ازدهار السياحة في التبت يضغط على المواقع التاريخية

ازدهار السياحة في التبت يضغط على المواقع التاريخية

20 يونيو 2021
هضبة التبت (في يونغ/Getty)
+ الخط -

تزدهر السياحة في التبت، حيث يسافر المزيد من الصينيين داخل البلاد بسبب جائحة فيروس كورونا، ما يشكل مخاطر على البيئة الهشة في المنطقة والمواقع التاريخية.

ويقتصر عدد الزوار على خمسة آلاف زائر يومياً في قصر بوتالا، المنزل السابق للدالاي لاما.

وقال المسؤول الرئيسي، غونغار تاشي، إن تحقيق التوازن بين الطلب السياحي والحاجة إلى تقليل التدهور الناتج من الاستعمال للمبنى الضخم الكائن على التلال يمثل تحدياً مستمراً.

أضاف تاشي للصحافيين في لاسا، عاصمة التبت، أن "التحدي الأكبر بالنسبة إلينا هو التناقض بين حماية الآثار الثقافية واستخدامها".

تحدث تاشي خلال جولة نظمتها الحكومة، ومنحت الصحافيين الأجانب وصولاً نادراً إلى التبت، لكن تحت رقابة المسؤولين الذين وضعوا جدول الزيارة.

ويبدو أن الأعداد المتزايدة من السائحين غير مهتمة بالخلافات السياسية التي تدور منذ زمن طويل حول التبت.

وكانت القوات الشيوعية الصينية قد دخلت المنطقة في عام 1951، وفرّ الدالاي لاما، الزعيم الروحي والسياسي التقليدي للتبت، إلى الهند خلال انتفاضة فاشلة على الحكم الصيني في عام 1959.

ويأتي ملايين الزوار إلى التبت كل عام، وشهد عام 2020 زيادة بنسبة 12.6 بالمئة عن العام السابق، حسبما قال نائب مدير رابطة تسويق السياحة الصينية، قه لي. ويتوقع أن يتضاعف عدد الزوار تقريباً بحلول عام 2026.

وقال إن وفرة الزوار، التي تتجاوز بكثير عدد سكان التبت البالغ عددهم 3.5 ملايين نسمة، تعني أن توخي الحذر ضروري لحماية البيئة والثقافة.

وقال عالم الجغرافيا الثقافية في جامعة نيويورك شنغهاي، ترافيس كلينغبيرغ، إن السياح ينجذبون إلى "لغز وأسطورة التبت كأرض نائية مغطاة بالثلوج".

وأضاف: "لكن التبت أصبحت مكاناً لمناظر طبيعية جميلة له أهمية بالنسبة إلى الأمة الصينية".

وقالت أستاذة الجغرافيا في جامعة كولورادو بولدر، إميلي يه، إن التبت حوّلت تركيزها من الزوار الدوليين إلى الزوار المحليين مع نمو الطبقة الوسطى في الصين.

وأضافت أن التبتيين اشتكوا في بعض الأحيان من عدم احترام السياح الصينيين للتقاليد الثقافية، بما في ذلك دوس رايات العبادة. وقالت إميلي إن قطاع السياحة يعزز الدعاية الحكومية.

لايف ستايل
التحديثات الحية

ويقول الحزب الشيوعي الحاكم إنه حرر مئات الآلاف من العبيد عندما أطاح الحكم الديني في عام 1951، ومنذ ذلك الحين جلب التنمية الاقتصادية إلى الهضبة المرتفعة التي تقع على حدود جبال الهيمالايا.

وقالت إميلي إن "إعادة كتابة التاريخ تُعَدّ جزءاً كبيراً من المشهد السياحي".

ومن بين المواقع الطبيعية الأكثر شهرة بحيرة نامتسو، التي تحيط بها القمم المغطاة بالثلوج والأضرحة البوذية، مع قطعان الياك (ثيران التبت) والطيور المهاجرة التي تحلّق في الأفق.

وقال قه لي، من رابطة تسويق السياحة، إنه يجب إجراء مزيد من التطوير للموقع بعناية لتجنب الإضرار بما يجعله جذاباً.

وأضاف: "سيكون من الصعب حماية البيئة والثقافة في التبت، إذا لم تكن لدينا خطة طويلة المدى. لذلك، من المهم جداً وضع مجموعة من القيم وقواعد السلوك للسفر في التبت في أثناء بناء المرافق".

(أسوشييتد برس)

المساهمون