مخرجو الكليبات... مباراة في دراما المنصات

مخرجو الكليبات... مباراة في دراما المنصات

01 نوفمبر 2021
المخرجة رندة علم في مسلسل "شهر 10" (توسولز)
+ الخط -

تستعجل شركات إنتاج الدراما في لبنان تنفيذ أكبر قدر ممكن من هذه المسلسلات، والسبب هو زيادة "الطلب" من قبل المنصّات على عرض كل جديد.

في لبنان، على الرغم من الطابع التجاري الذي تحتله هذه الإنتاجات، صار من المؤكد أن بيروت تحوّلت إلى ملتقى تنفيذي واستثماري في عالم الدراما المشتركة، بعدما كسبت شركتا الإنتاج "الصباح" و"إيغل فيلم" ثقة المنصّات الأكثر مشاهدة، وحوّلت هذه الشركات إلى منتج منفذ. أمام هذا، وجد المنتجون اللبنانيون أنه لا بد من وجود مجموعة كبيرة من الكتّاب والمخرجين، لزوم "الطلب" على مسلسلات خاصة بالمنصات مؤلفة من 8 إلى 15 حلقة فقط.

هكذا بدأ العمل قبل ثلاث سنوات، واستقدمت شركات الإنتاج مجموعة من المخرجين اللبنانيين والعرب، للانضمام إلى هذه الصناعة، معظم هؤلاء قدموا من خلفية إخراج "الكليبات" أو الأغاني المصورة منذ سنوات طويلة، ووجدوا أنَّه آن الأوان للعبور إلى عالم الدراما بعدما سجل بعضهم حضوراً خجولاً في السينما من قبل، مثل سعيد الماروق وجو بو عيد، ومؤخراً ليال راجحة.

عملت المخرجة اللبنانية رندة علم على ثلاثة مسلسلات، ويبدو أنها أمسكت بالحرفة جيداً بعد عرض مسلسل "شهر 10" التوعوي مؤخراً، لتنضم للمرة الأولى إلى شركة الصبّاح للإنتاج، وتنفّذ قريباً مسلسل "العين بالعين" من نص سلام كسيري، وبطولة سيرين عبد النور ورامي عياش. ومرة ثانية تحاول شركة الصبّاح تعويم المخرج جو بو عيد، في مسلسل جديد بعنوان "رقصة مطر" وسيكون من المسلسلات القصيرة الخاصة بمنصة "شاهد" السعودية، ويصور حالياً في بيروت، وهو مؤلف من ثماني حلقات.

نجوم وفن
التحديثات الحية

جو بو عيد أخفق في مسلسل "صالون زهرة" الذي عُرِض قبل أسابيع على المنصة ذاتها، ولم يكن في المستوى المطلوب لدراما اجتماعية خفيفة بل تحوّل إلى استعراض فاشل، وقصص تتسلّق مواقف إنسانية بطريقة ضعيفة جداً، ورؤية أشبه بروايات الأطفال الخيالية، ومحاولات انتصار الخير على الشر، من دون أدنى دلالات تشي بأن ما يُعرَض يدخل في إطار درامي أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع. لعلّ الأنسب اليوم وقد نجح في تجربته الأولى للدراما، المخرج سعيد الماروق، الذي عُرف بداية 2001 بالعين الجديدة القادمة إلى عالم الأغاني المصورة.

انطلق الماروق بعد دراسته من ألمانيا وعاد إلى لبنان بعدما أشرف على تصوير ومونتاج حفلات خاصة بالفنانين العرب في ألمانيا، وحوّلها إلى مادة شيّقة باستغلاله المؤثرات التقنية التي تفرد بها وقتذاك. ونذكر منها أغاني لمحمد منير وسامو زين، ثم جاءت محاولات الماروق في السينما المصرية، إذْ نفذ فيلم "325 يوم سعادة" إضافة إلى فيلم "فلوس" لتامر حسني، وظلم نفسه بالموافقة على قصص و"حواديت" ضعيفة، لم تنقذها سوى عدسة الماروق التي اعتمدت في الفيلمين على تقنيات جيدة وأماكن مناسبة، لكنّها لم تسهم في بثّ أيّ جديد، وفي المقابل زادت من خبرات الماروق في طريقة التصوير والإخراج والعمل على مواطن القوة في الصورة أكثر، والاعتماد على حركات "الأكشن".
هل يُكتب لهؤلاء النجاح في الدراما القصيرة؟ سؤال من المبكر الإجابة عنه، بانتظار تقييم المحتوى المُصور كاملاً، لكن بالتأكيد فإنّ معارك منافسة ستندلع بين هؤلاء. 

المساهمون