"طيف إسطنبول" يخيمّ على سكّانها: كل التنميطات خاطئة
يمنح مسلسل Ethos، أو "طيف إسطنبول" التركي، متعة خاصة لمتابعي المسلسلات غير الأميركية على "نتفليكس".
لا يدخل هذا العمل الدرامي في خانة الأعمال التشويقية، كما أنه لا يضمّ في صفوفه نجوماً عالميين معروفين، بل يحمل طابعاً مسرحياً بحوارات تشبه الهمس وبشخصيات تحاكي الواقع التركي، وتعكس تعقيدات النسيج المجتمعي، بطريقة تتحدّى التنميط.
منذ الحلقة الأولى وحتى نهايته يغوص المسلسل في أبعاد الصدمات والاكتئاب، كنتيجة للعلاقات البشرية المعقدة التي تحكمها الفوارق الطبقية والجندرية والثقافية، في بلد غني بتنوعه وفرادته.
يروي Ethos قصة مريم (أويْكو كارايَل)، الفتاة التي تبحث عن علاج لإغماءاتها المتكررة. وفي سعيها للتعافي تلتقي مع الطبية النفسية بيري (دفني كايالار)، التي تظهر كنقيض لها، ما يعكس الاختلاف بين الشخصيتين. فمريم فتاة بسيطة لديها دوام جزئي كعاملة تنظيف في منزل شاب عازب اسمه سنان. تعيش الشابة الجميلة في منزل متواضع مع أخيها ياسين (فاتح أرتمان)، وزوجته وأطفاله. وفي زحمة العمل والخلافات العائلية، تبحث مريم عن ذاتها وعن الحب.
على الطرف الآخر نتابع قصة الطبيبة التي تنتمي لطبقة ثرية، ذات تعليم عالٍ، تعاني بدورها من عجز في الحصول على توازن نفسي. هكذا تمثّل الشخصيتان الرئيسيتان عالمين مختلفين يشكلان جزءاً من المجتمع التركي في سعيهما لكسر الحواجز بينهما.
وإن كانت البداية تشي بأن البطلتين مجرد ترجمة تنميطية لطبقتي الفقراء والأغنياء، فإن أحداث المسلسل تكسر هذا التوقّع لتكشف أن البناء الدرامي للشخصيتين يتحدّى الصور والأفكار المسبقة لأفراد هاتين الطبقتين. فمريم، السيدة المتدينة والأمية، ليست ضعيفة ولا متحجرة، بل إنسانة منتجة ومحبة وتبحث بفضول عن جوهر الأشياء. أما بيري، القادمة من مجتمع أرستقراطي، فليست بالضرورة شخصاً منفتحاً على الآخر، بل تعاني، وعلى النقيض مما تحتمه وظيفتها كطبيبة نفسية، من عقدة التمييز تجاه النساء اللواتي يرتدين الحجاب وينتمين لطبقة أقل حظاً من طبقتها.
إن كانت البداية تشي بأن البطلتين مجرد ترجمة تنميطية لطبقتي الفقراء والأغنياء، فإن أحداث المسلسل تكسر هذا التوقّع لتكشف أن البناء الدرامي للشخصيتين يتحدّى الصور والأفكار المسبقة