"عميد" أوسكار جون وليامز يسعى لتحطيم الأرقام بجائزة سادسة

"عميد" أوسكار جون وليامز يسعى لتحطيم الأرقام بجائزة سادسة

09 مارس 2023
رُشّح المؤلف الموسيقي الشهير لجائزة أفضل موسيقى تصويرية 53 مرّة (مايكل كوفاك/ Getty)
+ الخط -

يسعى جون وليامز في سنّ الحادية والتسعين إلى الفوز، يوم الأحد، بجائزة أوسكار سادسة تتوّج مسيرة طويلة وحافلة في تأليف موسيقى عددٍ من الأفلام العالمية الكبرى التي طبعت أجيالاً، من أبرزها "حرب النجوم" (Star Wars) و"جوز" (Jaws)، حتى قيل فيه إنّه "لحّن الموسيقى الأصلية لحياتنا".

بترشيحه عن الموسيقى التصويرية الرصينة والمؤثرة التي وضعها لفيلم صديقه ستيفن سبيلبرغ "ذا فايبلمانز" (The Fabelmans)، سيكون الملحّن الأميركي المولود في نيويورك عام 1932 الأكبر سناً بين المتنافسين على جوائز أوسكار، خلال حفلة توزيعها في لوس أنجليس.

وفي حال كانت الجائزة من نصيبه، فسيحطّم الرقم القياسيّ لعمر الفائز بإحدى الجوائز في كل الفئات، إذ سيصبح الأكبر حتّى الآن في تاريخ أوسكار، متقدماً على كاتب السيناريو جيمس أيفوري الذي نال التمثال الصغير الشهير عندما كان في التاسعة والثمانين.

ويحمل جون وليامز أصلاً الرقم القياسي للحاصل على أكبر عدد من الترشيحات لأوسكار بين الفنانين الذين لا يزالون على قيد الحياة (53 مرة)، ولم يتجاوزه في تاريخ هذه الجوائز إلّا والت ديزني (59 ترشيحاً).

وفي بعض الأحيان، كانت الفئة نفسها تشهد تنافساً بين أكثر من فيلم تولى تلحين موسيقاه، من "كلوس إنكاونترز أوف ذا ثيرد كايند" (Close Encounters of the Third Kind) إلى "سوبرمان" Superman، ومن "إنديانا جونز" Indiana Jones إلى "هوم ألون" (Home Alone)، مروراً بـ"أميستاد" Amistad و"سيفينغ برايفت راين" (Saving Private Ryan) و"هاري بوتر" Harry Potter.

تأثير فاغنر

في حديث أدلى به مؤخراً لشبكة إن بي سي نيوز، قال الملحّن وقائد الأوركسترا الذي تشكّل لحيته البيضاء ونظارته علامتيه الفارقتين إنّ "استمرار شخص كبير السن في العمل مدة طويلة يبدو غير واقعيّ"، معتبراً إنّه "أمر ممتع حقاً، حتى بعد 53 عاماً".

وتميّز جون وليامز بألحانه الكبيرة المنتمية إلى الموسيقى الرومانسية الجديدة المستوحاة من نوتات ريتشارد فاغنر، والمتأثرة كذلك بالجاز والكلاسيكيات الشعبية الأميركية.

كيف لا وهو نشأ بين نيويورك ولوس أنجليس، حيث درس الموسيقى. وكان نجل عازف إيقاع، وهو البكر بين أربعة أبناء، يطمح إلى أن يصبح عازف بيانو، ولكن تبيّن له أن التلحين هو نقطة قوته والمجال الذي يستطيع أن يلمع فيه.

أول الغيث: عام 1972

بعد بدايات عمله في الاستديوهات السينمائية، ومن أبرز محطاتها عزفه على البيانو في الفيلم المقتبس من مسرحية ليونارد برنستاين الغنائية الشهيرة "وست سايد ستوري" West Side Story، رُشِّح للمرة الأولى لجائزة أوسكار عام 1967 عن فيلم "فالي أوف ذا دولز" (Valley of the Dolls). أمّا أول أوسكار ناله فكان عام 1972 عن "فيدلر أون ذا روف" (Fiddler on the Roof).

لكنّ تعاونه مع ستيفن سبيلبرغ عاد عليه بالقدر الأكبر من ثمار النجاح، بعد أن استعان المخرج به في فيلمه السينمائي الأوّل "شوغرلاند إكسبرس" (Sugarland Express) ثمّ في "جوز".

وما لبث لحن النغمة المتكررة (أوستيناتو) في فيلم سمكة القرش المفترسة أن أصبح أشبه باستعارة موسيقية للخوف.

وفتحت أفلام سبيلبرغ "جوز" و"إي. تي." (.E.T) و"شيندلرز لِسْت" (Schindler's List) الباب أمام الملحّن لانتزاع ثلاث جوائز أوسكار، ويعتبر المخرج الشهير أنّ وليامز "جعل موسيقى الأفلام السينمائية تحظى بشعبية أكثر ممّا فعل أيّ ملحّن آخر يوماً".

موسيقى أولمبية

بفضل سبيلبرغ، عمل جون وليامز أيضاً مع عملاق سينمائي آخر هو جورج لوكاس، فلحّن له موسيقى سلسلة "حرب النجوم" التي علقت نوتاتها في الأذهان.

واعتبر قائد الأورسكترا الشهير غوستافو دودامل في صحيفة نيويورك تايمز، العام الماضي، أنّ وليامز "كتب الموسيقى التصويرية لحياتنا". وأضاف: "عندما نستمع إلى لحن من تأليف جون، نعود إلى زمن، إلى طعم، إلى رائحة".

وإلى جانب الألحان التي ألّفها لأكثر من مئة فيلم، وضع وليامز أيضاً موسيقى "أولمبيك فانفير أند ثيم" (Olympic Fanfare and Theme) لدورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجليس عام 1984 وتكرّرها محطات التلفزة الأميركية مذّاك عند كل دورة.

وأعلن جون وليامز أخيراً أنّه قد يكفّ عن تلحين موسيقى الأفلام ويركز أكثر على تأليف المقطوعات للحفلات الموسيقية وإدارة فرق الأوركسترا فيها.

ووعد بالعمل حتى يبلغ سنّ المائة تقريباً. وقال خلال مؤتمر صحافي مع سبيلبرغ: "لا تزال أمامي 10 سنوات"، مضيفاًَ: "لا يمكن للمرء الانسحاب من الموسيقى. إنها أشبه بالتنفس".

(فرانس برس)

المساهمون