رسامون لأجل غزة: العالم ليس بهذا السوء الذي يبدو عليه

رسامون لأجل غزة: العالم ليس بهذا السوء الذي يبدو عليه

25 أكتوبر 2023
متظاهر في واشنطن يرفع كاريكاتير لكارلوس لطّوف (بروبال رشيد / Getty)
+ الخط -

على الرغم من هذا التأييد المطلق من قبل الحكومات والشركات الغربية لإسرائيل، إلا أن هناك أيضاً العديد من الأصوات المدافعة عن القضية الفلسطينية. فوسط هذه الأجواء القاتمة التي نعايشها، قد تشعرنا هذه الأصوات ومظاهرات التأييد الحاشدة التي انطلقت في عواصم عدة، أن العالم ليس بهذا السوء الذي يبدو عليه، وأن هناك ضمائر حية وقلوباً نابضة بالإنسانية في كل مكان. بين هذه الأصوات المؤثرة من خارج المنطقة العربية، هناك العديد من الفنانين ورسامي الكاريكاتير البارزين الذين أعلنوا عن تضامنهم الواضح والصريح مع القضية الفلسطينية. عبر صفحتها على "إنستغرام"، طالبت الفنانة الأميركية، مولي كوستيلو، من متابعيها الانضمام إليها وإلى ملايين آخرين حول العالم لرفض الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، ووقف المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل. تتضامن كوستيلو مع سكان غزة منذ بداية الحرب، وتذكر متابعيها دوماً بالفظائع التي ارتكبتها إسرائيل منذ إنشاء دولتها.
لم تكتفِ الفنانة بالإدانة فقط، بل حددت ما يجب على متابعيها عمله في سبع نقاط، من بينها الاستماع إلى الأصوات الفلسطينية والقراءة عن تاريخ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. ترى كوستيلو أن افتقار الناس في الولايات المتحدة إلى المعرفة الكافية حول هذه القضية، يمثل أداة تستخدم للتلاعب بهم. في نهاية منشورها، طالبت كوستيلو متابعيها بالتبرع للشعب الفلسطيني ورفع علم فلسطين في كل مكان، مشيرة إلى أنها ستحذف أي تعليقات صهيونية على منشورها.
هذا المنشور الاحتجاجي، أرفقته الفنانة الأميركية بتصميم فني يحمل عبارة "انتفضوا ضد الإبادة الجماعية.. الحرية لفلسطين". تعمل مولي كوستيلو مصممة غرافيك ومطبوعات، وتتميز تصاميمها بالجمع بين الكتابة والرسم، وهي معروفة باستلهام العناصر النباتية والأشجار في تصاميمها، كما تكرس أعمالها للدعوة إلى المحافظة على البيئة والسلام العالمي.
مولي كوستيلو ليست الفنانة الوحيدة، من خارج المنطقة العربية، التي تعبر عن تضامنها مع الفلسطينيين بهذه القوة وهذا الوضوح، فهناك فنانون آخرون يشاركونها نفس الغضب. بين هؤلاء الفنانين، رسام الكاريكاتير البرازيلي كارلوس لطّوف، وهو أحد أكثر الأسماء شهرة في المنطقة العربية، نظراً إلى تفاعله الدائم مع الأحداث الجارية في المنطقة. منذ بداية الربيع العربي، دأب لطّوف على تكريس جانب من أعماله للتعليق على الأحداث، متبنياً جانب الثورات ومنتقداً للأنظمة الحاكمة في مصر وسورية واليمن وليبيا، وغيرها من الدول العربية التي شهدت انتفاضات شعبية على أنظمتها السياسية. ومنذ اللحظات الأولى للحرب على غزة، عاد لطّوف مرة أخرى للمشاركة برأيه في ما يحدث في هذه المنطقة عبر رسومه الكاريكاتيرية اللاذعة. في رسومه التي نشرها أخيراً، دأب لطّوف على انتقاد المجتمع الدولي بسبب صمته إزاء المجازر التي ترتكبها إسرائيل في حق الفلسطينيين. في إحدى هذه الرسوم الكاريكاتيرية، يعبر لطّوف عن تجاهل الأمم المتحدة والأنظمة العربية لهذه المجازر، بينما تقف الولايات المتحدة وأوروبا مطالبين الضحايا بالصمت وعدم الصراخ.
تحتل القضية الفلسطينية جانباً مهماً من اهتمام رسامي الكاريكاتير في دول أميركا اللاتينية، فإلى جانب لطّوف، يبرز كذلك الفنان المكسيكي أنطونيو رودريغو. منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، كرس الفنان المكسيكي معظم أعماله للتعبير عن وجهة نظرة المتضامنة مع الفلسطينيين. في هذه الرسوم، يبرز الفنان المكسيكي تواطؤ الغرب مع إسرائيل في هذه الحرب. في إحدى هذه الأعمال، يصور رودريغو آلة الحرب الإسرائيلية على هيئة جرافة، وفلسطين على هيئة بيت له جذور عصية على الاقتلاع. في عمل آخر، رسم الفنان أورسولا فون ديرلاين رئيسة المفوضية الأوروبية على هيئة نسر، وهي تتابع المجازر التي ترتكب في غزة عبر شاشة التليفزيون، غير مكترثة بما يحدث لأهلها.
بين الرسامين الأميركيين الذين تبنوا الدفاع عن القضية الفلسطينية، الأميركية أنجليكا فروستو، وهي من السكان الأصليين للولايات المتحدة. تُعرف فروستو بدفاعها عن السكان الأصليين، كما يمتد اهتمامها بالقضايا المماثلة في العالم، ومن بينها القضية الفلسطينية. في خضم الحرب الدائرة الآن، عبرت الفنانة عن موقفها بلوحة رمزية تمثل فيها فلسطين على هيئة غزال اقتحمت أرضه سلحفاة بحرية. لا تكف الفنانة الأميركية عن التنديد بالجرائم الوحشية للكيان الصهيوني، الذي تصفه بالكيان الغريب.

وبين فناني أوروبا الذين اتخذوا موقفاً واضحاً وقوياً تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، السويدية كارين زاريتش، التي عبرت عن تضامنها مع سكان غزة بلوحة نشرتها على صفحتها على "إنستغرام". في هذه اللوحة التي وضعتها زاريتش كصورة شخصية لها، يظهر كتاب غسان كنفاني "أرض البرتقال الحزين"، وهو ملقى بين أنقاض غزة التي يُرفع عليها علم إسرائيل. إلى جانب اللوحة، كتبت الفنانة نصاً تشرح فيه أبعاد القضية الفلسطينية، وكيف أن الأراضي الفلسطينية قد سرقت من أصحابها منذ النكبة قطعة قطعة. تقول زاريتش إن هذه السرقة ستستمر حتى لا يكون هناك مزيد من الأراضي الفلسطينية للاستيلاء عليها، أو حتى يجبر المجتمع الدولي هذا الكيان الغاصب على التوقف.

المساهمون