جدل واسع بعد اتهام موقع إلكتروني للاعب مغربي بنشر "السلفية"

جدل واسع بعد اتهام موقع إلكتروني للاعب مغربي بنشر "السلفية"

26 ديسمبر 2022
انتقد كاتب المقال سجود اللاعب عقب تسجيل هدف خلال مباراة المغرب وبلجيكا (Getty)
+ الخط -

دخل المجلس الوطني للصحافة المغربية على خط الجدل الواسع الذي أثارته اتهامات موقع إلكتروني للاعب المنتخب المغربي لكرة القدم زكرياء أبو خلال، زعمت أنه "سلفي يتبنى فكراً متطرفاً وقام باختراق منتخب المغرب".

وأعلن المجلس الوطني للصحافة المغربية، ليل الأحد، أنه "سيعرض، طبقاً لميثاقه والقانون الذي يؤطر عمله، الملف على لجنة أخلاقيات المهنة والقضايا التأديبية".

وكان موقع "آش كاين" قد نشر مقالاً بعنوان "أبو خلال سلفي يخترق المنتخب المغربي"، وادعى فيه أن اللاعب كان يسعى في مونديال قطر 2022، إلى استقطاب أكبر عدد من المتتبعين إلى توجهه والتيار الديني الذي يتبعه.

وزعم كاتب المقال أن "أبو خلال نجح في ذلك بعدما استطاع جر لاعبين من المنتخب الوطني إلى صفه، ودفعهم إلى تبني أفكاره؛ بل تجاوز الأمر ذلك بدعوته العلنية لهذه الأفكار، مثل ما وقع مع عبد الحميد الصابيري، وإلياس الشاعر".

كما زعم أن أبو خلال "قام بتصرفات وإيحاءات ذات مرجعية دينية سلفية، إلى درجة دفعت بإعلام أجنبي إلى الحديث عن اختراق (داعشي) للمُنتخب الوطني". واعتبر الموقع أن "أبو خلال ظهر في عدة مناسبات برفقة أشخاص محسوبين على التيار السلفي الأوروبي، كما أنه قارئ وحافظ للقرآن، ويؤم بعثة المنتخب"، كما جاء في المقال.

وقال الكاتب إن سلوك أبوخلال "يحمل صبغة دينية متشددة، خصوصاً بعدما لجأ إلى السجود عقب تسجيله الهدف الثاني ضد بلجيكا، وهو ما يعد بحسب المنصة المغربية ثقافة مشرقية مستوردة".

ليس عملاً صحافياً

إلى ذلك، اعتبر المجلس الوطني للصحافة المغربية، في بيانه، أن ما نشر في الموقع الإلكتروني من اتهامات ضد لاعب المنتخب المغربي بخصوص ادعاءات حول سلوكه، أثناء مشاركته في نهائيات كأس العالم بقطر، لا يمكن اعتباره عملاً صحافياً بأي شكل من الأشكال، لأن لا علاقة له بتغطية حدث رياضي، حظي بمتابعة واسعة، من طرف الجمهور المغربي والعالمي.

وقال المجلس الوطني إن التركيز من طرف الصحافة على أي شخص بسبب انتمائه العرقي أو الديني، يعتبر وصماً غير مقبول، ترفضه كل مواثيق أخلاقيات الصحافة، ومنها ميثاق أخلاقيات المهنة، المعتمد وطنيا، كما أعده المجلس، والمنشور في الجريدة الرسمية.

وتنص المادة الثانية من ميثاق أخلاقيات المهنة في باب المسؤولية إزاء المجتمع، على أنه "لا يجوز التمييز بين الناس بسبب جنسهم أو لونهم أو عرقهم أو إعاقتهم أو انتمائهم الديني أو الاجتماعي، أو من خلال كافة أشكال التمييز الأخرى، ولا التكفير والدعوة للكراهية والوصم واللا تسامح، كما يلتزم الصحافي بعدم نشر وبث مواد تمجد العنف والجريمة والإرهاب".

ونبه المجلس إلى خطورة الانسياق وراء الإثارة المجانية، لا سيما أن بعض وسائل الإعلام الأجنبية حاولت الإساءة للمنتخب المغربي، من خلال تحريف سلوك لاعبيه، خلال تعبيراتهم العفوية عن تشبثهم بقيمهم الأصيلة، الثقافية والعائلية.

اتهامات باطلة

وكانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قد نفت، الأحد، الاتهامات الموجهة للاعب أبو خلال، واصفة إياها بـ"الباطلة"، لافتة إلى أن اللاعب أبان عن سلوك مثالي إلى جانب زملائه من أجل تحقيق نتائج مشرفة للنخبة الوطنية في هذا المحفل العالمي.

وأكدت الجامعة أنها ستلجأ إلى القانون لحماية أعضاء المنتخب الوطني لكرة القدم، ودحض كل الادعاءات الباطلة التي تمس سلوكهم أو حياتهم الشخصية أثناء ممارسة مهامهم الوطنية.

وفي وقت سابق الأحد، اضطر الموقع إلى حذف المقال بعد موجة الغضب الذي طاولته جراء عدم احترام الحد الأدنى من العمل الصحافي وأخلاقيات المهنة، قبل أن يعود القائمون على الموقع إلى إعادة نشره، معتبرين أن ما نشره الموقع يدخل في باب "حرية التعبير"، وأن لغة المقال التي تضمنت اتهامات خطيرة للاعب الدولي اتسمت بـ "الموضوعية".

المساهمون