طاهر أبو فاشا... شاعر الملاحم الإذاعية

طاهر أبو فاشا... شاعر الملاحم الإذاعية

22 ديسمبر 2020
كتب أبو فاشا نحو 200 عمل إذاعي أشهرها "ألف ليلة وليلة" (Getty)
+ الخط -

طاهر أبو فاشا... شاعر الملاحم الإذاعية

من هو طاهر أبو فاشا؟

استطاع الشاعر المصري طاهر أبو فاشا الذي ولد في مثل هذا اليوم عام 1908 حفر اسمه في ذاكرة الجماهير العربية في فترة مبكرة من تاريخ حياته، حين أسندت له مهمة تأليف مسلسل "ألف ليلة وليلة" للإذاعة المصرية.

وكان المسلسل من أنجح الأعمال الدرامية وأطولها، إذ قدم نحو 800 حلقة امتدت إلى 26 سنة، وحين افتتح التلفزيون سنة 1960 أعيدت معالجة هذا العمل، ليقدم في التلفزيون لسنوات طويلة، ويستمر ارتباط المشاهدين به.

ولد أبو فاشا في مدينة دمياط، حيث تلقى تعليمه الأساسي والثانوي في الأزهر، ثم التحق بكلية دار العلوم وتخرج فيها عام 1949.

تنقّل بين عدة وظائف حكومية، إلى جانب عمله في الفن وممارسته الصحافة. وقد كللت جهوده الأدبية بحصوله في أواخر عمره على جائزة الدولة التقديرية سنة 1988.

كتب أبو فاشا نحو 200 عمل إذاعي، من أشهرها مسلسل "ألف ليلة وليلة". وله مجموعة من الصور الغنائية منها "ملاح النيل" و"أصل الحكاية" و"الشيخ مجاهد"، كما أعد للإذاعة سلسلة "أعياد الحصاد" وهي سلسلة درامية غنائية. كما قدم لإذاعة الكويت مسلسل "ألف يوم ويوم" في 600 حلقة.

برزت علاقة أم كلثوم بطاهر أبو فاشا من خلال أوبريت رابعة العدوية الإذاعي الذي أعيد توظيف أغانيه لاحقاً في الفيلم الشهير الذي أخرجه نيازي مصطفى سنة 1963، وهي أغاني "عرفت الهوى مذ عرفت هواكا" و"على عيني بكـت عيني" و"يا صحبة الراح" وهذه الأغاني الثلاث من ألحان رياض السنباطي، و"لغيرك ما مددت يداً" من ألحان كمال الطويل"، و"أوقدوا الشموس" وحانة الأقدار" وكلاهما من ألحان محمد الموجي.

كما غنت أم كلثوم من تأليف طاهر أبو فاشا أيضاً "نشيد الجيش" و"نشيد الطيران". وألّف عملاً درامياً ضخماً بعنوان "سميراميس" كان من المقرر أن تغنيه أم كلثوم، لكنه توقف لأسباب مختلفة.

وقد نقل عن أم كلثوم عتابها لكسل أبو فاشا أو إقلاله في إبداعه. وكانت تحدث بينهما مناوشات في أثناء مطالبتها ببعض التغيرات الدرامية في الرواية.

رحل طاهر أبو فاشا في 12 مايو/ أيار 1989 تاركاً خلفه تراثاً أدبياً كبيراً مكوناً من ستة دواوين شعرية هي "صورة الشباب (1932)، القيثارة السارية (1934)، الأشواك (1937)، راهب الليل (1983)، الليالي (1987)، دموع لا تجفّ (1987)، إضافة إلى قصائد أخرى توفي قبل أن يجمعها في ديوان.

ومن مؤلفاته الأدبية الأخرى كتاب "هز القحوف في شرح قصيدة أبي شادوف"، و"الذين أدركتهم حرفة الأدب"، و"العشق الإلهي"، و"وراء تمثال الحرية"، "تحقيق مقامات بيرم التونسي" وغيرها.

المساهمون