مستشار جديد لرئيس الحكومة التونسية لحلحلة أزمة الإعلام

مستشار جديد لرئيس الحكومة التونسية لحلحلة أزمة الإعلام

15 ابريل 2021
اقتحمت قوات الأمن وكالة الأنباء التونسية (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

يعيش الإعلام التونسي الرسمي حالةً غير مسبوقة من الاحتقان والتخبط بعد قراري رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي بتعيين مديرة عامة جديدة لإذاعة "شمس أف أم" ومدير عام لـ"وكالة تونس إفريقيا للأنباء" (وات). التكليفان جوبها بالرفض من العاملين في المؤسستين الإعلاميتين، حيث يعتصم العاملون في إذاعة "شمس أف أم" في مقر الإذاعة منذ 31 يوماً. كما يعتصم العاملون بوكالة "وات" منذ 5 نيسان/ إبريل الجاري.

وقد تعقدت أزمة الوكالة بعد اقتحام الشرطة التونسية مقرها ومحاولة تنصيب المدير العام الجديد بالقوة، وهو ما فشلت به، ليضطر المدير العام الجديد إلى المغادرة.

تحركات العاملين في "شمس أف أم" و"وكالة تونس إفريقيا للأنباء" تلقى دعماً ومساندة من قبل النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين والنقابة العامة للإعلام ومن الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا). وقد أصدرت بيانات تنديد بسياسة الحكومة في التعاطي مع القطاع الإعلامي.

وزادت وتيرة الدعم للإعلاميين بعد اقتحام الأمن التونسي لمقر الوكالة، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الإعلام التونسي، حيث أصدرت 23 منظمة حقوقية تونسية و6 أحزاب معارضة وأكثر من عشرين شخصية تونسية بارزة، مساء أمس الأربعاء، بياناً عبروا فيه عن مساندتهم المطلقة لموظّفي وصحافيي الوكالة ولنضالاتهم المشروعة من أجل تحرير القطاع، ويطالبون الحكومة بمراجعة التّعيينات الأخيرة على رأس كلّ من "وكالة تونس إفريقيا للأنباء" وإذاعة "شمس أف أم"، واعتماد معايير الكفاءة والمهنيّة والحياد في التّعيينات والتوقّف عن محاولات تطويع القطاع لخدمة حزامها السّياسي، معتبرين أن ما يحصل في الساحة الإعلامية التونسية يتنزل في إطار خطّة ممنهجة لتصفية الانتقال الدّيمقراطي والاستفراد بالحكم من طرف حركة النّهضة وشركائها، داعين القوى الوطنية للعمل على زيادة تنسيق جهودها والتصدي لهذه الممارسات. 

المنظمات والشخصيات دعت إلى تنظيم وقفة احتجاجية، اليوم الخميس، أمام مقر "وكالة تونس إفريقيا للأنباء" تضامناً مع العاملين فيها ورفضا لسياسة الحكومة في التعاطي مع الملف الإعلامي. كما حمل الصحافيون التونسيون، اليوم الخميس، في مختلف وسائل الإعلام الشارة الحمراء تعبيراً عن رفضهم لما يحصل في القطاع الإعلامي. 

رئيس الحكومة التونسية استبق هذه التحركات بإعلان الحكومة، مساء أمس الأربعاء، عن تعيين مفدي المسدي مستشاراً إعلامياً لرئيس الحكومة التونسية. والمسدي سبق له أن تولى هذه المهمة في حكومتي مهدي جمعة ويوسف الشاهد، وهو إعلامي سابق بالإذاعة والتلفزة التونسية وله مداخله للساحة الإعلامية التونسية، خاصة أنه يتمتع بعلاقات جيدة مع الوجوه الفاعلة فى الإعلام التونسي، ما ساعده سابقا في حلّ عديد المشاكل، وما قد يساعده الآن في الخروج من المأزق الذي وضعت حكومة المشيشي نفسها فيه بعد التعيينات المسقطة، وفقا للعاملين في إذاعة "شمس أف أم" و"وكالة تونس إفريقيا للأنباء". كما أن مفدي المسدي يمتلك علاقات جيدة مع الفاعلين في النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين والنقابة العامة للإعلام، وهو ما سيساعده على إيجاد مخرج للأزمة التي يعرفها الإعلام التونسي. 

هذه المعطيات أكدها الإعلامي التونسي زياد الهاني، الذي قال "أتمنى أن يضع تعيين مفدي المسدي مستشارا إعلاميا لرئيس الحكومة، حدا لحالة الفوضى السائدة في قطاع الإعلام". وأضاف "أخطاء قاتلة يرتكبها المشيشي في قطاع الإعلام، وأعتقد بأن وجود المسدي إلى جانبه سيجنبه عديد المنزلقات. لكن الأهم بالنسبة لنا كمهنة، هو أننا سنسترجع مخاطبا مسؤولا سبق له أن أعاننا على حل عديد الإشكالات في قطاعنا والدفاع عن ملفاتنا المهنية". 

المساهمون