جدل حول مسلسل "فلوجة" في تونس

جدل حول مسلسل "فلوجة" في تونس

24 مارس 2023
مخرجة العمل سوسن الجمني (فيسبوك)
+ الخط -

خلّف بث الحلقة الأولى من مسلسل "فلوجة" للمخرجة سوسن الجمني، ليلة أمس الخميس، على قناة الحوار التونسي المنتجة للعمل، ردود فعل متباينة، وهو أمر كان متوقعاً لأنّ المسلسل يتناول العنف وتجارة المخدرات في المؤسسات التعليمية التونسية.

وجاءت ردود الفعل الأولى سلبية بمجملها ووصلت إلى حدّ المطالبة بوقف بث المسلسل، إذ قرر محاميان تونسيان رفع قضية أمام قضاء العجلة لوقف بث المسلسل لما "يمثله من خطر على المجتمع التونسي وعلى المراهقين من خلال التركيز على العنف واستعمال كلمات نابية وسلوكيات لا تتماشى وطبيعة شهر رمضان".

من ناحيته، وصف وزير التربية في الحكومة التونسية محمد علي البوغديري المسلسل بـ"المهزلة"، وطالب بوقف بثه في تصريح لإذاعة ديوان أف أم، صباح اليوم الجمعة.

ووصفت الأستاذة فوزية أحمد الخلفاوي المسلسل بـ"الجريمة"، وكتبت على "فيسبوك"، أمس الخميس: "جريمة أخرى يقترفها الإعلام الرمضاني في حق المشاهد التونسي والعربي... الحوار التونسي، القناة التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية، وخاصة عند الطبقة الأكثر هشاشة، التي تفتقر إلى الوعي الاستهلاكي للمادة الإعلامية، تفاجئنا في أولى أيام رمضان ببرنامجها التدميري الذي يستهدف الشباب".

وتابعت مستنكرة: "أقراص مخدرة، انفلات أخلاقي، خروج عن المألوف وتهميش للمحيط المدرسي. هل انتهت كل النصوص الدرامية من المعاجم ولم يبق سوى ما سفل منها لتأثيث البرامج التلفزية والمساحات الفنية؟ محاولة بائسة ومؤامرة دنيئة لإسقاط إحدى قلاع المجتمع ولتأبين القيم التي تقوم عليها العلاقة بين التلميذ وأستاذه".

بدوره، طالب النقابي والأستاذ الجامعي عبد القادر الحمدوني بمقاطعة المسلسل والقناة التي تبثه "لما يمثله من خطر"، أمّا رئيس نقابة مدرسي التعليم الثانوي الأسعد اليعقوبي فحمّل وزارة التربية المسؤولية عن إنتاج المسلسل "حين سمحت للفريق العامل فيه بتصويره في إحدى المؤسسات التعليمية مقابل منح الوزارة بعض المساعدات".

في المقابل، عبّر القاضي والعضو السابق بالهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا)، عمر الوسلاتي، عن موقف أكثر اعتدالاً، مطالباً بوضع تنبيه بأنّ المسلسل موجّه لفئات عمرية معينة، بسبب احتوائه على مظاهر عنف. لكنّه رفض في الوقت نفسه وقف العرض، مشيراً إلى أنّ العمل تخييلي وليس عملاً توثيقياً، وهو رأي شاركه فيه بعض التونسيين الذين اعتبروا أن المسلسل يصوّر واقعاً موجوداً.

وكتب الناشط عادل البريني على "فيسبوك": "على التونسيين أن يكفوا عن مغالطة أنفسهم وادعاء البراءة دائماً. لن نبرئ القنوات التونسية التي في عموم برامجها تخرب عوض أن تعمر، إلا أن المسلسل الذي يعرض عن تلاميذ تونس هو واقع وأمر حاصل، نعم كان يفترض أن لا يمر ولكن انظروا في سلوكيات أولادكم أفلا تبصرون؟ يكفي من ثقافة المؤامرة إذا كان الفن والإعلام هو تعرية الحقيقة فتلك حقيقتكم أيتها العائلات وأيها المربون وعليكم الاستفاقة على أوجاع أجيال تعيش معكم ويبدو أنكم لا تعرفون شيئاً عنها".

وهو رأي شاركه فيه الناشط بشير طبيب، الذي كتب: "فلوجة مسلسل درامي لسوسن الجمني... حبكة درامية واضحة من أول حلقة له... نقد لاذع لجيل المعاهد وانهيار قيمي للمجتمع... ممّا يحتم على جميع الأطراف المتداخلة... انتهاج منهج جديد للبيداغوجية".

وينتظر الآن ردّ فعل الهيئة المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا)، التي سبق لها في رمضان الماضي أن أجبرت قناة الحوار التونسي على تأخير بث مسلسل "براءة" إلى ما بعد وقت الذروة، مع وضع تحذير يشير إلى الفئات العمرية المسموح لها بمشاهدته، وهو الإجراء الذي يتوقع أن تتّخذه هذا العام أيضاً.

 

 

المساهمون