الدور المفقود للمعهد العالي للفنون المسرحية في مصر

الدور المفقود للمعهد العالي للفنون المسرحية في مصر

02 اغسطس 2022
كان أحمد زكي واحداً من نجومٍ كثرٍ تخرّجوا من المعهد (فيسبوك)
+ الخط -

بالأمس القريب كان يطلَق عليه معهد التمثيل، وأعتقد أنّ اسمه ما زال يُختزَل حتّى الآن باسم معهد التمثيل. بهذا الاسم عرفناه، وبهذا الاسم كانت شهرته.

منذ تأسيسه على يد أستاذ الأجيال زكي طليمات، صار معهد التمثيل، أو المعهد العالي للفنون المسرحية، قبلةً لكلّ الموهوبين في مجال التمثيل والحالمين بمستقبل يملؤه الأمل والطموح. وقد كانوا -لا شك- محقّين كلّ الحق في آمالهم، فقد كانت دفعات الخريجين من معهد التمثيل باهرة، مثل فريد شوقي، وسميحة أيوب، وسناء جميل، وصلاح منصور، وحمدي غيث، ونبيل الألفي، وكرم مطاوع، وسعد أردش، وجلال الشرقاوي، وأحمد زكي، وفاروق الفيشاوي، وتلَتهم أجيال سطعت من بينها نجوم في سماء الفن.

لا تأتي أهمية المعهد من تنظيم ثقافة الطالب وإعطائه فرصة الاطلاع على مدارس التمثيل وتياراته المختلفة فقط، بل لأنّه يتيح للطالب أيضاً أن يكوّن شخصيته الخاصة ووعيه، بصفته مثقّفاً يملك رؤاه الخاصة.

وبالتالي، يكوّن المعهد شخصيته، جمالياً وفلسفياً، وقد كان هذا أهمّ وأميز ما في المعهد. لكن للأسف، بتّ ألاحظ أنّ هذا الدور تراجع واعتراه الضعف بعض الشيء. وعليه، انتشرت مدارس وورش مستقلة لإعداد الممثل، لا توجد من بينها سوّى قلّة جيّدة مقابل أكثرية سيئة لا تؤدّي الغرض المنوط بها.

ومع احترامي للورش والمدارس المستقلة القليلة الجيدة، إلّا أنّها لم تعوض الطالب عن الدراسة البانورامية والمتنوعة التي تشكل ماهيته ووجدانه ووعيه.

في النهاية، لا نريد مجرّد مؤدٍّ جيد، إن وجد، بل نريد ممثّلاً حقيقياً، موسوعي الثقافة، ومتعدّد الرؤى.

أتمنى أن يعود معهدنا، المعهد العالي للفنون المسرحية، أو معهد التمثيل، إلى سابق عهده، حيث تعلمت أنا والكثيرون، واستفدنا جميعاً في تكوين ذواتنا الثقافية والفنية. بالتالي يجب على القائمين على المعهد أن يعملوا جاهدين مخلصين، ليستعيدوا دوره الفني والتعليمي المفقود.

أرجو ذلك من كل قلبي.

معهدنا دوماً في القلب.

المساهمون