الحاجز المرجاني العظيم يفقد أكثر من نصف كتلته

الحاجز المرجاني العظيم يفقد أكثر من نصف كتلته

18 أكتوبر 2020
يمتدّ الحاجز المرجاني على مساحة تزيد عن 344 ألف كيلومتر مربع (جايمس دي مورغان/Getty)
+ الخط -

أشارت دراسة حديثة إلى أنّ الحاجز المرجاني العظيم قد فقد أكثر من نصف شعابه المرجانيّة في أقلّ من عقدين من الزمن! وأكّدت الدراسة أنّ كل الشعاب المرجانية، من جميع المجموعات ومن كل الأحجام والأصناف الطبيعية، قد تأثّرت بهذه الكارثة.

ونشر الباحثون دراستهم بعد إجراء جردٍ منهجي في مجلّة Proceedings of the Royal Society B العلمية المحكّمة. ويُعتبَر الحاجز المرجاني العظيم من أكبر الشعاب المرجانية في العالم، وهو يمتد على مساحة تزيد عن 344 ألف كيلومتر مربع، وهي مساحة تزيد عن مساحة دولة إيطاليا، بل يمكن رؤيتها من الفضاء، وكثيرة هي الصورة التي التقِطَت لهذا الحاجز من المركبات الفضائية والأقمار الصناعية.

وصُنّف هذا الحاجز كموقعٍ أثري رسمي للتراث العالمي يجب الحفاظ عليه من قبل منظمة اليونسكو عام 1981. ويقول تيري هيوز من جامعة جيمس كوك في مدينة تاونسفيل في أستراليا، وهو أحد المشاركين الأساسيين في الدراسة: "لقد كنا دائمًا نعتقد أنّ الحاجز المرجاني العظيم محميّ بشكل ممتاز، وذلك بسبب حجمة الكبير وامتداده الواسع، لكن نتائجنا تظهر أنّه حتّى أكبر الشعاب المرجانية في العالم، والتي من المفترض أنْ تتمتع بحماية جيّدة نسبيًا، يمكن أن يتضاءل حجمها وتقل مساحتها بشكل متزايد" .

يمتد على مساحة تزيد عن 344 ألف كيلومتر مربع، وهي مساحة تزيد عن مساحة دولة إيطاليا، بل يمكن رؤيتها من الفضاء

أمّا السبب الأوّلي والأكثر ترجيحًا من الناحية العلميّة، والذي أدى إلى هذه الكارثة، فهو ارتفاع درجات حرارة المياه بشكل مفاجئ، وما ينتج عنه من تموّت وابيضاض هذه الشعب، والذي حصل بشكل متزايدٍ بين عامي 2016 و2017، إذْ إنّ ارتفاع درجات الحرارة يؤذي الشعب المرجانية الموجودة في المياه الضحلة، كما أنّ العواصف التي ضربت أستراليا أخيرًا كان لها دور كبيرٌ أيضًا في تسريع هذا التموُّت.

والشعاب المرجانية تحتاج إلى الطحالب من أجل البقاء على قيد الحياة، إذْ إنّها تعطيها الطاقة وتزودها بالحياة وتكسب هذه الشعاب لونها. ولكن، إذا أصبحت مياه البحر دافئة أكثر، يتحوّل هذا التعايش المفترض إلى علاقة عدائية، إذْ إنّ الطحالب تنتج السموم التي تؤذي هذه الشعاب. ولذلك، يطرد المرجان الطحالب، وكنتيجة لهذه العملية، لا تفقد الشعاب لونها فقط، بل تخسر مصدر الغذاء الأكثر أهمية بالنسبة لها. وإذا لم تستقر الطحالب على هذه الشعاب بعد عدّة أشهر أو أسابيع من طردها، فإن المرجان سيموت حتمًا. وكان العلماء في منتصف التسعينيات قد فحصوا أجزاء محددة من هذا الحاجز قبالة السواحل الأسترالية، إذْ وثّقوا عدد المستعمرات المرجانية الفردية على التلال والمنحدرات حتّى عمق سبعة أمتار. وقارنوا هذه البيانات بالبيانات التي جمعوها لنفس الأمكنة بين عامي 2016 و2017.

 

وأظهرت الأرقام أنّ العدد الإجمالي للمستعمرات المرجانية الصغيرة قد انخفض بنسبة 76 بالمائة على التلال و57 بالمائة على المنحدرات. وانخفضت المستعمرات المرجانية الصغيرة بنسبة 63 بالمائة على التلال و32 بالمائة على المنحدرات. وفي القسمين الشماليين من الحاجز، انخفض عدد المستعمرات بنسبة 88 بالمائة، ووصل التموُّت في بعض المناطق إلى 98 بالمائة! في أقصى جنوب الحاجز فقط، زاد عدد المستعمرات بشكلٍ طفيف جدًا.

المساهمون