رحيل الكاتب اللبناني مروان نجار عن 76 عاماً
توفي الكاتب المسرحي والسينمائي والتلفزيوني، مروان نجار، اليوم الثلاثاء، عن 76 عاماً، إثر صراع مع المرض، تاركاً وراءه أكثر من 20 عملاً طبعت الشاشات اللبنانية، وأبرزها "الأستاذ مندور" و"الطاغية" و"طالبين القرب" و"من أحلى بيوت راس بيروت".
ولد مروان نجار عام 1947، في منطقة الأشرفية في العاصمة بيروت، لكن أصول عائلته من الكورة شماليّ لبنان، حيث سيوارى الثرى.
لم تكن بداياته المهنية في مجال الكتابة والتمثيل، إذ درس الأدب واللغة العربية وحاز دبلوماً في الأدب المقارن والتربية من الجامعة الأميركية في بيروت.
كان مسلسل "ديالا" (1977) أولى بداياته في مجال السيناريو والحوار على الشاشة الصغيرة، بدعم من المخرج أنطوان ريمي وزوجته الممثلة هند أبي اللمع. توالت أعماله في مجال الكتابة التلفزيونية، وطارت شهرته خلال فترة الحرب اللبنانية في الثمانينات، إذ قدّم أعمالاً حققت نجاحاً كبيراً بينها "هيك ربونا" و"الأستاذ مندور". ورسّخ حضوره في الكتابة التلفزيونية في التسعينيات مع مسلسلات عدة، أبرزها "طالبين القرب" الذي أطلق نوعاً درامياً غير مألوف حينها على الشاشات اللبنانية كان يقوم على قصص مستقلة تُعرض في حلقة واحدة أو بضع حلقات. وساهم هذا المسلسل في إطلاق مسيرة عدد كبير من الممثلين اللبنانيين الذين استحالوا نجوماً على الساحة الدرامية العربية، بينهم باسم مغنية ويورغو شلهوب وفيفيان أنطونيوس وبديع أبو شقرا.
عملاه التلفزيونيان الأخيران كانا عام 2018 حين ألف مسلسلي "سكت الورق" من بطولة داليدا خليل وخالد القيش وتقلا شمعون وجهاد الأندري، و"مينك إنت" من بطولة خليل والقيش أيضاً إلى جانب علي الزين وجمال حمدان وغيرهما.
كان للمسرح أيضاً حصة كبيرة في مسيرة نجار الذي كان متابعاً نهماً لأحدث الإنتاجات المسرحية في برودواي ولندن. ومن أشهر مسرحياته في الثمانينيات والتسعينيات: "لعب الفار" (1982) و"عريسين مدري من وين" (1986) و"جوز الجوز" (1992) و"كرمال المحروس" (1994).
عمل أيضاً في الصحافة خلال السبعينيات، فكتب في "الأسبوع العربي" و"الديار"، كذلك عمل في قسم الأرشيف في دار الصيّاد، قبل اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية. وكان يلقي محاضرات في جامعة البلمند، وفي كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية.
كان من مؤيدي الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في لبنان عام 2019، وسخّر حسابه على موقع تويتر للدعوة إلى الانتفاضة على المسؤولين السياسيين الفاسدين في بلده، وصوب تحديداً على الرئيس السابق ميشال عون، وقال إن لبنان أصبح دولة بوليسية في عهده.
وفي السنوات الأخيرة، غاب نجار عن صدارة المشهد الدرامي مع تغيّر الذوق الفني لدى المشاهدين وغزو المسلسلات الأجنبية، وتحديداً التركية، للشاشات المحلية، فضلاً عن صعوبات مالية إنتاجية أعاقت تقديم مشاريع جديدة. لكنه بقي وجهاً مألوفاً عبر إطلالات تلفزيونية متكررة على الشاشة اللبنانية.
