ضابط أميركي سابق يكشف عثور الحكومة على مركبات طائرة لا تعود للبشر

ضابط أميركي سابق يكشف عثور الحكومة على مركبات طائرة لا تعود للبشر

07 يونيو 2023
أعيد إحياء الاهتمام بالأجسام الطائرة المجهولة في السنوات الأخيرة (Getty)
+ الخط -

تزداد الدعوات التي تطالب الولايات المتحدة بالكشف عن أدلة على وجود أجسام طائرة مجهولة (UFO)، وذلك بعد أن قال مسؤول استخباراتي سابق إن الحكومة الأميركية وجدت مركبات غريبة، بعضها بحالٍ جيد، بحسب صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.

وفي حديث مع موقع ذا ديبريف، زعم المسؤول الاستخباراتي السابق ديفيد غروش، الذي قاد تحليل الظواهر الشاذة غير المبررة (UAP) داخل وكالة وزارة الدفاع الأميركية، أنّ الولايات المتحدة لديها مركبات طائرة ليست من صنع البشر.

وأضاف أنّ المعلومات المتعلقة بهذه المركبات حُجبت بشكل غير قانوني عن الكونغرس، وأنّه تعرّض للانتقام من المسؤولين الحكوميين عندما سلّم معلومات سرية عن هذه المركبات إلى الكونغرس.

واستقال غروش في إبريل/نيسان الماضي، بعد 14 عاماً من العمل في المخابرات الأميركية.

من جهته، أكد مسؤول المخابرات الأميركية الحالي في المركز الوطني للاستخبارات الجوية والفضائية (ناسيك)، جوناثان غراي، وجود "مواد غريبة"، مضيفاً: "لسنا وحدنا".

وتأتي عمليات الكشف بعد موجة من المشاهدات والتقارير الموثوقة، التي أعادت إحياء الاهتمام بالمركبات والزيارات الفضائية، في السنوات الأخيرة.

وفي عام 2021، أصدر البنتاغون تقريراً عن الظواهر الشاذة غير المبررة، ووجد أكثر من 140 حالة لا يمكن تفسيرها. جاء التقرير في أعقاب تسريب لقطات عسكرية أظهرت أحداثاً لا يمكن تفسيرها في السماء، بينما شهد طيارو البحرية بأنّهم واجهوا مراراً مركبات غريبة قبالة السواحل الأميركية.

وقال غروش إنّ الحكومة الأميركية جمعت طوال عقود أجزاءً من مركبات غير بشرية، وفي بعض الأحيان مركبات كاملة، مشيراً إلى أنّها خضعت لتحليل لأشكالها وموادها وذراتها، أثبت أنّها مصنوعة من مواد ذات أصل غريب، أي أنّها ليست من إنتاج ذكاء بشري.

وهو الأمر الذي أكّد عليه غراي المنكب على تحليل الظواهر الشاذة غير المبررة داخل "ناسيك"، قائلاً: "ظاهرة الذكاء غير البشري هي ظاهرة حقيقية. نحن لسنا وحيدين".

وأضاف: "لا تقتصر عمليات جمع أدلة من هذا النوع على الولايات المتحدة. إنّها ظاهرة عالمية، ومع ذلك لا يبدو أنّ هناك حلّاً عالمياً بعد".

وتحدث موقع ذا ديبريف إلى العديد من زملاء غروش السابقين. قال الكولونيل المتقاعد في الجيش، كارل إي نيل، إنّ غروش "فوق الشبهات". إضافةً إلى ذلك، اطلع "ذا ديبريف" على ملف تقييم الأداء الخاص بغروش لعام 2022، حيث وصفه بأنّه "ضابط يتمتع بأقوى بوصلة أخلاقية ممكنة".

من جهته، اعتبر نيك بوب، الذي قضى أوائل التسعينيات في التحقيق في الأجسام الطائرة المجهولة لوزارة الدفاع البريطانية، إنّ تصريحات غروش وغراي حول المواد الغريبة "مهمٌ للغاية.

قال بوب لـ"ذا غارديان": "إن هذا مختلف عن القصص المنشورة على مدونات المؤمنين بالمؤامرة، خاصة أنّها تعليقات جاءت من أشخاص من الداخل، مطلعين على التطورات"، مضيفاً: "عندما يقدم هؤلاء الأشخاص شكاوى رسمية، فإنّهم يفعلون ذلك على أساس أنّهم إذا كذبوا عن قصد، فسيكونون عرضة لغرامة كبيرة أو حتّى السجن".

