القضاء يكبّل صحافيين في لبنان

القضاء يكبّل صحافيين في لبنان

26 فبراير 2014
+ الخط -


الصحافة والقضاء في لبنان ليسا على خير ما يرام هذه الأيام. فبعد ربيع فرّان وليلى عبد اللطيف، ادّعى جو معلوف على الزميلة لونا صفوان وادّعت قاضية على الزميل محمد نزّال.

العلاقة بين حرية التعبير وتدخل القضاء لكمّ الأفواه باتت تشكّل معضلة أساسية في عمل الصحافيين اللبنانيين وتنعكس بالتالي على العلاقة بين القضاء والإعلام، فيما يعمل بعض المحامين اللبنانيين على اجتهادات جديدة للحدّ من هذه الظاهرة عبر ضمان حرية النقد والتعبير ونقل الوقائع الصحافية، وكفّ يد القضاء عن الفصل في هذه القضايا.

فعدد كبير من الزملاء في الصحافة اللبنانية باتوا عرضة للملاحقات القانونية في الفترة الأخيرة. إذ خضع 3 زملاء في اسبوع واحد للمحاكمة والاستدعاء، بتهم لا تزيد عن كونها "نقل وقائع" أو "نقداً عاديّاً" في مقالات صحافية.

اللافت أنّ الدعاوى الثلاثة تحوّلت إلى محكمة المطبوعات – التي اصدرت يوم الإثنين حكماً ضد الزميل محمد نزال في جريدة الأخبار، بعد نشره تحقيقاً بعنوان "قضاة وضباط يحمون شبكة مخدرات: ابن النافذ يفلت من العقاب". وقضى الحكم بتغريمه 6 ملايين ليرة لبنانية (4 آلاف دولار أميركي)، وتغريم الجريدة حيث يعمل مبلغاً مماثلا، على اعتبار أنّه ارتكب "تحقيراً وقدحاً وذماً" بحقّ القاضية اللبنانية رندى يقظان، المتورّطة في قضية إخلاء سبيل اثنين من المتورطين في شبكة ترويج المخدرات، بحسب نزال.

واليوم الأبعاء مثل الزميل ربيع فرّان (كاتب هذه السطور) أمام المحكمة نفسها بتهمة القدح والذم بحقّ المنجّمة اللبنانية ليلى عبد اللطيف، على خلفية نشره مقالًا حمل عنوان "ثرثرات ليلى عبد اللطيف من مقهى"، وفيه يوضح فرّان كيفية لقاء عبد اللطيف ببعض النافذين في السياسة والفنّ بنيّة استجوابهم، ونقل بعض تحليلاتهم السياسية والفنّية وحتى الأمنية إلى توقعات تخرج بها على الهواء شهرياً على شاشة LBC اللبنانية. ما يرتّب أحياناً خوفاً لدى الناس في الشارع اللبناني، كما حين أعلنت عن "عبوات ستنفجر". وقد استمع القاضي المكلف بالفصل في هذه القضية ضدّ فرّان إلى "طلب الدفوع في القضية"، وأرجئت المحاكمة إلى شهر مايو/ أيار المقبل.

ليس بعيداً عن قضية الزميل فرّان تلقّت الزميلة في موقع Nowmedia، لينا صفوان، اتصالاً من مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية يعلمها بشكوى مقدّمة ضدّها وضد موقع Now تقدّم بها المذيع جو معلوف اعتراضاً على مدوّنة نشرتها قبل أشهر، باللغتين الانكليزية والعربية، على الموقع، وورد اسمه ضمن لائحة إعلاميين وفنانين انتقدهم النصّ.

وأُعلمت لونا أنّه سيتم تحويل الملفّ إلى محكمة المطبوعات حيث تتابع الامور من هناك. وكتبت الزميلة صفوان على صفحتها على فايسبوك: "كم يؤسفي أن يصل إعلاميٌ إلى حدود تصفية الحسابات قضائياً، ونحن المتمسكون بحرية الرأي والتعبير بعيداً عن القدح والذم".

 

المساهمون