تشانغ شان... "روح متمردة" تحاول السلطات الصينية خنقها

تشانغ شان... "روح متمردة" تحاول السلطات الصينية خنقها

30 ديسمبر 2020
تشانغ كانت أول الصحافيين المواطنين الذين يواجهون إجراءات قانونية بسبب نشاطاتهم (Getty)
+ الخط -

واجهت المحامية السابقة تشانغ شان (37 عاماً) التي بدت ضعيفة وعلى كرسي متحرك جراء إضراب طويل عن الطعام، القضاء الصيني وحيدة، قبل أن يحكم عليها بالسجن لنشرها قصصاً عن وباء كوفيد-19 لا تريد الصين إخبارها.

بدأت تشانغ إرسال تقارير من ووهان في شباط/ فبراير عندما طرحت أسئلة عن إغلاق في المدينة والوصول إلى الاختبارات والقدرة على القدرة الاستيعابية للمستشفيات.

وكشفت مقاطع فيديو صوّرتها تشانغ قسوة السلطات الصينية في مواجهة الوباء. وقدمت تقاريرها لمحات نادرة وفعلية من بؤرة الفيروس خلال الأشهر الأولى من تفشيه، في بلد يعتبر تبادل المعلومات غير المصرَّح به من قبل السلطات، مجازفةً محفوفة بالخطر.

وبعد ذلك بفترة وجيزة، انتشر الفيروس في كل أنحاء العالم، وألقي باللوم على الصين لفشلها في احتوائه. ثم بدأت بكين العمل على نشر رواية أخرى لتلميع اسمها، كذلك بدأت تمجيد القيادة الشيوعية الصينية لقدرتها على السيطرة على أزمة صحية غير مسبوقة.

ومثل تقارير الصحافيين الصينيين الثلاثة الآخرين الذين سافروا أيضاً إلى ووهان خلال المراحل الأولى من تفشي الوباء، هددت تقارير تشانغ بكشف ثغرات في رواية السلطات.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

وفي أحد مقاطع الفيديو التي صوّرتها، ذكرت أنها تخضع لمراقبة شديدة. وفي أيار/ مايو، توقفت تشانغ عن نشر مقاطع الفيديو والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وكثير منها على "تويتر" و"يوتيوب"، وهي من المنصات المحظورة في الصين، إثر احتجازها من قبل السلطات.

والاثنين، بعد سبعة أشهر وراء القضبان، حكمت عليها محكمة في شنغهاي بالسجن لمدة أربع سنوات بتهمة "إثارة اضطرابات".

قبل فترة قصيرة من احتجازها، كانت تشانغ تحاول القيام بحملة من أجل أقارب ضحايا الفيروس الذين كانوا يسعون إلى الحصول على تعويض، وهو مسألة حساسة للسلطات الصينية.

وقال محاميها تشانغ كيكي، وهو أيضاً من ووهان: "أرادت تشانغ تشان مساعدة الناس العاديين في ووهان. أرادت أن تفهم معاناتهم وأن تجعل العالم يفهم". وقد تعرّض هذا المحامي لمضايقات متكررة من السلطات التي كانت تضغط عليه من أجل التخلي عن قضيتها، وعدم الموافقة على إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية.

وتشانغ كانت أول الصحافيين المواطنين الذين يواجهون إجراءات قانونية بسبب نشاطاتهم التي اعتبرها المدعون "اختلاقاً لأكاذيب ونشر معلومات مضللة".

وفي النهاية، ألقي القبض عليهم جميعاً. وقال صديقها وزميلها المحامي لي داوي: "حذرتها من الذهاب إلى ووهان عندما كان الجميع يحاول المغادرة". وأضاف: "إنها مسيحية متدينة، وقالت إنها إرادة الله. كان عليها أن تفعل ذلك، وأن تخبر الجميع بالحقيقة".  وتوقف الآخرون، فانغ بين وتشين كيوشي ولي شيهوا، عن نشر التقارير. 

وبحسب ما ورد، عاد تشين ولي إلى الديار، بينما ما زال مكان فانغ غير معروف. وفي فيلم وثائقي قصير صُوِّر قبل توقيفها وبُثّ بعد الحكم عليها، قالت تشانغ إن منشوراً على الإنترنت من أحد سكان ووهان دفعها للسفر إلى هناك بحثاً عن حقيقة تفشي الوباء.

وقالت للمخرج المجهول الذي نشر الفيلم على موقع "تشاينا تشينج" الإلكتروني: "قال إنه شعر كأنه ترك هناك ليموت، وتأثرت كثيراً بما كتبه". وأضافت: "ربما كانت لدي روح متمردة".

وكانت والدتها تبكي في المحكمة في أثناء تلاوة الحكم، لكن تشانغ لم تتأثر، وفق المحامين. ولم يسمح للصحافيين الأجانب والدبلوماسيين بمراقبة الإجراءات التي انتهت في غضون ثلاث ساعات.

وقال محاموها إنها تتمسك ببراءتها، ومن المرجَّح أن تستأنف الحكم إذا أتيحت لها الفرصة.كذلك فإنها أضربت عن الطعام احتجاجاً، ما أدى إلى تدهور صحتها منذ توقيفها.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

وقال كيكي إنه تجري تغذيتها بالقوة عبر أنبوب أنفي، وقد بقيت يداها وقدماها مكبلة لفترات طويلة. ونتيجة لذلك، تعاني تشانغ من صداع مزمن وإرهاق وآلام في المعدة، بحسب كيكي. وأضاف: "قد يستمر تصميمها على المقاومة حتى النهاية".

ولم يكن لتقارير تشانغ عن الحياة اليومية في ووهان، من الشركات التي تكافح من أجل التعافي إلى أقارب الضحايا والمواجهات مع الشرطة، تأثير كبير على الإنترنت، لكنها جذبت انتباه السلطات الصينية رغم ذلك.

كذلك أظهرت مقاطع الفيديو التي صوّرتها استياءً من نظام الحكم الاستبدادي في الصين. وقالت تشانغ في مقطع فيديو على موقع "يوتيوب" صُوِّر في أيار/ مايو: "الطريقة الرئيسية لإدارة المدينة تعتمد على التهديدات والترهيب". وختمت: "هذه مأساة الصين وووهان".

(فرانس برس) 

المساهمون