الإعلام الأميركي يتجاهل استهداف الاحتلال الصحافيين في غزة

الإعلام الأميركي يتجاهل استهداف الاحتلال الصحافيين في غزة

24 يناير 2024
قتل الاحتلال 119 صحافياً منذ بداية العدوان على القطاع (Getty)
+ الخط -

على الرغم من الاستهداف غير المسبوق للصحافيين في العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزّة، إلّا أنّ الإعلام الأميركي السائد عادةً ما يتجاهل تغطية القضية أو الإشارة إليها، فيما يخصص تقارير وصفحاتٍ للحديث عن معاناة الصحافيين والاعتداء عليهم في كلّ أنحاء العالم، بحسب مجلة ذا نيشن الأميركية.

ومنذ انطلاق الحرب الإسرائيلية على القطاع قتلت قوات الاحتلال 119 صحافياً وعاملاً في مهنة الإعلام، بحسب آخر إحصاء للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فيما وثّقت لجنة حماية الصحافيين استشهاد 76 صحافياً حتّى الآن.

ووصفت "ذا نيشن" ما يواجهه صحافيو غزّة بأنّه "أسوأ بكثير من أي شيء واجهه مجتمع الصحافيين حول العالم على مدى أجيال"، ورأت أن "السرعة التي يُقتل بها هذا العدد الكبير من الصحافيين هو أمر لم نشهده من قبل في التاريخ الحديث"، مشيرةً إلى أنّ العاملين في الصحافة هم "إحدى المجموعات الأكثر تضرراً بشكل غير متناسب في منطقة غارقة بالدماء".

حتّى في حال اعتماد الرقم الأدنى لعدد الشهداء والبالغ 76 صحافياً، فإنّه يفوق بأربعة أضعاف عدد الصحافيين الذي قتلوا خلال الحرب الروسية على أوكرانيا، وكذلك عدد الصحافيين الذين قتلوا خلال عشر سنوات من الحرب الأميركية على فيتنام، بل ويفوق عدد الضحايا من الصحافيين في فترة الحرب العالمية الثانية.

تملك دولة الاحتلال تاريخاً طويلاً من استهداف الصحافيين ووسائل الإعلام الفلسطينية. ومنذ بدء العدوان الحالي دعا السياسيون الإسرائيليون، بمن فيهم وزير الدفاع يوآف غالانت، علناً إلى قتل الصحافيين. لعلّ أبرز نموذج على العدوانية الإسرائيلية، بحسب "ذا نيشن"، هو الاستهداف المتكرر لمدير مكتب قناة الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، والذي أدى إلى استشهاد زوجته وعدد من أفراد عائلته، منهم ابنه الصحافي حمزة، إضافة إلى زميله المصور سامر أبو دقة.

ورغم تغطيتها المتواصلة للعدوان على غزة، إلّا ان وسائل الإعلام الأميركية نادراً ما تأتي على ذكر معاناة الصحافيين الفلسطينيين واستهدافهم المتعمد من قبل الاحتلال. وفقاً لـ"ذا نيشن"، لم تنشر "ذا نيويورك تايمز" أي تقرير عن قتل الصحافيين الفلسطينيين وظروف عملهم في ظل العدوان الإسرائيلي.

أما في التلفزيون، فقد استضاف مقدمو البرامج الحوارية السياسية الأكثر متابعة، يوم الأحد، على قنوات مثل "إيه بي سي" و"سي أن أن" و"أن بي سي" و"سي بي إس"، العديد من الشخصيات الحكومية الإسرائيلية والأميركية خلال الأشهر الماضية، لكنّهم لم يوجّهوا سوى سؤال واحد عن قتل الاحتلال للصحافيين الفلسطينيين، كان من نصيب وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن.

ورأت "ذا نيشن" أنّ "قضية الصحافيين الفلسطينيين لا تمثل أولوية بالنسبة لمؤسسات الإعلام الأميركي"، مشيرة إلى عدم وجود "حملات من قبل الصحافيين الأميركيين دفاعاً عن الصحافيين الفلسطينيين"، وانتقدت ازدواجية معايير جمعية الصحافيين المحترفين، التي "تعرض بشكل بارز إحصاءات حول مقتل الصحافيين في أوكرانيا على صفحتها الرئيسية، وأنشأت صندوقاً خاصاً لمساعدة المراسلين الأوكرانيين"، فيما تتجاهل الإشارة إلى صحافيي غزة.

وندّدت بإهمال الإعلام الأميركي التقليدي لصحافيي غزة، معتبرةً إياه جزءاً من تجاهلها للفلسطينيين ككل، وتساءلت: "لو أن دولة أخرى، غير إسرائيل، كانت تنفذ مذبحة غير مسبوقة بصحافيين ليسوا فلسطينيين، هل كانت مؤسساتنا الإعلامية ستولي القضية أهمية أكبر؟".

المساهمون