شيرين وفضل شاكر وما بعد الزيارة

شيرين وفضل شاكر وما بعد الزيارة

06 يناير 2023
استُدعيت شيرين عبد الوهاب للتحقيق في ملابسات الزيارة (ياسين قايدي/الأناضول)
+ الخط -

يقيم المغني اللبناني فضل شاكر في مخيم عين الحلوة، في مدينة صيدا، إقامة شبه جبرية، كونه مطلوباً للمثول أمام القضاء اللبناني، من أجل إعادة فتح ملف اتهامه بالانضمام إلى تنظيم إرهابي. يحاول صاحب "بياع القلوب" أن يعود مجدّداً إلى الأضواء، من باب الفن الذي دخله قبل أكثر من عقدين، وعرفه جمهوره من خلاله، ساعياً إلى أن يمحي الصورة الراسخة في أذهان اللبنانيين، المتمثلة في مشاركته في معركة عبرا عام 2013.
لم ينجح شاكر كثيراً في مساعيه ومحاولاته هذه؛ إذ بقي أسيراً للإقامة داخل المربع الأمني في لبنان، بغطاء سياسي مألوف لأبناء بلده. في وقت يتغاضى فيه الأمن اللبناني عن هذا كله، إذ ينتظر هو الآخر القرار السياسي بإغلاق الملف، وتسليم شاكر نفسه إلى القضاء.
أمام كل هذه التداعيات، يستظل صاحب "يا غايب" اليوم بالداعمين والزائرين، أولئك الذين ليسوا على اطلاع كاف على تفاصيل القضايا التي ورط نفسه فيها. وكل الذي يهم هؤلاء، اليوم، هو الإبقاء على صداقة مع فضل شاكر المغني، وزيارته في مخبئه الذي لم يعد سرياً، والتقاط الصور والفيديوهات معه.
يتعامل فضل شاكر مع محيطه والإعلام بعادية، محاولاً إقناع نفسه بالبراءة، من دون الخضوع إلى التحقيق والمحاكمة، ما يشكل العائق الرئيسي في خروجه إلى الحرية بريئاً، خصوصاً بعد الحكم الذي صدر عام 2018 عن المحكمة العسكرية في بيروت، وبرأه من تهمة مشاركته في قتال الجيش اللبناني. لكن الحكم بقي في الظل لأنه ببساطة حكمٌ غيابي، استند إلى تحقيقات منسوبة لبعض المتهمين الذين مثلوا في القضية، وأنهوا ملفاتهم وقضوا الأحكام التي صدرت بحقهم، وخرجوا إلى "الحرية".
قبل أسبوع، زارت المغنية المصرية شيرين عبد الوهاب وزوجها حسام حبيب، فضل شاكر في مخيم عين الحلوة. مهّد لهذه الزيارة كاتب الأغاني محمد ماضي، وكان برفقة شيرين المنتج يوسف حرب. استغل الجميع لقاءهم بفضل شاكر، وسجلوا الفيديوهات ونشروها بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لتلقى رواجاً وجدلاً كبيرين.
لم تمر الزيارة بسلام. الأمن العام اللبناني اتصل بشيرين وزوجها، وبالكاتب أحمد ماضي، وطلبهم للتحقيق بسبب الزيارة، وصدرت تعهدات وقّع الثلاثة عليها، تقضي بعدم زيارة فضل شاكر مرة أخرى.

بعيداً عن الكيدية التي يمارسها الأمن اللبناني، خصوصاً وأن عشرات الإعلاميين والمحامين والفنانين زاروا فضل شاكر منذ سنوات، ولم يستدع أحد منهم إلى التحقيق؛ فإن لقاء شيرين وفضل شاكر لا يخرج عن كونه مجرد زيارة عادية لفنانة أحبّت زيارة صديق لها، ولم يكن هدفها من ذلك إطلاق قنبلة دعائية، على عكس من أمّن لها الموعد ورافقها والتقط الفيديوهات، وهي ليست المرة الأولى التي تتواصل فيها شيرين مع فضل شاكر، إذ لم تنقطع الاتصالات بين صاحبي "العام الجديد"، إلا في الفترة الأخيرة، حين عانت شيرين من مشاكل مع زوجها.

المساهمون