أن قصة المسلسل مستوحاة من حكاية أغنية "يا يمّا في دقة ع بابنا"، إذ اتّكى السيناريو على روح الأغنية وقصتها، وبُنيت الحكاية الدرامية حولها، من خلال قصي "بلال"، الشاب الأسير الذي يتمكن من الفرار من السجن، وينجو من محاولة اغتيال، رغم اعتقاد جيش الاحتلال أنه أجهز عليه. لكن منذ الحلقة الثالثة للعمل، يكتشف المشاهد أن الأسير لا يزال على قيد الحياة، ويبدأ بالبحث عن طريقة لتعريف أسرته أنه لم يستشهد، خصوصاً خطيبته ووالدته، رغم القرار التنظيمي بإخفاء شخصيته، وشق طريق حياة أخرى تحت اسم "عاصف"، مع محافظته على روحه الوطنية.
ولفت النجّار إلى أنه "ومنذ الحلقة العاشرة للعمل، وعلى مدار سبع حلقات، تحدث تحولات درامية تضطر بلال إلى الكشف عن شخصيته الحقيقية، على الرغم من قناعة الجميع بأنه استشهد".
وفي موازاة حكاية بلال تركّز القصة على جرائم المتطرفين من المستوطنين، خصوصاً من يُعرفون باسم "شبيبة التلال"، واعتداءاتهم المتكررة على سكان القرى المجاورة للمستوطنات، تحديداً طالبات وطلاب المدارس في تل الطلاب، وحرق أشجار الزيتون، ومواجهة أهل تل الصبر، ما استطاعوا، لهذه الاعتداءات التي تتم عادة بحماية من جيش الاحتلال.
ويتطرق العمل إلى النضالات العربية في العقود الماضية، والدعم المتواصل من بعض الدول العربية للقضية الفلسطينية، بحيث يضيء على مقبرة الجيش العراقي في جنين، وشخصية لسيدة أردنية زوجها استشهد في معركة الكرامة وتواصل مسيرته النضالية، فتؤوي المقاومين الفلسطينيين حماية لهم من الاعتقال، ودور الحكومة الكويتية في ترميم مدارس وغيرها كانت قد تعرضت لاعتداءات المستوطنين وحرائقهم المتعمدة، مع ابتكار شخصية فلسطيني يقيم في الكويت ليقوم بدور الوساطة في عمليات الإعمار هذه. إضافة إلى الحديث عن المكرمة السعودية لأسر الشهداء في موسم الحج، ودور سلطنة عُمان الإغاثي، وهو، وإن لم يكن محورياً، حسب النجّار، فإنه لا ينقطع في الخط الدرامي للعمل على مدار حلقاته.
ويهدف العمل، وفق ما أكد مخرج "نزيف التراب" لـ"العربي الجديد"، إلى "تعزيز الوعي الوطني بأهمية الصمود والنضال والتوحّد، ونقل أهمية التضامن العربي مع القضية الفلسطينية لتعزيز هذا الصمود... لعلي عبر هذا العمل أكون سفيراً للفن الفلسطيني".

وشدّد النجّار على الأهمية الكبيرة لعرض العمل عبر قناة "العربي 2"، كواحد من أربعة أعمال درامية التي تعرضها المحطة، وهي أعمال مهمة من عدّة دول عربية، ما من شأنه أن ينقل الحكاية الفلسطينية عربياً بشكل واسع الانتشار. ويؤكد على حضور الدراما الفلسطينية وتطورها فنيّاً، شكلاً ومضموناً، ويزيد من زخمها، وحضورها الجماهيري العربي، وليس المحلي فحسب، مضيفاً: "أن يكون "نزيف التراب" من ضمن رباعية مسلسلات "العربي 2" فهذا إنجاز كبير ومهم، برأيي، للدراما الفلسطينية، ولفريق العمل، وهو دعم أيضاً لمزيد من التطوّر في قادم السنوات والمواسم الرمضانية، في زمن عزوف العديد من القنوات عن الدراما الفلسطينية، خاصة التي تتمحور حول واقعنا الحقيقي، وتقارع الاحتلال فنيّاً".

المساهمون