جهاز التلفزيون: استخدامات جديدة لجيل آخر

جهاز التلفزيون: استخدامات جديدة لجيل آخر

25 سبتمبر 2023
يستخدم جيل كامل التلفزيون فقط لوصله بأجهزة ألعاب الفيديو (Getty)
+ الخط -

يمثّل التلفزيون التقليدي (القنوات المرئية) حالياً أقل من 50 في المائة من إجمالي استخدام جهاز التلفزيون في الولايات المتحدة، وفقاً لمقياس جديد لشركة نيلسن للإحصاءات شرعت في استخدامه منذ عامين.
وبين "يوتيوب" و"تيك توك" وقنوات البث، يمتلك المشاهد في الولايات المتحدة خيارات كثيرة لاستخدام الجهاز بعيداً عن مشاهدة القنوات المحلية او تلك الفضائية، التي كانت المساحة الأساسية للترفيه والحصول على المعلومات لعقود.

مقياس "نيلسن"

منذ ما يقارب العامين، شرعت "نيلسن" في استخدام مقياس جديد لمراقبة وإحصاء عادات المشاهدين أمام التلفزيون، والطريقة التي يستخدمون فيها هذا الجهاز، في مختلف فترات النهار والليل.
وضمت الشركة ضمن معاييرها تلفزيون البث، وتلفزيون الكيبل، والبث عبر الإنترنت، ومجموعة تسمى "أخرى" تمثل الأشخاص الذين يستخدمون الجهاز لوصله بالألعاب مثل بلايستيشن، وإكس بوكس، ونينتندو سويتش وغيرها، إلى جانب  مشغلات الوسائط.
ويُظهر التقرير الأخير انخفاض كلٍّ من تلفزيون البث والكيبل بنسبة واحد في المائة تقريباً من يونيو/حزيران إلى يوليو/تموز 2023. واكتسبت كل من فئة البث عبر الإنترنت وفئة "أخرى" نسبة واحد في المائة في نفس الفترة الزمنية، ما يعكس تغيراً تدريجياً في عادات المشاهد.
وفي تقرير هذين الشهرَين، يظهر تراجع التلفزيون التقليدي بشكل أكبر من كل الأشهر السابقة. أظهرت شركة التحليلات والإحصاء أن استخدام الكيبل قد انخفض بنسبة 12.5 في المائة مقارنة مع هذا الوقت من العام الماضي، وهو ما يمثل أقل من ثلث وقت المشاهدين، بينما انخفض البث التلفزيوني إلى خُمس إجمالي وقت المشاهدة في المنازل الأميركية.
في الوقت نفسه، تقول "نيلسن" إن البث عبر الإنترنت شهد شهراً قياسياً (يوليو 2023) بقيادة "يوتيوب" و"نتفليكس".
وارتفعت فئة "أخرى" الخاصة بشركة نيلسن بشكل تصاعدي خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

تقرير ليشتمان

وجاء تقرير "نيلسن" ليؤكد الدراسات والتوقعات المستمرة منذ سنوات، بتراجع الدور التقليدي للتلفزيون، وانحسار دور قنوات البث الفضائية والمحلية، لصالح خدمات تقدمها منصات البث التي تعمل وفق نظام VOD. ولعلّ أبرز هذه الدراسات، كان ما قدّمته شركة ليشتمان للأبحاث، التي طرحت تقريراً يقدّر أن مزودي خدمة الكيبل قد فقدوا ما يقدّر بنحو 1.73 مليون مشترك في الربع الثاني من عام 2023.
وهو ما يبدو طبيعياً، أما التصريحات المتلاحقة لمديري شركات البث الأساسية حول العالم، عن "موت التلفزيون التقليدي". ففي 2022 كرر أكثر من مؤثر، وفنان وإعلامي وصانع محتوى أن 2023 سيكون عام موت التلفزيون، بينما أعلن مدير "ديزني"، بوب إيغر، أخيراً أن قنوات الكيبل التقليدية "قد لا تكون أساسية لشركة ديزني".

بصيص أمل: نموذج "روكو"

ومع ذلك لا تزال هناك فرصة للتلفزيون التقليدي، يقول موقع ذا فيردج التقني، إذ تزداد شعبية الخدمات التلفزيونية المجانية المدعومة بالإعلانات مثل "تيوبي" و"روكو"، التي زاد عدد مستخدميها بشكل كبير. وما جعل هذه المنصات أكثر شعبية، هو تقديمها لنفسها كبديل أكثر تقدمية عن شاشات التلفزيون التقليدية أو منصات البث العملاقة. إذ تعمل للترويج لصورتها بصفتها منصات تضمّ مختلف أنواع العاملين عرقياً ودينياً وجندرياً، وهو ما يجعل انتشارها واسعاً بين الفئات الشابة.

وتعتبر "روكو" أشهر هذه المنصات المدعومة بالإعلانات. وكانت المنصة قد بدأت بثها عام 2017، مع قناة خاصة، مجانية مدعومة بالإعلانات. في البداية، شملت محتوى مرخصاً من استوديوهات مثل "مترو غولدوين ميير" و"باراماونت" و"يونيفرسال بيكتشرز" و"ديزني" و"ورنر براذرز" إلى جانب محتوى آخر للمحطات والمنصات المشتركة معها، لتعتبر النموذج الأنجح العامل وفق مبدأ مشاركة الإيرادات من الإعلانات مع مقدمي المحتوى. 

المنافسة مع المنصات

لكن التلفزيون التقليدي لا يتنافس فقط مع "ديزني بلس" و"ماكس" و"نتفليكس" وغيرها من منصات البث، بل يتنافس كذلك مع "يوتيوب" و"تيك توك"، و"إنستغرام" ومنصات الفيديو الأخرى، التي تعتمد على مبدعين يصنعون محتوى أسرع وأرخص من NBC أو CBS. كذلك فإن منصات أخرى مثل "إكس" باتت تشجّع صناع المحتوى على نشر فيديوهاتهم عبرها، وهو ما يصعّب من مهمة التلفزيون على المنافسة. لذلك، لم تكن أخبار "نيلسن" عن انخفاض نسبة المشاهدة مفاجأة، وهو انخفاض مرشّح للاستمرار خلال الأشهر المقبلة.

المساهمون