وأكمل: "يقول الكثيرون: الناس يصنعون القصص طوال الوقت. لكنّني أعتقد أنّ الذهاب إلى الكونغرس أو إلى المفتش العام لمجتمع الاستخبارات للإدلاء بشهادتك أمرٌ مختلفٌ تماماً، لأنه ستكون هناك عواقب إذا تبيّن أن هذا غير صحيح ".

وأفاد تقرير "ذا ديبريف" بأنّ معرفة غروش بالمواد والمركبات غير البشرية كانت تستند إلى "مقابلات مكثفة مع مسؤولين استخباراتيين رفيعي المستوى"، كما قال إنّه أبلغ الكونغرس بوجود برنامج لجمع هذه المواد.

وأكّد غروش أنّ عمليات الجمع تجري على مستويات مختلفة، وأنه يعرف أفراداً محددين، حاليين وسابقين، منخرطين في ذلك.

من جهة أخرى، لم يدّعِ غروش أنّه رأى المركبات غير البشرية، كما لم يذكر مكان تخزينها. إضافةً إلى ذلك، طلب حجب التفاصيل عن قيام مسؤولين حكوميين بالانتقام منه، بسبب التحقيق الجاري في القضية.

في يونيو/حزيران 2021، ذكر تقرير من مكتب مدير المخابرات الوطنية أنه بين العامين 2004 و2021 واجه الطيارون العسكريون الأميركيون 144 ظاهرة غير مبرّرة، تمكّنوا من تفسير واحدة منها فقط.

بعد زيادة الاهتمام من الجمهور وبعض أعضاء الكونغرس، أنشأت وزارة الدفاع، في يوليو/تمّوز الماضي، مكتباً مكلفاً بتتبع هذه الظواهر.

في ديسمبر من العام الماضي، قال المكتب إنّه تلقى مئات من التقارير الجديدة، ولكن من دون دليل حتى الآن على وجود كائنات فضائية.

ويأتي نشر "ذا ديبريف" لمزاعم غروش وغراي، بحسب "ذا غارديان"، بعد أن قالت لجنة في "ناسا"، مكلفة بالتحقيق في الظواهر الشاذة غير المفسرة، إنّ عملها يواجه صعوبات، بسبب "وصمة العار التي تلاحق أولئك الذي يبلغون عن هذه الظواهر".

وقال طيارو البحرية، الذين شاركوا في عام 2021 تجاربهم مع ظواهر غير مفسرة، أثناء قيامهم بمهام عسكرية، إنهم قرروا عدم الإبلاغ عمّا جرى داخلياً، بسبب المخاوف من أن ذلك قد يعيق حياتهم المهنية.

من جهته، قال رئيس العلوم في ناسا، نيكولا فوكس، في اجتماع عام في 31 مايو الماضي: "لا تؤدي المضايقات إلّا إلى مزيد من الوصم للمجال، ممّا يعيق بشكل كبير التقدم العلمي ويثني الآخرين عن دراسة هذا الموضوع المهم".

وقال الرئيس المستقل لفريق الدراسة المستقل بالظواهر الشاذة غير المفسرة، ديفيد سبيرغيل، التابع لـ"ناسا"، لصحيفة ذا غارديان، إنّه لا يعرف غروش وليس لديه علم بادعاءاته. أمّا وزارة الدفاع فلم ترد على الفور على طلب للتعليق.

في بيان، قال متحدث باسم وكالة ناسا: "إحدى الأولويات الرئيسية لناسا هي البحث عن الحياة في مكان آخر في الكون، ولكن حتى الآن، لم نعثر على أيّ دليل موثوق به على وجود حياة خارج كوكب الأرض، ولا يوجد دليل على أنّ الظواهر الشاذة غير المفسرة تحدث بفعل فاعل من خارج كوكب الأرض".

وقال بوب إنّه، خلال عمله في التحقيق في الأجسام الطائرة المجهولة لوزارة الدفاع البريطانية، لم يُر أيّ دليل قاطع على مواد أو مركبات غير بشرية.

وأضاف: "كانت بعض حالاتنا مثيرة للاهتمام، لكن لم يكن لدينا سفينة فضاء في حظيرة الطائرات في أي مكان".

مع ذلك، يصرّ بوب على ضرورة رؤية تصريحات غروش على أنّها جزء من تدفق متزايد للمعلومات حول الأجسام الطائرة المجهولة.

المساهمون