فيلم "القصة الخامسة" للعراقي أحمد عبد: رحلة شاقة

فيلم "القصة الخامسة" للعراقي أحمد عبد: رحلة شاقة

10 نوفمبر 2020
يدعو الفيلم إلى التأمّل والانغماس في دواخل الشخصيات (من الفيلم)
+ الخط -

يُشارك "القصّة الخامسة"، للعراقي أحمد عبد، في برنامج "العمل الأول"، في الدورة الـ33 (18 ـ 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2020) لـ"مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية"، في أول عرضٍ دولي له. في 90 دقيقة، تُروى تجربة عميقة ومريرة، ممتدّة على 4 عقود من الصراعات والحروب في العراق: "كتبتُ 5 قصص في ليالي الحرب، عام 2003. حينها، كنتُ أبلغ 9 أعوام، فقتلتُ أبطالي في 4 منها، تاركاً أوراق القصّة الخامسة مبعثرة، لكنْ يظهر وميض القصف عليها أحياناً، ويختفي أحياناً أخرى"، كما قال عبد لـ"العربي الجديد".

أحمد عبد، كاتب ومونتير، وُلد في بغداد عام 1994. أنتج وأخرج أفلاماً قصيرة عدّة، منها: "عِش الحرب" و"صافيا" و"طيور سنجار"، الفائز بجائزة أفضل عمل صحافي، في "بي بي سي" (لندن). عمل مساعد مخرج لأفلام طويلة، منها: "الرحلة" لمحمد الدراجي، و"شارع حيفا" لمهند حيال، وغيرهما، ثم كتب وأخرج فيلمه الطويل الأول "القصّة الخامسة". عن احتفاظه بفكرة الفيلم، أشار عبد إلى أنّه بعد أعوام على تركه القصّة، عاد مجدّداً إليها، مُلقياً عليها نظرة خاصة هذه المرّة، تتمثّل في الكاميرا، التي تُظهر الجانب الصامت لشخصياته المتشظّية، والآثار النفسية التي خلّفتها الحروب عليها، منذ الحرب العراقية الإيرانية (1980 ـ 1988).

يرصد العمل الآثار النفسية التي خلّفتها الحروب على العراق

يبدأ فيلم "القصّة الخامسة" من صبيّ يعيش في بادية الموصل، تركته صُوَر الجثث المحشوّة في رأسه يعاني نفسياً، هو المنعزل مع أغنامه. ثم يحدث انتقال إلى جبال سنجار، حيث تعيش فتاة (18 عاماً) باتت مُقاتلة منذ دخول "داعش" إلى مدينتهم. هناك أيضاً رجلٌ يُقيم مُنعزلاً في منزله، ويحاول رسم وجوه الذين كان يدفنهم في تلك الحرب؛ بالإضافة إلى رجل مُسن، يقطن وحيداً، هو أيضاً، بين قطارات مهجورة، بعد عودته من الأسر، منذ 30 عاماً في الحرب نفسها: "بحذر، يدعو "القصّة الخامسة" إلى التأمّل والانغماس في دواخل الشخصيات، من خلال الصمت الذي يهيمن عليها".

سينما ودراما
التحديثات الحية

عن تجربته في الإنتاج والتصوير، قال أحمد عبد إنّ التصوير حصل في العراق ولبنان: "استغرق العمل 4 أعوام، في ظروف ليست جيّدة أبداً"، إلى درجة اضطرّ عبد معها إلى بيع مقتنيات له، هو وصديقه سيف الدين، مدير التصوير، ليتمكنا من إكماله. وعن تكاليف إنتاجه، والجهات التي موّلته، قال: "لم أجد من يساعدني في العراق، فبحثت عن جهات إنتاجية خارجية، وتمكّنت من لقاء المخرج الأميركي جيمس لونكلي، المعروف بصنع أفلامٍ وثائقية، رُشِّح بعضها لـ"أوسكار". ساعدني في العثور على مُنتج. خلال البحث عاماً كاملاً، التقيتُ المنتج السوري لؤي حفار، وتبنّت "الجزيرة الوثائقية" المشروع، فتكفّلت بمصاريف إنتاجه بالكامل. وحصلتُ أيضاً على دعم من مؤسّسة "آفاق"، إحدى أبرز مؤسّسات الدعم الفني في الشرق الأوسط. هناك أيضاً منحة من المعهد الألماني "غوته"، كما اختير المشروع في "مهرجان كامدن السينمائي" في أميركا، كـ"أفضل مشروع"، إلى أفلامٍ قليلة للغاية، من أصل 160 مشروعاً من العالم".

وتحدّث عبد عن كوادر عربية عاملة في "القصّة الخامسة"، قائلاً إنّ سيف الدين رافقه في رحلة إنجاز الفيلم: "رحلة شاقّة للغاية، تنقّلنا خلالها بين الموصل وبغداد طوال 4 أعوام".

التحق بهما لؤي حفار، لكنّه تابع مراحل الإنتاج من مكان عمله في تركيا. هناك أيضاً كريم كريم، مدير الإنتاج، وأحمد الزيدي، مساعد كاميرا، والباقر جعفر مصوّر: "أنجزتُ المونتاج أولاً في بيروت، مع المونتيرة السورية رايا يمشه، وأكملته في ألمانيا مع المونتير السوري محمد علي. أخيراً، عمل التركيان تيلان جيجيت ومصطفى اتوكو جورلر على تصميم الصوت في تركيا، واشتغل سيرتاش توكسوز على الألوان في استديو Postbiyik.

المساهمون