مدير أيام قرطاج المسرحية: الفن مقاومة والقضية الفلسطينية رمزها

مدير أيام قرطاج المسرحية: الفن مقاومة والقضية الفلسطينية رمزها

10 ديسمبر 2023
القضية الفلسطينية حاضرة عبر رموز فنية فلسطينية مثل غسان كنفاني (الأناضول)
+ الخط -

أكد مدير أيام قرطاج المسرحية، معز مرابط، أن المقاومة من أجل القضايا العادلة في جينات الفن، موضحاً أن القضية الفلسطينية رمز المقاومة اليوم.

وقال مرابط في مقابلة مع الأناضول: "بالطبع، المقاومة في جينات الفن، والفن بطبيعته فعل مقاوم، وبخاصة المسرح، كتعبير يجمع كل الفنون".

وتدور فعاليات الدورة الـ24 لأيام قرطاج المسرحية من 2 ديسمبر/ كانون الأول الحالي إلى 10 منه تحت شعار "بالمسرح نحيا بالفن نقاوم".

وأضاف مرابط: "المسرح منذ نشأته يطرح القضايا التي تهمّ الشعوب وتهمّ الإنسان والإنسانية بشكل عام". وتابع: "المسرح عبر التاريخ كان حاضراً وشاهداً على ما عرفته الإنسانية من استبداد وطغيان وانتهاك للحقوق مثل حق الإنسان في العيش، وهذا مطروح اليوم بقوة بالنظر للوضع الذي تعرفه غزة".

المسرح يدافع عن حق الحياة

أكد مرابط أن "غزة تعيش حرب إبادة جماعية ومأساة إنسانية كبيرة وانتهاكات على امتداد عقود لحقوق شعب كامل، ولا شك في أن المسرح له دور ومسؤولية لإيصال هذه القضايا".

وشدد على أن "القضية الفلسطينية أم القضايا في العالم".

وأضاف: "هناك أسلحة دمار شامل، والكيان الصهيوني يرتكب مجازر في حق أطفال ونساء وشيوخ، وفي حق شعب كامل، ومأساة امتدت لعقود طويلة".

وأوضح أن "بالمسرح نقاوم بالفن نقاوم، هو شعار الغاية من ورائه هي التحسيس والتوجه للضمائر الحرة في العالم وللشعوب الحرة في العالم حتى نواجه مع بعض هذه الحرب".

المسرح في مواجهة أسلحة الدمار الشامل

اعتبر مرابط أن "المسرح سلاح في مواجهة أسلحة الدمار الشامل التي تستعملها الصهيونية". وأشار إلى أنه "في مقابل أسلحة الدمار الشامل، لنا أسلحة فتاكة وقوية، بل أقوى حتى من هذه الأسلحة التي يستعملها العدوان على غزة".

وأضاف: "أسلحتنا (المسرحية) قادرة على تغيير الذهنية والعقلية والمواقف، واليوم نرى أن العديد من الشعوب والحكومات تغير موقفها، ونرى الإعلام في الغرب يروج الأكاذيب الصارخة التي لا تنطلي على الشعوب وعلى الفكر والوعي الحر، وبالمسرح قادرون على إيصال الرسالة أكثر فأكثر".

وبين أن "أيام قرطاج المسرحية في هذه الدورة أردناها للتضامن مع إخوتنا في فلسطين، مع أهلنا في فلسطين، وهذا ما عبّرنا عنه من خلال تنظيم الدورة (رغم الحرب)، وأن تكون هذه الأيام منصة حقيقية لإيصال الصوت العالي بحق الشعب الفلسطيني في أرضه وفي وطن مستقل وفي حق أبنائه في العيش ككل أطفال العالم".

المسرح من أسمى طرق المقاومة

أكد مرابط أن "الكيان الصهيوني أبشع صورة لانتهاك حق الإنسان في الوجود، وفلسطين أرض مغتصبة وشعب معزول يعاني الدمار وحرب الإبادة، وليس هناك أبشع من هذه الصورة للوجه القبيح للإنسانية".

