المغنون العرب ودخول عصر المنصات
ترتفع نسبة المشاهدات والتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية. ويبدو أنَّ ثورة الإنتاج الغنائي المقبلة ستتجه إلى عالم المنصّات التي يولي المغنون اهتماما بالغاً بها في هذه المرحلة. شكل انضمام المغني المصري عمرو دياب إلى منصة أنغامي الموسيقية، أو شراكته معها، تحولاً كبيراً في عالم الإنتاج الموسيقي العربي.
والواضح أن دياب يحاول الإفلات من "القبضة السعودية" على الإنتاج الغنائي العربي، بعدما قضى أكثر من عقد مع شركة روتانا، ولم يخرج منها إلا بعد سنوات من الدعاوى المضادة بين الطرفين. قضايا دياب مع "روتانا" لم تنته رغم مرور الزمن، بل اتخذت هدنة أمر بها رئيس هيئة الترفيه السعودية تُركي آل الشيخ، وهو صديق مقرب جداً من عمرو دياب.
في منتصف الأسبوع الماضي، نشر عمرو دياب على مواقع التواصل الاجتماعي صورةً لافتة، وبلباسٍ مختلف جداً، معلناً صدور عمله الغنائي الجديد "اللوك الجديد"، من كلمات أيمن بهجت قمر وألحان محمد يحيى وتوزيع حمدي. يحاول دياب الخروج نهائياً من عباءة شركات الإنتاج، ويولي اهتمامًا خاصًا بمنصة أنغامي التي وقع معها عقداً طويل الأمد. العقد يقضي ببث إنتاجاته الغنائية والموسيقية على المنصة الأكثر استماعًا، بعدما أعادت شركة روتانا بث أغاني دياب (توقفت بعد الدعاوى القضائية) التي أنتجتها على موقع"يوتيوب، وسمحت لوسائل الإعلام المصرية بإعادة بثها، بعدما صدر حكم قضائي لصالح "روتانا"، كونها من إنتاج الشركة نفسها، وهي على خلاف ونزاع مع دياب.
ويبدو أن دياب ليس وحده من انتسب إلى منصة أنغامي. إذْ يُسجل عدد من المغنين أعمالهم الغنائية لصالح المنصة نفسها، كما هو الحال بالنسبة للمغني راغب علامة الذي لم ينتسب لأي شركة إنتاج منذ 25 عامًا، ويولي اهتمامًا كاملاً بحضوره على "أنغامي"، ليس أقله إعطاء الحق الحصري لبث أغانيه الجديدة بداية على المنصة، وإحيائه حفلاً من إنتاج المنصة قبل عامين إبان الحظر وانتشار فيروس كورونا. الحفل حقق أكثر من 7 ملايين متابع، ونالت بموجبه المنصة حقوق تصوير الأغاني التي أداها راغب بصحبة فرقة موسيقية خاصة، وعرضها بالطريقة التي تراها مناسبة فيما بعد.
وتدخل إليسا أيضاً طريق المنصات في هذا الصيف، من خلال خطة تُجهَّز حالياً لإطلاق جديدها الغنائي بعد عطلة عيد الأضحى. المحاولة هي الأولى لإليسا في الإنتاج الخاص بالتعاون مع شركات تسويق ومنصة أنغامي، وذلك بعيداً عن شركة روتانا التي قضت فيها أكثر من 15 عاماً.
على الخط الموازي، شكل إطلاق مجموعة من المغنين أعمالهم الموسيقية على المنصّات تحولاً واضحًا في مسار الأغنية العربية. تحول أفضى إلى نجاح هؤلاء بشكل كبير، ليس أقلهم ما يعرف بـ"مغنّي المهرجانات" في القاهرة، من حسن شاكوش إلى حمو بيكا، مروراً ببيروت التي تختزل التجربة بمجموعة من مغني النوادي الليلية، كوديع الشيخ ومجيد فوعاني، وغيرهم. ويُشكل هؤلاء اليوم خطراً على "نجوم" لهم تاريخهم في الغناء العربي، بسبب جمهور الساهرين الذي يفضل حضورهم تماماً. كما هو حال الخلاف بين أنصار "المهرجانات" في القاهرة، وبين حرب نقابة الفنانين على هؤلاء هناك.
