صحافيان روسيان يُغرقان موقعاً مؤيداً للكرملين بمقالات مناهضة للحرب

صحافيان روسيان يُغرقان موقعاً مؤيداً للكرملين بمقالات مناهضة للحرب

10 مايو 2022
اتهم الصحافيان بوتين بشن "الحرب الأكثر دموية في القرن الـ21" (صفا كاراكان/الأناضول)
+ الخط -

أغرق صحافيان روسيان موقعاً إخبارياً مؤيداً للكرملين، حيث يعملان، بمقالات مناهضة للحرب على أوكرانيا، الإثنين، في خطوة نادرة الحدوث في البلاد التي احتفلت أمس بذكرى انتصار الاتحاد السوفييتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.

ووصفت المقالات التي نشرت على موقع Lenta.ru الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ "الديكتاتور المهووس والمثير للشفقة"، واتهمته بشن "الحرب الأكثر دموية في القرن الواحد والعشرين".

وقال أحد الصحافيَّين، وهو إيغور بولياكوف (30 عاماً): "كان علينا فعل الأمر اليوم (الإثنين). أردنا تذكير الجميع بما حارب أجدادنا فعلاً من أجله في يوم النصر الجميل هذا، أي من أجل السلام"، وفق ما نقلت صحيفة ذا غارديان البريطانية.

خلال خطاب بوتين السنوي أمام 11 ألف جندي في الكرملين، صباح الإثنين، سعى إلى تبرير غزوه لأوكرانيا، وربط القتال الحالي بالنصر السوفييتي في الحرب العالمية الثانية.

وأضاف بولياكوف، في حديث لـ "ذا غارديان": "هذا ليس ما يعنيه يوم النصر. الناس يموتون، والنساء والأطفال المسالمون يموتون في أوكرانيا، وبالنظر إلى الخطاب الذي سمعناه، فإن هذا الأمر لن يتوقف. لا نستطيع تقبل الأمر بعد الآن. ما فعلناه كان الفعل الصحيح الوحيد الذي استطعنا الإقدام عليه".

وأكد قائلاً: "بالطبع أنا خائف. لا أخجل من الاعتراف بذلك. لكنني كنت أعرف ما أفعله وما عواقبه".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

وأفاد بولياكوف بأنه وزميلته ألكسندرا ميروشنيكوفا نشرا أكثر من 40 مقالة تنتقد الكرملين وأفعاله في أوكرانيا. حذفت المقالات، ولكن لا يزال الوصول إليها ممكناً عبر أداة أرشيف الويب.

Lenta هو أحد أكبر المواقع في روسيا، ويجذب أكثر من مائتي مليون زائر شهرياً، وكان جزءاً من آلة الدعاية التي روّجت لغزو أوكرانيا. والموقع الإخباري تملكه المجموعة الإعلامية "رامبلر"، التي اشتراها "سبيربنك" ــ المصرف الأكبر في روسيا المملوك للدولة ويخضع لعقوبات أميركية وبريطانية ــ عام 2020.

تضمنت عناوين المقالات التي كتبها ونشرها بولياكوف وميروشنكوفا صباح الإثنين: "فلاديمير بوتين كذب بشأن خطط روسيا في أوكرانيا"، و"تبين أن الجيش الروسي مجموعة من اللصوص"، و"روسيا تتخلى عن جثث قتلاها في أوكرانيا".

كما نشرا رسالة شخصية جاء فيها: "لا تخافوا! لا تصمتوا! دافعوا عن أنفسكم! أنتم لستم وحدكم، فهناك الكثير منّا. المستقبل لنا!".

وفي سياق متصل، أغلق قراصنة مؤيدون لأوكرانيا منصة Rutube للفيديو ليلة الأحد، واخترقوا قوائم التلفزيون المحلية، واستبدلوا توصيفات البرامج على أجهزة التلفزيون الذكية برسالة نصها: "دماء آلاف الأوكرانيين ومئات الأطفال المقتولين بين أيديكم. التلفزيون والسلطة يكذبان. لا للحرب".

يذكر أن الصحافية في القناة الروسية الأولى مارينا أوفسيانيكوفا اقتحمت، مساء 14 مارس/آذار الماضي، استديو البرنامج الإخباري "فريميا" الأكثر مشاهدة في البلاد، وهي تلوح بلافتة كتب عليها "لا للحرب. لا تصدقوا الدعاية. إنهم يكذبون عليكم هنا".

واعتقلتها السلطات الروسية مباشرة، وفرضت محكمة في موسكو عليها غرامة قيمتها 30 ألف روبل (نحو 360 دولاراً أميركياً)، وأعلنت لاحقاً استقالتها من "القناة الأولى" الروسية، وانضمت خلال الشهر الماضي إلى المؤسسة الإعلامية الألمانية "دي فيلت".

المساهمون