بين رحيل ترامب ودخول بايدن البيت الأبيض... أبرز اللحظات والرسائل

بين رحيل ترامب ودخول بايدن البيت الأبيض... مشاهير وأزياء وموسيقى ورسائل

21 يناير 2021
سحرت ليدي غاغا الجمهور بأدائها النشيد الأميركي (أندرو هارنيك/فرانس برس)
+ الخط -

كان يوم أمس الأربعاء حافلاً بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية، إذ شهدت خروج دونالد ترامب من البيت الأبيض ودخول جو بايدن إليه. ومن بداية اليوم إلى حفل التنصيب الذي اتّسم بالتنوع الثقافي وزخر بمشاهدات لمّ الشمل والدعوات إلى وحدة الصف، شارك نجوم ومشاهير وموسيقيون فيه، كذلك وضعت بصمات مصممي أزياء على الملابس خلاله. ولم يخلُ اليوم من مشاهد ساخرة ومواقف مضحكة أثارت تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

هذه أبرز اللحظات والمواقف من رحيل ترامب إلى تنصيب بايدن وكامالا هاريس.

ترامب يغادر البيت الأبيض

غادر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وزوجته ميلانيا ترامب البيت الأبيض على متن المروحية الرئاسية قبل أربع ساعات من تنصيب خلفه جو بايدن.

تباعد اجتماعي وتشديد أمني 

انتقل جو بادين الأربعاء إلى البيت الأبيض بعيداً عن الأجواء الشعبية الصاخبة التي تشهدها واشنطن كل أربع سنوات خلال حفل تنصيب رئيس جديد، بعدما طلب من الحشود التي تتجمع عادة على طول الطريق المؤدية إلى البيت الأبيض لتحية الرئيس الأميركي الجديد، ملازمة المنازل بسبب تفشي فيروس كورونا وتفادياً لأعمال عنف محتملة.

وشاهد الأميركيون أحداث اليوم عبر شاشات التلفزيون من خلال بث مباشر لكبرى القنوات الإخبارية. وغرّد بايدن قبل حفل التنصيب، قائلاً: "شغلوا أجهزة التلفزيون".

ونشر نحو 25 ألف عنصر من الحرس الوطني - في مقابل ثمانية آلاف فقط قبل أربع سنوات - وآلاف من عناصر الشرطة في العاصمة الأميركية التي تحوّل مركزها إلى "منطقة حمراء" ممنوعة على الجمهور محاطة بأسياج معدنية.

وخلال حفل التنصيب، كان التباعد الاجتماعي يفرّق الحاضرين نظراً لإجراءات الوقاية من كورونا. ولم يشهد التنصيب عناقاً وتقبيلاً، بل ابتسامات وتلويحات عن بُعد، كذلك كان جميع الحاضرين يرتدون الكمامات الواقية، فيما كان مسؤولون يعقّمون المنصة الرئيسية بعد كلّ مخاطب. 

الموضة والأزياء والألوان تخطف الأضواء
اختار أبرز الحضور في حفل تنصيب بايدن مصممي أزياء من بلدهم، في لمحات مميزة من الموضة والأزياء قادها الرئيس ونائبته كامالا هاريس خلال المراسم في مبنى الكونغرس.

واختارت هاريس، وهي أول شخص من أصحاب البشرة السوداء وأول امرأة وأول أميركية من أصل آسيوي تتولى منصب نائب الرئيس، أن تكون ملابسها في هذا اليوم التاريخي بأيدي مصممي أزياء من السود. وفي الكابيتول، ارتدت معطفاً باللون البنفسجي وثوباً يتماشى معه من تصميم كريستوفر جون روجرز من نيويورك. أما مساءً، فارتدت زياً من تصميم سيرجيو هيدسون من لوس أنجليس.

وتشاركت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون والسيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما ذات اللون مع هاريس، لكن بدرجات مختلفة، وهو لون يميّز الحركة النسائية في الولايات المتحدة، لكن مراقبين فسروه أيضاً بأنه رمز للوحدة بين الولايات الزرقاء المؤيدة للديمقراطيين والولايات الحمراء المؤيدة للجمهوريين، وهو موضوع رئيسي هيمن على مراسم التنصيب، بحسب "رويترز".

