المحطات اللبنانية والبحث عن المال في الانتخابات
تبقي محطات التلفزة اللبنانية على محاولات جادة لإنتاج مجموعة من البرامج الحوارية الخاصة، ظناً منها أنها تستعيد نسبة المشاهدة التي تحولت مع الوقت لصالح المنصات، إلى جانب عروض الدراما والأفلام.
أمام الاستحقاق اللبناني المتمثل في الانتخابات النيابية، تقف محطات لبنان مجدداً على مفترق، وتُسرع في عملية الاستثمار المالي "الإعلاني" للمرشحين. ورغم الضائقة الاقتصادية التي تعانيها المحطات اللبنانية، ثمة مرشحون للانتخابات ينفقون المال للترويج على الشاشات من ضمن الحملة الانتخابية.
يستعيد طوني خليفة حضوره على محطة LBCI اللبنانية في برنامج "سؤال انتخابي"، ويحاول مجدداً الاستثمار مالياً بالاتفاق مع المحطة المنتجة، والكسب في مجموعة أسئلة وآراء المرشح، والترويج له بصورة برنامج حواري، لا يخلو في بعض الأحيان من الاستفزاز، من باب تشجيع المتابع على انتخاب الضيف.
يدرك طوني خليفة جيداً أن ما يقدمه من "إعلانات" لا يمكن أن يغير في المعادلة التي يعانيها لبنان، لكنه يستريح قليلاً من إنشاء محطة تلفزيونية خاصة به في الإمارات، يعلن عن افتتاحها قريباً، مقابل تقديم برنامج يتقاسم أرباحه هو والمحطة نفسها.
ولا يمكن إغفال إعلان محطة الجديد اللبنانية عن توقيف معظم برامج المنوعات التي كانت تقدمها، وفتح الهواء لبرامج تتناول مصالح المرشحين للانتخابات النيابية في لبنان. "عالبرنامج"، الذي تقدمه نانسي السبع، يزيد من المنافسة مع باقي المحطات التي اعتمدت على هؤلاء المرشحين ضمن برامجها وفقراتها السياسية، كما هو حال MTV، التي تعمل على أجندة مالية واضحة في الترويج والإعلان عن المرشحين ضمن البرامج.
تواجه هذه الفترة من قرب موعد الاستحقاق الانتخابي في لبنان، سلسلة من البرامج التي تعتمد على المنوعات والترويج معاً.
محطة LBCI، فاجأت المشاهدين ببرنامج جديد بعنوان "نص المزح جدّ"، يقدمه الممثل إيلي متري. في بيان صحافي، قالت المحطة: "ضمن مقاربة مُختلفة وغير تقليديّة وإيقاع بنّاء وسريع، يطرح برنامج (نص المزح جدّ) مُجمل القضايا والملفات السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، من خلال رؤية تغييريّة يتشارك فيها الجمهور اللبناني المُقيم والمُغترب بأعماره وفئاته كافّة، وجهات نظره من هذه القضايا والملفات على أبواب الانتخابات النيابيّة المُقبلة".
تضيف: "يعتمد البرنامج على حوارات، ومُقابلات، وتقارير سياسيّة، وفنّية، واجتماعيّة، منها النقدي، ومنها البنّاء، ومنها الساخر والترفيهي. في (نص المزح جد) تقديم المُمثل إيلي متري، يُشاركه فريق من المراسلين، والكوميديين".
ولا يقلل ذلك من استثمار المحطة نفسها لمرشح في برنامج منوعات آخر، ضمن باقة برامج منها "لهون وبس" لهشام حداد، وهو يعتمد على إعادة عرض مواقف وأحداث سياسية وأمنية من منطلق كوميدي ساخر، وفقرة الضيوف ضمن لقاء لا يخلو من التطرق للشأن السياسي أو الاجتماعي، وحتى الفني.
تضمن محطات التلفزة اللبنانية عائدات مالية هذا الموسم، ما يسهل بقاءها. لكن ذلك يطرح علامات استفهام كثيرة، أهمها ما هو مصير هذه المحطات، بعد موسم الانتخابات والاستثمارات؟
