عرض فني في تونس لـ"تحطيم حواجز" الإعاقة والاختلاف

عرض فني في تونس لـ"تحطيم حواجز" الإعاقة والاختلاف

25 سبتمبر 2023
اعتادت الراقصة سندس بلحسن المشاركة في هذه العروض (حسنة/ فرانس برس)
+ الخط -

ريّان مصاب بشلل نصفي ونورهان بمتلازمة داون، أما سندس وأحمد فهما فنانان معروفان، لكن عندما يرقص هؤلاء التونسيون معًا، تتلاشى حواجز الإعاقة لإنتاج عرض فريد من نوعه "يحطم كل الحواجز".

ينظر الحضور بذهول عند رؤيتهم الفتى إياد (13 عاما) الضرير فيما ترفعه أذرع باقي الراقصين عاليا، أو ريّان الذي ينزل عن كرسيه المتحرك ليصمم رقصته الخاصة على أرضية المسرح.

اعتاد مصمم الرقص الفرنسي البريطاني، أندرو غراهام (35 عامًا)، على العمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ومهاجرين ومشردين كذلك.

يقول غراهام لوكالة فرانس برس: إن عرض "لاينز" Lines، الذي سيقدم حتى مطلع أكتوبر/ تشرين الأول خلال مهرجان دريم سيتي بالعاصمة تونس، "لا يتعلق على الإطلاق بالإعاقة"، لقد أحدثت تنوعا واختلاطا، لكننا نتحدث عن الرقص فقط.

ويضيف: هناك الكثير من الأطفال ذوي الإعاقة، وهذا سيثير الكثير من الأسئلة، ولكن "سيهتم الناس سريعا بالرقص، بما يفعلونه، وليس بوضعهم"، والهدف من ذلك هو "تحطيم كل الحواجز" التي تمنعنا من ابتكار أشياء استثنائية على غرار هذه اللحظة.

وانطلقت فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان دريم سيتي يوم الجمعة، وتستمر حتى الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

الصورة
يجمع العرض الفريد من نوعه 15 راقصًا (حسنة/ فرانس برس)

وضع غراهام تصور عرض "لاينز" (خطوط) بعدما أدار الكثير من الورش الفنية في العام 2021 لصالح جمعية الشارع فن المنظمة لمهرجان دريم سيتي، والتي تحاول إتاحة الفن لأبناء الأحياء المهمّشة.

ويجمع عرضه الفريد من نوعه 15 راقصًا، من بينهم خمسة محترفين، و5 من ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى أمهاتهم أو إخوتهم أو أخواتهم فضلا عن مختصة في لغة الإشارة.

يؤكد غراهام أن "هذه الهويات المختلفة تتداخل" في العرض، مشددا على أنه يجد في عمله صدى لروايات جده، وهو تونسي من أصول صقلية، عاش في "هذا البلد المختلط للغاية، والذي مزج الكثير من الثقافات".

استلهم الفنان من الموسيقى الصوفية لعروض "الحضرة" التونسية، وأضاف إليها أنواعا موسيقية أخرى مثل الإيقاعات الإلكترونية.

ومن بين المشاركات أمّهات مثل حكيمة بالسعود (49 عاما) والدة إياد التي تركت عملها في مجال السياحة في العام 2018، لتهتم بابنها صاحب الصوت الجميل، لعدم تمكنه من الالتحاق بمعهد الموسيقى بتونس.

تقول حكيمة إن "الرقص حلم الطفولة" الذي لم يتحقق، إذ نشأت في عائلة محافظة. وحتى زوجها "طرح الكثير من الأسئلة"، بعد قرارها المشاركة بالرقص مع ابنها في العروض.

ومذ شاركت حكيمة في مشروع لاينز، انقلبت حياتها وتغير الوضع وتركت الروتين اليومي القاتل من العناية بالأبناء والبيت، و"أصبح بإمكاني أن أجد وقتا ومساحة لآتي للرقص والغناء هنا والضحك".

الصورة
حكيمة بالسعود مع ابنها إياد (حسنة/ فرانس برس)

يبدي أحمد بدوره سعادته لإظهار الجانب "الإنساني" من شخصيته بعيدا عن منشوراته التي تثير جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويؤكد أنه ذهل "لاكتشاف نورهان الفنانة"، شقيقته البالغة من العمر 21 عاما والمصابة بمتلازمة داون. ويقول: "جميعنا يعاني إعاقة، والأشخاص الذين يشاهدون العرض سيكتشفون لاحقا إعاقتهم من الداخل، هنا جنة الأشخاص المختلفين".

تعتبر الراقصة سندس بلحسن (55 عاما)، المعتادة على المشاركة في هذه العروض، أن تجربتها "فريدة بالنسبة لراقص"، وتوضح "لنا جسد حرّ باستطاعته فعل الكثير من الأشياء وحتى تلك غير المنتظرة".

أما الراقص الغابوني سيدريك مبورو (29 عامًا)، فقد انخرط بدوره في هذا التوجه القائم على "المشاركة والمساعدة" في عرض يكون فيه كل شخص "مصمم رقصات بنفسه"، وحتى المعوقون "يتمكنون من إنجاز 80 في المائة مما يريدون إنجازه".

وتقول سندس إن هؤلاء اختبروا "شيئًا رائعًا"، وكان لديهم "المكان والزمان ومحترفون إلى جانبهم لنقلهم إلى مكان آخر. أتساءل ما هو الأثر الذي سيتركه هذا في عالمهم".

لملء هذا الفراغ، يأمل غراهام أن يتمكن هذا العرض "الطموح للغاية" من "السفر حول العالم، إلى أوروبا، إلى الشرق الأوسط، إلى أفريقيا".

(فرانس برس)

المساهمون