وارتدت السيدة الأولى جيل بايدن ثوباً بزرقة البحر ومعطفاً مزيناً بلآلئ سواروفسكي وكريستالات من تصميم ألكسندر أونيل من دار أزياء ماركاريان في نيويورك. واستخدمت جيل كمامة من الحرير تتناغم مع ملابسها، في إطار إجراءات الوقاية من كوفيد-19.

أما بايدن، وزوج هاريس، دوغلاس إيمهوف، فقد ارتديا بزتين من تصميم رالف لوران، وهو مصمم أزياء أميركي كلاسيكي. 


قفازات بيرني ساندرز

انتشرت صورة للمرشح السابق للرئاسة الأميركية، بيرني ساندرز، الذي انسحب لمصلحة بايدن من السابق، فيما كان يرتدي معطفه وقفازين جرى تدويرهما، وحاكتهما امرأة أهدته إياهما سابقاً. وكانت صورة ساندرز من الأكثر تداولاً خلال مراسم التنصيب، إذ بدا كأنه غاضب لحضوره المراسم، فانتشرت الرسوم الساخرة.

وجلس ساندرز على كرسي قابل للطي وذراعاه مثنيتان فيما يضع قفازين محبوكين من الصوف ويرتدي معطفا أخضر اللون لدرء البرد، مشاهدا منافسه السابق يصبح رئيسا.  وغرّدت زوجته جاين أوميرا ساندرز "سترة فيرمونت، قفازا فيرمونت الحس السليم لفيرمونت!"

وجرت مقارنة ساندرز الذي وصل حاملا مظروفا بنيا كبيرا، بجد توقف في طريقه إلى المراسم عند مكتب بريد أو ربما كان في طريقه للحصول على وصفة طبية.

سحر غاغا وجاي لو

تناقض وجود نجوم من البيض والسود وذوي الأصول اللاتينية في مراسم التنصيب، بشكل صارخ، مع حفل تنصيب الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2017 الذي لم يحضره الكثير من النجوم، بحسب "رويترز".

وبمجرد جلوس جميع الضيوف، نزلت ليدي غاغا إلى أسفل الدرج عند منصة التنصيب مرتدية تنورة فضفاضة باللون الاحمر. وسرعان ما عبّر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي عن إعجابهم بأزياء نجمة البوب من تصميم دار "سكياباريلي" واعتبر بعضهم أنه الزي المثالي... لضمان التباعد الجسدي.

وغنّت ليدي غاغا النشيد الوطني الأميركي بطريقتها المميزة. والتفتت غاغا وهي تغني وأشارت إلى العلم الأميركي الذي يرفرف فوق مبنى الكونغرس الأميركي (الكابيتول) الذي شهد قبل أسبوعين هجوماً من أنصار الساعين لإبطال فوز بايدن بالرئاسة.

ومزجت لوبيز بين أغنيتي (ذيس لاند إز يور لاند) أو "هذه الأرض أرضك" و(أميركا ذا بيوتيفول) أو "أمريكا الجميلة" وفصلت بينهما بجمل من قسم الولاء هتفت بها بالإسبانية وهو الجزء الذي يقول "أمة واحدة بأمر الرب.. غير منقسمة.. فيها الحرية والعدالة للجميع".

أما مغني موسيقى الريف غارث بروكس، وهو جمهوري، فقد أنشد ترنيمة (أميزينغ غريس) أو "نعمة مدهشة" وطلب من الحضور ومن الأميركيين الذين يشاهدون الحفل من منازلهم غناء المقطع الأخير معه.

وفي لحظة نسي خلالها وجود الوباء، اعتمر قبعة "الكاوبوي" الخاصة به وركض بدون كِمامة لإلقاء التحية على العديد من الشخصيات البارزة قبل معانقة الرئيس السابق جورج بوش الابن.

الكتاب المقدس

من أجل تأدية اليمين الدستورية، وضع جو بايدن يده اليسرى على الكتاب المقدس لعائلته وهو نسخة كبيرة جدا أذهلت مستخدمي الإنترنت. وتساءل البعض عما إذا كان قد طبع بخط كبير لمساعدة بايدن البالغ من العمر 78 عاما، على قراءته.

