"ديزني" تواصل عصر نفقاتها وسط تراجع جديد في عدد مشتركي منصتها

"ديزني" تواصل عصر نفقاتها وسط تراجع جديد في عدد مشتركي منصتها

10 اغسطس 2023
أُطلقت "ديزني بلس" نهاية 2019 (رافاييل هنريك/Getty)
+ الخط -

فقدت منصة البث ديزني بلس، التي أُطلقت نهاية 2019 وسط ضجة إعلامية كبيرة، مشتركين فيها للربع الثالث على التوالي، غير أن إدارتها وعدت بالعودة إلى مسار الربحية خلال الصيف الحالي.

وليست هذه النتائج المشكلة الوحيدة لدى "ديزني" التي تواجه مع سائر استوديوهات هوليوود إضراباً تاريخياً لكتّاب السيناريو والممثلين، فضلاً عن إيراداتها المتواضعة في صالات السينما وعلى التلفزيون، وهي القنوات التقليدية للمجموعة.

ونشرت "ديزني"، الأربعاء، نتائج ربع سنوية متفاوتة للفترة من إبريل/ نيسان إلى يونيو/ حزيران، أظهرت تسجيلها إيرادات بـ22,3 مليار دولار، بزيادة طفيفة على أساس سنوي، ولكن أقل بقليل من توقعات المحللين.

كما أعلنت الشركة عن زيادة في أسعار اشتراكات "ديزني بلس"، إذ سيرتفع الاشتراك الشهري في المنصة، بالصيغة الخالية من الإعلانات، من 11 دولاراً إلى 14 دولاراً في أكتوبر/ تشرين الأول في الولايات المتحدة، أي ضعف السعر الأولي قبل أربع سنوات.

وقال رئيس المجموعة، بوب إيغر، خلال مؤتمر عبر الهاتف الأربعاء: "رفعنا أسعارنا سابقاً عام 2022، ولم نشهد انخفاضاً كبيراً في عدد المشتركين، ما شكّل أمراً مريحاً لنا".

كما تعتزم الشركة تشديد القيود عام 2024 بشأن مشاركة كلمات المرور بين المستخدمين، لمنعهم من الاستمتاع بالمحتوى مجاناً.

وقد سمحت هذه الطريقة لـ"نتفليكس" برفع عدد مشتركيها في الربع الثاني هذا العام. وتضم هذه الشركة الرائدة عالمياً في قطاع البث التدفقي أكثر من 238 مليون مشترك في جميع أنحاء العالم، مقارنة بـ146 مليوناً على "ديزني بلس".

قفزة موعودة خلال الصيف

من نهاية سبتمبر/ أيلول إلى نهاية يونيو/ حزيران، فقدت منصة ديزني بلس 18 مليون مشترك في المجموع، ويرجع ذلك خصوصاً إلى انخفاض عدد المشتركين في السوق الهندية. وتستحوذ "هوتستار"، نسخة "ديزني بلس" المخصصة للهند، على ما يقرب من ثلث الإجمالي العالمي للمنصة، لكنها فقدت حقوق بث بطولة الكريكيت الوطنية.

في أميركا الشمالية، سجلت الخدمة انخفاضاً طفيفاً بنسبة 1 في المائة في عدد المشتركين، للمرة الثانية على التوالي.

لكن المدير المالي للمنصة بالإنابة، كيفن لانسبيري، وعد بأن يعاود عدد المشتركين ارتفاعه هذا الصيف في الولايات المتحدة وحول العالم، باستثناء الهند.

وأشار بوب إيغر إلى أن 3,3 ملايين شخص اشتركوا في الصيغة التي تتضمن إعلانات منذ إطلاقها في نهاية العام الماضي.

من الناحية المالية، لا تزال أنشطة البث التدفقي تتكبد خسائر، لكنها استمرت في خفض خسائرها التشغيلية خلال الربع إلى 512 مليون دولار بدلاً من مليار دولار في العام الماضي في الفترة نفسها.

وقال بول فيرنا من "إنسيدر إنتلجنس" إنه "أمر مشجع، لكنّ ذلك يرجع خصوصاً إلى عمليات الصرف الجماعي للعمّال وانخفاض الإنفاق على المحتوى، أكثر من كونه يعكس نمواً حقيقياً".

كما شهدت "ديزني" انخفاضاً في مبيعاتها من الأفلام والبرامج إلى دور السينما والقنوات التلفزيونية بنسبة 7 في المائة خلال عام واحد، لتصل إلى 6,7 مليارات دولار. وانخفضت الأرباح التشغيلية للشركة بنسبة 23 في المائة إلى 1,9 مليار دولار.

في المقابل، حققت الإيرادات من المتنزهات والرحلات البحرية والمنتجات المشتقة نمواً كبيراً، بنسبة 13 في المائة، لتصل إلى 8,3 مليارات دولار.

مطالب "غير واقعية"

في وول ستريت، انخفض سهم "ديزني" في البداية في التعاملات الإلكترونية بعد إغلاق التداول الأربعاء، لكنه ارتفع بنحو 3 في المائة بعد إعلانات رفع الأسعار.

وتعهّدت المجموعة، بقيادة رئيسها بوب إيغر، بتحقيق وفر مالي هذا العام، لا سيما من خلال إلغاء 7 آلاف وظيفة وتقليل إنتاج المحتوى.

وكان إيغر (72 عاماً)، الذي يتولى منصبه منذ نهاية عام 2022، قد قاد الشركة سابقاً من 2005 إلى 2020. وصوّت مجلس إدارة المجموعة بالإجماع في يوليو/ تموز على تمديد عقده حتى نهاية عام 2026.

لكن شعبيته آخذة في التراجع في الأشهر الأخيرة. وهو يواجه إضراباً تاريخياً في هوليوود، بعدما انضم الممثلون إلى كتّاب السيناريو منتصف يوليو/ تموز للمطالبة بزيادة رواتبهم التي تراجعت قيمتها في زمن خدمات البث، وهم يريدون الحصول على ضمانات مرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي.

إلا أن هذه المطالب "غير واقعية"، وفق بوب إيغر الذي أطلق مشاركون في الإضراب شعارات مناوئة له خلال تظاهرات، من لوس أنجليس إلى نيويورك.

وقال إيغر الأربعاء: "لا شيء أهم لهذه الشركة من علاقتها بالمجتمع الإبداعي والممثلين والكتّاب والمخرجين والمنتجين"، متعهداً بـ"العمل شخصياً لإيجاد حلول".

في غضون ذلك، سيسمح الإضراب لـ"ديزني" بتوفير المال، وفق كيفن لانسبيري، لأن الاستوديوهات تنفق مبالغ أقل على الإنتاج.

(فرانس برس)

المساهمون