تحطيم تمثال لحماية "صفاية" صرف صحي يثير الغضب في الإسكندرية

تحطيم تمثال لحماية "صفاية" صرف صحي يثير الغضب في الإسكندرية

11 اغسطس 2023
نصب التمثال في حي سيدي جابر خلال تسعينيات القرن الماضي (فيسبوك)
+ الخط -

سيطرت حالة من الغضب على أهالي الإسكندرية، شمالي مصر، والمهتمين بالأعمال الفنية ذات الأهمية التراثي، بعد تحطيم عمال من شركة الصرف الصحي الحكومية تمثالا على النمط الروماني، أمفورا، بمنطقة سيدي جابر، إحدى أهم مناطق وسط المدينة، بغرض استخدامه حاجزا لمنع المارة من السقوط في صفاية صرف صحي حديثة الإنشاء.

ورداً على الانتقادات، قال مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية في الإسكندرية محمد متولي، في بيان له، إنّ التمثال "عمل فني حديث، يرجع تاريخ إنشائه إلى فترة التسعينيات من القرن الماضي، وجرى تجديده مرات عديدة".

ولفت متولي إلى أنّ "التمثال لا يتبع المجلس الأعلى للآثار، وغير مسجل ضمن عداد الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالإسكندرية، ومن ثم فهو لا يخضع لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983".

وطالب مدير الآثار محافظ الإسكندرية بتكليف المختصين من أساتذة كلية الفنون الجميلة بتصميم عمل فني يتناسب مع أهمية الموقع، ويليق بعروس البحر المتوسط.

وبعد دقائق من نشر الصورة، امتلأت صفحات "فيسبوك" بالانتقادات لتحطيم التمثال الذي اشتهرت به منطقة سيدي جابر منذ أكثر من 30 عاماً، مع مطالبات بتوضيح رسمي من الجهات المختصة.

وقال أحمد حمدون في منشور: "لله الأمر من قبل ومن بعد، هل وصلنا إلى هذه المرحلة من احتقار الثقافة والفنون، حتى يأتي عمال الصرف الصحي بعمل أحمق، ويحطمون تمثالاً رومانياً ظل يزين ميدان سيدي جابر لعقود، لمجرد استخدامه كقالب صخري لمنع مرور الأقدام فوق بالوعة؟".

وأشارت رشا حسونة إلى أنّ "التمثال له رمزية هامة، إذ يُعبر عن إحدى أهم المراحل التاريخية التي مرت على الإسكندرية وهي الحقبة اليونانية الرومانية، والتي شكلت جزءاً كبيراً من ثقافتها وهويتها، وصبغتها بصبغة جعلت منها مدينة متفردة بطابع خاص بين المدن المصرية والعربية والشمال أفريقية".

وأضافت: "نعاني حالة من جرأة الجهل، جعلت النظرة العامة لكل ما هو فني أو ثقافي غير مقدرة، وهو ما يظهر في الانتقاص من قدر الفعاليات ذات الطابع الثقافي، ويظهر في عدم الاكتراث أمام هدم الفيلات والمباني التراثية والتاريخية، ووصل إلى مرحلة تحطيم تمثال فني عالي المستوى وذي أهمية كبيرة بغرض إنشاء بالوعة صرف صحي".

بدوره، طالب أحمد عادل محافظ الإسكندرية اللواء محمد الشريف "بإجراء تحقيق فوري وعاجل، ومحاسبة المتسببين في هذا الأمر".

وأضاف: "كان يجب على شركة الصرف الصحي عدم السماح لعمالها بإنشاء الصفاية وسط الطريق، إلا بعد التأكد من توفير معدات حماية وإغلاق الطريق، والتي تمنع المارة من السير أعلاها، وذلك حتى يجف الإسمنت، وتُزال مخلفات الأعمال الإنشائية، ثم يُفتح الطريق من جديد، عوضا عن ترك العمال يتصرفون من تلقاء أنفسهم".

ويتكون تمثال الأمفورا من عنق أسطواني ذي حافة مستديرة تبرز للخارج، وجسم بيضاوي يتسع من الأعلى، وينتهي من الأسفل بشكل مغزلي، أما الكتفان فيأخذان الشكل الدائري، وللأمفورا مقبضان، كما تنتهي قاعدتها بنتوء صغير استُخدم يداً ثالثة في أثناء صب السوائل، وكان لهذا النتوء غرض آخر وهو تسهيل تخزين الأمفورات على متن السفن.

ويُصنع الأمفورا من الفخار، ويعود اكتشافه إلى العصرين اليوناني والروماني، والعصر البطلمي، في النصف الأول من القرن الثالث قبل الميلاد، واكتشفه المصريون لأوّل مرة في مصر العليا، ناحية الجيزة، في سقارة.

المساهمون