وقالت شبكة "سي إن إن" إن الكتاب المقدس الذي تبلغ سماكته 13 سنتيمترا تملكه عائلة بايدن منذ العام 1893 وقد استخدمه الرئيس الجديد أيضا في مراسم أداء اليمين لمنصب نائب الرئيس في عامَي 2009 و2013.

أماندا غورمان... شاعرة سوداء شابة تخطف الأضواء

بردائها الأصفر وشعرها المطوّق بتاج أحمر خطفت أماندا غورمان الأضواء خلال حفل تنصيب بايدن وهاريس، حين ألقت هذه الشاعرة السوداء الفتيّة قصيدةً من تأليفها دعت فيها مواطنيها إلى الوحدة، فأسرت بكلماتها وأدائها الحاضرين على أدراج الكابيتول والمشاهدين خلف الشاشات.

وغورمان التي تبلغ من العمر 22 عاماً فقط والمتحدّرة من لوس أنجليس ألقت على منصّة التنصيب قصيدة بعنوان "ذي هيل وي كلايمب" (التلّ الذي نتسلّقه)، في إشارة إلى "الكابيتول هيل"، مقرّ الكونغرس الذي اقتحمه حشد من أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب في 6 كانون الثاني/ يناير.

وفي القصيدة التي كتبتها بعد هذا الهجوم الدموي الذي خلّف خمسة قتلى وصدم الولايات المتّحدة والعالم، تحدّثت مورغان عن "قوّة من شأنها أن تمزّق أمّتنا بدلاً من تقاسمها"، وأضافت: "كاد هذا الجهد أن ينجح، لكن إذا كان ممكناً للديمقراطية أن تتأخّر أحياناً، فمن غير الممكن لها أن تُهزم دائماً".

وأسرت الشابة الحضور بصوتها الهادئ وحركاتها الرشيقة، وألقت قصيدتها بأداء لافت وثقة عالية، بعدما وجدت في كتابة الشعر وسيلة للتغلّب على التلعثم الذي عانت منه في طفولتها، تماماً كما فعل بايدن حين كان صغيراً، بحسب "فرانس برس".

وفي مستهلّ قصيدتها، وصفت الشاعرة نفسها بأنها "فتاة سوداء نحيفة، تنحدر من عبيد، ربّتها أمّ عزباء، بإمكانها أن تحلم بأن تصبح رئيسة، لتجد نفسها تتلو قصيدة أمام رئيس".

وفازت مورغان بأول جائزة شعرية لها حين كان عمرها لا يزال 16 عاماً، وما هي إلا ثلاث سنوات حتى فازت بجائزة "أفضل شاعرة شابة" في البلاد، وذلك في أثناء دراستها علم الاجتماع في جامعة هارفرد المرموقة.

ووفقاً لوسائل إعلام أميركية، فإنّ السيدة الأولى جيل بايدن، هي التي اقترحت على منظّمي حفل التنظيم اسم مورغان بعدما حضرت إحدى قراءاتها الشعرية. وفي كانون الأول/ ديسمبر طلب منها المنظّمون كتابة قصيدة لأميركا موحّدة، انسجاماً مع روح خطاب بايدن.

وبالفعل، فقد كانت الشاعرة الشابة على قدر المسؤولية، إذ كتبت: "سنحوّل هذا العالم الجريح إلى عالم رائع آخر". وأضافت: "هناك دائماً نور، لو أنّنا فقط شجعان بما فيه الكفاية لرؤيته، لو أنّنا فقط شجعان بما فيه الكفاية لنكونه".

من جانبها، نشرت الوزيرة السابقة هيلاري كلينتون صورةً مع مورغان، وقالت إنّها ستترشح للرئاسة عام 2036.


أزياء ميلانيا

بدّلت السيدة الأولى السابقة ميلانيا ترامب البذلة السوداء التي كانت ترتديها في بداية اليوم، بفستان برتقالي مزركش، أثار تعليقات واسعة على مواقع التواصل. وبعد أربع سنوات من إثارة ترامب للجدل بعدم انتظارها أو التقاط الصور معها خلال الهبوط من الطائرة، نزل الزوجان، فوقف ترامب لتحيّة المصوّرين والموجودين، فما كان من ميلانيا إلا أن أكملت طريقها غير آبهة.

