حظر "تيك توك" في باكستان يقسم الآراء

حظر "تيك توك" في باكستان يقسم الآراء

15 أكتوبر 2020
شريحة واسعة طالبت بالتراجع عن القرار (عامر قريشي/فرانس برس)
+ الخط -

الأسبوع الماضي، حظرت هيئة الاتصالات الباكستانية تطبيق "تيك توك" للمقاطع القصيرة، بحجة أنه ينشر محتوى مبتذلاً وغير أخلاقي، معتبرةً أنّ للتطبيق أضراراً كبيرة على فئة الشباب في البلاد، قائلةً إنها "سبق وأن حذرت إدارة التطبيق، طالبة منها أن تقوم بحجب المحتوى غير الأخلاقي لكنها لم تلب مطلب باكستان". 

حيال القضية، انقسمت ردود الأفعال بين مرحبة بالقرار ورافضة له وغاضبة، فيما هناك من حاول مسك العصا من الوسط وتحدثوا عن حجب المحتوى غير الأخلاقي ليكون التطبيق نشطا "لأن له تأثيرا إيجابيا والشباب يحتاجون إليه". لكن يبدو واضحا أن الشارع الباكستاني في الأغلب مستاء من قرار الهيئة رغم ترحيب البعض به.

وكان بين المرحبين بالخطوة فنانون ونجوم ورواد وناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ اعتبروا الخطوة مهمة وإيجابية لأن المحتوى المجود في التطبيق كان يؤثر سلبا على نفسيات الشباب وتعاملهم وأخلاقهم.

ووصف نجم لعبة الكريكت الشهير شاهد خان أفريد الخطوة بالحسنة، وطلب من الحكومة الصمود على قرارها، "إذ إنّ ضرر هذا التطبيق أكثر من نفعه"، على حد وصفه، مؤكداً في مؤتمر صحافي في منزله بمدينة كراتشي أن قرار الحكومة صائب وأن تطبيق "تيك توك" كان له ضرر على مستقبل الشباب.

كما أعرب ممثل المسرحيات والأفلام الباكستانية الشهير عمران عباس عن فرحه إزاء القضية، وقال على إنستغرام مع نشر علامة حظر "تيك توك" أن "عام 2020 ليس سيئا"، في إشارة إلى سعادته بالحظر.

أيضا عبّرت الممثلة والناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي جنت مرزا، عن ارتياحها الشديد حيال قرار الحكومة الباكستانية حظر تطبيق "تيك توك"، وقالت في حوارات لها مع قنوات محلية مختلفة من مقر إقامتها في العاصمة اليابانية طوكيو إنّها "كانت تأمل منذ فترة طويلة أن تقوم الحكومة الباكستانية بحظر هذا التطبيق لما كان له من آثار سلبية على شريحة الشباب في باكستان". وأضافت أنها "تعرف أن للتطبيق تأثيرا إيجابيا على الأعمال التجارية في البلاد، كما أن بسببه ظهر الكثير من قدرات الشباب في مجالات مختلفة، لكن شريحة خاصة كانت تنشر فيديوهات ومحتوى غير لائق من خلال التطبيق، لذا هي ترحب بإقدام الحكومة على حظر التطبيق"، لكنها في الوقت نفسه شددت على أن لا يكون الحظر بشكل دائم، داعيةً الحكومة الباكستانية، لا سيما هيئة الاصالات الوطنية، أن تقوم بوضع آلية خاصة كي لا يتم نشر أي محتوى عليه، "خاصة إذا كان مبتذلا أو غير أخلاقي".

ليس بعض الفنانين وحدهم، بل ثمة علماء الدين ورموز القبائل أيضاً الذين رحبوا بالقرار. وقال نقيب الله شمشير عالم الدين وإمام مسجد في منطقة أبدره بمدينة بشاور لـ"العربي الجديد" إن القرار صائب جداً، داعياً الحكومة الباكستانية إلى أخذ قرارات مثيلة في حق تطبيقات أخرى كيوتيوب وفيسبوك. واعتبر شمشير أنّ "الشريحة المعطلة عن العمل والدراسة من الشباب ليس لديها عمل سوى الانشغال بهذه الأمور وأن مستوى الوعي لدى الشباب الباكستانيين ليس إلى درجة تمكنهم من الاستفادة من هذه التطبيقات بشكل سليم"، على حد زعمه.

من جانبه، اعتبر أحد رموز القبائل في منطقة بلوسي بمدينة بشاور، ويدعى نيك محمد، أن "انشغال الشباب بما لا يليق بهم ولا ينفعهم من أهم ما نواجهه من المشاكل في هذا الزمن، لذا هناك حاجة ملحة لإعادة النظر على وسائل التواصل الاجتماعي كلها"، مرحباً بقرار الحكومة الباكستانية حظر تطبيق "تيك توك".

 

وعلى عكس هؤلاء، ثمة شريحة كبيرة من مختلف أطياف الشعب أعربت عن حزنها وقلقها الشديدين حيال القضية، مطالبةً هيئة الاتصالات الوطنية بإعادة النظر في الأمر ووضع آلية تمنع بموجبها نشر محتوى غير أخلاقي. وكانت في طليعة الرافضين والغاضبين من قرار الحكومة الناشطة في محتوى "تيك توك" والتي كانت لها قصص وحكايات مع الساسة في باكستان حريم شاه. وقالت شاه، في مؤتمر صحافي لها، إن "الحكومة الباكستانية إذا أرادت أن تقضي على الأمور المبتذلة وغير الأخلاقية فعليها أن تنفذ الشريعة الإسلامية بدلاً من حظر تطبيق تيك توك"، مؤكدةً أن "تيك توك" لم يكن سببا في نشر محتوى غير أخلاقي أو من الأمور التي قد تنعكس سلبياً على أخلاق الشباب ونفسياتهم.

كما اعتبرت حريم شاه أن الخطوة قد تقضي على قدرات الكثير من الشباب الذين اتخذوا هذه المنصة سبيلاً لأجل نشر أفكارهم وإبراز قدراتهم وطاقاتهم في مختلف المجالات، معتبرةً أن "الحكومة الباكستانية يبدو أنها اتخذت القرار على عجل وأنها لم تراعِ مصالح الشباب"، داعيةً رئيس الوزراء الباكستاني إلى مراجعة القرار واتخاذ خطوات مناسبة بديلة بسببها لا تحرم الشباب من هذه المنصة.

وأعرب عدد كبير من رواد وسائل التواصل الاجتماعي عن قلقهم إزاء القضية. وكتب المغرد وليد على صفحته: "الحكومة الباكستانية حظرت تطبيق "تيك توك". أنا أكره ما ينشر عليه ولكن أقول إن الحكومة عليها أن تعيد النظر على القضية لأن من ينشر ذلك المحتوى على "تيك توك" سيتوجه إلى يوتيوب". 

ويبدو أن انقسام الشارع الباكستاني وزيادة الضغوط على الحكومة قد يجبرانها على إعادة النظر في القرار. لذا قال وزير التكنولوجيا السيد أمين الحق في تصريحات صحافية له في مدينة كراتشي إن حظر تطبيق "تيك توك" أمر مؤقت وسيتم رفعه بعد حذف المحتويات غير الأخلاقية.

المساهمون