وشدد على أن "الإنسانية التي تفكر بضمير حر وتنادي بحق الوجود، عليها أن تضع حداً لهذه المجزرة، والمسرح قادر على إيصال هذه القضية والتأكيد أن الفن يصل إلى وجدان وعقول الناس، وهذا من أسمى الطرق للمقاومة".

كل طرق المقاومة ضرورية اليوم

وفق مرابط "كل طرق المقاومة ضرورية اليوم، المقاومة بالفن والمقاومة بالمواجهة، وهذا ضروري وأساسي في حربنا ضد القمع والاستبداد الذي نراه في غزة".

وبين أن القضية الفلسطينية حاضرة في هذه الدورة عبر رموز فنية فلسطينية، فغسان كنفاني (روائي وكاتب مسرحي فلسطيني اغتيل في بيروت 1972) حاضر في عديد الأعمال المبرمجة في هذه الدورة، وحاضر في "غزال عكا"، المسرحية التي تقدمها رائدة طه، وهو عمل أوصل معاناة الشعب الفلسطيني طوال هذه العقود، وأوصل صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على المقاومة إلى آخر رمق لافتكاك حقوقه".

وأشار إلى أن هناك عديد الأسماء في العالم العربي أوصلت أصواتها تجاه القضية الفلسطينية في هذه الدورة، وهناك عمل آخر قُدم في الدورة مثل عمل "بأم عيني 1948" للفنان غنام غنام الذي يتحدث عن النكبة، وهذه شهادات مهمة جداً لإحياء الذاكرة، وحتى يبقى الحق الفلسطيني حاضراً في كل لحظة.

وتابع: "نحن الشعب التونسي والشعوب العربية وكل العالم حاضر في ذهنه هذا التحدي الذي يمارسه الكيان الصهيوني".

تكريمات

في خصوص الدورة الـ24 لأيام قرطاج المسرحية، قال مرابط: "بالإضافة إلى البعد التضامني الهام والأساسي لهذه الدورة، فهذه الأيام هي في دورتها الأربعين لتأسيس أيام قرطاج المسرحية، التي لها حضور كبير في الساحة العربية، ولها إشعاع ودور كبير تلعبه طوال الأربعين سنة في نشر ثقافة المسرح، وهذا الوعي بدور المسرح في مجتمعاتنا".

وأضاف: "في هذه الدورة من خلال التكريمات والتتويجات، أردنا إسداء لمسة وفاء وتقدير للناس التي وهبت حياتها للمسرح وخدمت المسرح في الوطن العربي وفي أفريقيا وفي تونس، وكانت إضافتها وبصمتها كبيرة في دعم إشعاع المسرح في أوطاننا، وهذا كان حاضراً في تكريم الأستاذ رؤوف الباسطي (مخرج تونسي) والفنانة الكبيرة ناجية الورغي من تونس وسعاد محاسن، وهي أسماء أثرت وقدمت الكثير للساحة المسرحية في تونس".

وتابع: "وكان العديد من ضيوف العالم العربي وأفريقيا حاضرون في هذه التكريمات مثل روجي عساف ومسرح دوار الشمس في بيروت وحنان الحاج علي، التي كانت حاضرة في الافتتاح بإلقاء شهادات تحت القصف وكانت شهادة مؤثرة جداً. والمقاومة حاضرة في عديد تجارب المسرح العربي، وهذه مسائل نريد تأكيدها لأنها تعبّر عن وجدان شعوبنا ومجتمعاتنا".

وانطلقت أولى عروض أيام قرطاج المسرحية في قاعة الأوبرا في مدينة الثقافة في العاصمة تونس، في 2 ديسمبر، مع عرض مسرحية "كتاب الأدغال" للمخرج الأميركي روبرت ويلسون.

ويشارك في الدورة الـ24 من المهرجان أكثر من 60 عملاً من 28 بلداً من مختلف القارات.

وأيام قرطاج المسرحية مهرجاناً دولياً للمسرح، انطلق عام 1983.

(الأناضول)

المساهمون