دخول العائلة الرئاسية البيت الأبيض

بعد يومٍ طويل من التنصيب والأعمال الرئاسية الضرورية، دخلت العائلة الأميركية الأولى إلى البيت الأبيض مساءً، بعدما انتهى التعقيم فيه.

رسالة ودية من ترامب

أعلن الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن أنّ سلفه دونالد ترامب ترك له في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض رسالة "ودّية للغاية" التزاماً منه بالتقاليد المتّبعة. وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض إنّ "الرئيس كتب رسالة ودّية للغاية".

ولم يكن واضحاً ما إذا كان ترامب سيلتزم التقليد المتّبع بين الرئيس المنتهية ولايته وخلفه الجديد ويترك لبايدن رسالة في المكتب البيضاوي، وذلك لأن الملياردير الجمهوري قاطع حفل التنصيب ولم يهنّئ بايدن رسمياً على انتخابه، بحسب "فرانس برس".

حفل توم هانكس والمشاهير
اجتمعت مجموعة من النجوم، من بينهم توم هانكس وبروس سبرينغستين وكايتي بيري بحضور الرئيس الأميركي الجديد مساء الأربعاء في واشنطن للاحتفال بأدائه القسم، في إطار حفلة من دون جمهور نقلتها محطات التلفزيون الأميركية الرئيسية وانتهت بعرض ألعاب نارية.

وكانت الأمسية عنوان "سيليبريتينغ أميركا" (الاحتفاء بأميركا) وحلّت مكان السهرات الراقصة والحفلات الموسيقية التقليدية التي تقام عادة في العاصمة الفدرالية بعد تنصيب الرئيس الجديد، وقد أُلغيت هذه المرة بسبب جائحة كوفيد-19.

وخلال تسعين دقيقة تعاقب عبر شاشة التلفزيون مغنون عدة في لقطات مسجلة أحياناً في مناطق أميركية أخرى، فضلاً عن عامل تسليم للمنازل ومدرسة ومتطوع في الثامنة من العمر يدعى كافانا بيل.

فالبرنامج أراد أن يوجه تحية "إلى الرجال والنساء في هذا البلد الذين مدوه بالقوة وجعلوه يستمر في هذه المرحلة العصيبة"، على ما قال مقدم الأمسية الممثل توم هانكس الحائز جوائز أوسكار.

ودعا الرئيس الأميركي الجديد على غرار ما قاله في خطاب القسم إلى "الوحدة"، طالباً من الأميركيين "رصّ الصفوف".

وحملت الأغاني المختارة رسائل إيجابية مع تطلع إلى المستقبل مثل "فيلينغ غود" التي حققت شهرتها نينا سيمون والتي أداها هذه المرة جون ليجند. واختتمت الأمسية بأغنية "فايروورك" لكايتي بيري التي أدتها، فيما أضاءت الألعاب النارية سماء العاصمة الأميركية.

وفي مشهد مسجل، تغنى ثلاثة رؤساء أميركيين سابقين حضروا مراسم التنصيب في وقت سابق، بالديمقراطية الأميركية. فقال باراك أوباما الذي كان برفقة جورج بوش وبيل كلينتون: "الأشياء التي تجمعنا كأميركيين أكثر من تلك التي تفرقنا". وختم جورج بوش قائلاً: "السيد الرئيس، أتمنى لكم النجاح. فنجاحكم يعني نجاح بلادنا".

وقد نقلت غالبية المحطات التلفزيونية الكبيرة الأمسية، إلا أن "فوكس نيوز" المفضلة لدى المحافظين، عرضت برنامجاً أحياه مقدموها المعرفون، سخروا فيه من رسالة جو بايدن. وقال شون هانيني المؤيد الكبير لدونالد ترامب، والذي يتابعه أكبر عدد من المشاهدين في البلاد: "دعوات بايدن إلى الوحدة مثيرة للسخرية وخبيثة". واتهم بايدن بمحاولة فرض برنامج اليسار المتطرف و"شيطنة" ناخبي دونالد ترامب، مؤكداً أنّ "هذا هراء".

المساهمون